كلام صريح لسادة القوم في لبنان ... لا بد من فك الحصار ايضاً عن لاجئي لبنان!!

يونس العموري
هي الفضيحة بأم عينيها للمؤسسة اللبنانية الرسمية وعلى وجه التحديد للمؤسسة التشريعية المتمثلة بالمجلس النيابي، هذه الفضيحة التي تتوالى فصولها منذ ان صار على ارض لبنان مخيمات للاجئين الفلسطينيين، لبنان الذي يعتبر الشريك الفعلي والحقيقي للمعاناة والمأساة الفلسطينية سجل برلمانه واحدة من اغبى القرارات وأخطرها على الأطلاق حيث تتجلى العنصرية الفاضحة والصارخة بحق الشعب الفلسطيني اللاجىء على الأراضي اللبنانية، مرة اخرى تفشل الطبقة السياسية الرسمية اللبنانية في انصاف الوجود الفلسطيني في لبنان، على ارضية التخوفات والهواجس غير المبررة، والتي لا يمكن تبريرها بالمطلق حيث انبعاث الرائحة العنصرية بإمتياز، وبعيدا عن التنظير او محاولة التأويل، جاء السجال البرلماني في اروقة المجلس النيابي اللبناني ليعبر عن مدى الإصطفاف الطائفي المذهبي الذي ما انفك مسيطرا على العقلية الإنعزالية اللبنانية.

ان ما حصل في مجلس النواب يرقى بالفعل الى حدود الفضيحة حيث تم اجهاض مشروع كان من الممكن اذا ما تم اقراره تخفيض منسوب الحرمان والقهر اللذين يعاني منهما اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وذلك على ايدي المسكونين بالهواجس المحنطة بالتخوفات غير المقنعة بل انهم مدافعين عن انعزاليتهم ويستحضرون تاريخهم الأسود، لتسقط الطبقة السياسية مرة جديدة في اختبار المصداقية واحقاق الحقوق وانصاف الذات الانسانية البشرية على ارضية الحقوق المدنية والانسانية واعراف وتقاليد حقوق الانسان وفقا ما أقرتها الشرعية الدولية.

والحكاية بدايتها كانت منذ الأمد البعيد ومنذ ان صارت الخيمة عنوانا للفلسطيني في لبنان حيث الإضطهاد والظلم والحرمان والقهر اصبحت هي العناوين الحاكمة لقانون التواجد الفلسطيني على تلك الأرض التي يحاول البعض ابعادها عن منطقها العروبي وسلخها عن محيطها ويصر على هوية اخرى غير هويتها الناطقة بلغة الضاد فهم ذاتهم الذين صوتوا في البرلمان قبل ايام ضد استصدار القوانين التي قد تُنصف اللاجئين بالحدود الدنيا وهي الحقوق التي بات اعطاءها للإنسان منذ العصور الوسطى امرا مسلما به ... فالحق بالعمل حق مكفول للكل الانساني وحتى تلك الدول التي تعتبر متخلفة وتعيش على هوامش التاريخ لا تستطيع ان تنزع مثل هذا الحق لمن يقيمون على ارضها بالطريقة القانونية الشرعية وحق الطبابة من ابسط من قواعد الحق البشري ان يجد المريض لنفسه مكانا يتعالج فيه من الأسقام والأمراض وهو واجبا وليس حقا الا ان الفلسطيني هناك محروما من ان يدخل المشفى للإستفشاء لا لشيء الا لكونه مدموغا بالدمغة الفلسطيني ولابد للموت من ان يكون مصيره، والمأوى وان يحيا بالبيت وان يصبح له عنوان ومنزل من ابسط متطلبات العيش الأدمي وحتى كلابهم لها منازل وبيوت يسكنون اليها، واذا كان من الممنوع على الفلسطيني ان يكون له بيت في الوقت الذي يسمح فيه لكل جنسيات العالم ان تتملك ولكل البشر ان يقتنوا بيوتا في لبنان، فلا شك ان عدم السماح بتملك الفلسطيني للبيت او توريث البيت لورثته فيه وجهة نظر عنصرية ولئيمة بلئم الحقد الإنعزالي اللبناني. والبيت يا سادة بيوت لبنان حقا بشريا خالصا وللبيت رب يحيمه ان كان لحماية الفلسطيني من تحديات الطبيعة في ظل اللابيت واللاحياة بما تتناسب وقوانين الحياة ومقاييسها ...

فجأة، انبعثت من بين مقاعد المجلس النيابي اللبناني المُبجل روائح كريهة وأدبيات بغيضة، واستعاد البعض تلك اللغة الممجوجة التي كان يخاطب بها اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال مرحلة غابرة، افترض الكثيرون عن خطأ انها زالت.

ما ان بدأ الكلام عن اقتراحات القوانين الاربعة المقدمة من بعض النواب، لتأمين الحد الادنى من الحقوق المدنية والانسانية للفلسطينيين، حتى عاد هذا البعض الى غريزته الطائفية، فتصدعت الكتل المختلطة والتحالفات المركبة. ووتم رفض القوانين بحجج واهية اقل ما يمكن ان يقال فيها انها باهتة وغير منطقية وكانهم يخشون على الفلسطينيين ان يرفضوا مبدا حق العودة وانهم بذلك انما يسهمون بذلك بالحفاظ على عودة اللاجئين وكأن اللاجئين لن يعودوا الى فلسطين الا اذا عاشوا حياة غير أدمية وغير انسانية وكأن العودة مرتبطة ببؤس حياة اللاجئين في مخيمات الشقاء والقهر.

يرتفع الشعار الأبرز هذه الأيام حول فك الحصار عن غزة ويتناسى المجتمع اللبناني وقبل ان يتحرك اتجاه فك حصار غزة ان لابد من فك الحصار عن المخيمات في قلب بيروت وعلى امتداد الرقعة الجغرافية اللبنانية، فإذا كانت الأراضي الفلسطينية تعيش حصارا احتلاليا قاسيا مفروض على كافة مدن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وتحيط بها جدران الفصل العنصري فإن المخيمات الفلسطينية تعيش حصارا أشد قسوة حيث تطويق القوانين العنصرية لوقائعهم اليومية والحياتية ...

اذن لابد من تعزيز صمود الفلسطينيين على الطريقة اللبنانية من خلال خنقهم وتعذيبهم وقهرهم لئلا يتم توطينهم كون فعل التوطين وحسب الفهم اللبناني مرتبط بمنح الحقوق المدنية للفلسطينيين ولابد من تحقيق حلم العودة لجموع اللاجئين عبر فعل القهر والتنكيل بكل ما هو فلسطيني ولابد من بقاء المخيمات بحالتها المأساوية حتى لا يطيب العيش ورغده لأبناء كنعان على الأرض الفينيقية، ولابد من موتهم على ابواب المشافي حتى يتعزز صمودهم والدكتور لا يمكن له ان يعمل بمهنته حيث ان فلسطينيته لا تتوافق وهذه المهنة وثلاثة وسبعون مهنة اخرى ...

يا سادة لبنان وعلية القوم فيها احذروا خنق وقهر ابن كنعان واعلموا ان غضبهم مؤجل ... واعرفوا انكم بفعلكم وقهركم انما تعيدون التاريخ للوراء ..

» لبنان:اتهام دولي صريح لحزب الله بمحاولة تعطيل العدالة في قضية رفيق الحريري
» جدل في لبنان بسبب 'كلام الناس' على 'ال بي سي': استعرض اسلحة وبشر بمعارك وتضمن تحريضا
» من رفع الحصار عن غزة إلى رفع الحيف عن فلسطينيي لبنان!
» سفينة مساعدات تقل نساء تستعد للابحار من لبنان الى غزة بهدف كسر الحصار
» "طليعة لبنان" يشجب تضييق الحصار على غزة