مفوض "الأونروا" عن "البارد": إعادة إعمار مخيم لـ30 ألف لاجئ.. تحدث للمرة الأولى في العالم

اختار المفوض العام لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا) فيليبو غراندي أن يلفظ كلمة "التوطين" بالعربية في لفتة إلى أن إعطاء الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين لا تعني توطيناً. وضمّ الجدل اللبناني حول تلك الحقوق إلى قائمة المناسبات التي أتى من أجلها إلى لبنان، على الرغم من أن لزيارته أهدافا أخرى لا تتداخل والشأن اللبناني، كما أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس في مركز الوكالة في بيروت بحضور المدير العام لـ"الأونروا" في لبنان سلفاتور لومباردو.
ومن الأهداف الأولى المعلنة للزيارة، تأتي معاينة مخيم نهر البارد والاطلاع على سير الأعمال هناك، للالتزام بتاريخ عودة أهله إليه في العام 2012 بعد انتهاء رزم إعادة الاعمار. ويزور غراندي المخيم اليوم بعد عقده سلسلة لقاءات مع مسؤولين لبنانيين كان قد بدأها أمس.
كما ناقشت اللجنة موضوع التمويل، إذ تعاني الوكالة عجزا يفوق المئة مليون دولار ما يجعل خدماتها "على حافة المتطلبات" بحسب تعبير المفوض العام. وهو يأمل "تخطي تلك المصاعب مثلما دأبت "الأونروا" على تخطيها منذ ستين سنة". وفي ما يخصّ مخيم نهر البارد، لفت إلى وعود من دول الخليج بتحويل مساهمات عما قريب "فنتحول إلى الرزمة الثالثة من الأعمال"، من دون أن ينفي أن أي عملية لإعادة الإعمار لا بدّ أن تواجه عقبات تؤخر في سير الأعمال: "كما أن إعادة إعمار مخيم لثلاثين ألف لاجئ أمر يحدث للمرة الأولى في العالم". ونفى أن يكون لـ"الأونروا" أي علاقة في محيط المخيم باستثناء دعوتها للسماح بإدخال المواد إلى داخل المخيم.
وعلى الرغم من أن الوكالة تعاني أزمة مالية هي الأشد في تاريخها على حدّ تعبير مفوّضها العام، أشار إلى بذل جهد كبير كي لا يتم تقليص أي من الخدمات علماً أن الهدف يبقى دائماً تطوير الخدمات وتحسينها. وهو يعتبر أن الأزمة المالية انعكست سلباً على تقديمات الدول المانحة لـ"الأنروا" لا سيما ان هناك بلدانا، بسبب أزماتها المالية، قلصــت منحـها السنوية.
وفي العلاقة مع الجانب اللبناني، لم يبد غراندي متأثراً بالحراك "السلبي" الذي يشهده الملف الفلسطيني معوّلاً على اهتمام رئيس الحكومة سعد الحريري بما يعني اللاجئين الفلسطينيين داخلياً أو خارجياً عبر مساعدة الوكالة في جمع التقديمات والمنح. كما أبدى ارتياحه لعمل الجيش على صعيد المخيمات.
وفي كلمة مقتضبة، لخّص غراندي مجريات مؤتمر اللجنة الاستشارية لـ"الأونروا" الذي عقد في القاهرة منذ أيام، لافتاً إلى أن موضوع غزة أخذ حيّزاً كبيراً من النقاش، وبرأيه: "إن العالم يضغط باتجاه رفع الحصار وسمعنا تصاريح إسرائيلية بهذا الخصوص، ولكن المهم هو كيفية إنهاء الحصار، لا سيما وأن الشيطان يكمن في التفاصيل»، موضحاً أن موقف الأمم المتحدة كان دائماً مناديا بوقف الحصار.
وفي النقاش مع الصحافيين، أصرّ غراندي لدى سؤاله عن غزة على القول: "لا يمكن أن نتحدث عن أي تقدّم الا عند لمسه وترجمته على أرض الواقع، فما يحدث في غزة أشدّ من أن يكون وضعاً لاإنسانياً، والمسألة تتعلق باقتصاد مهدوم والحالة الاجتماعية والإنسانية تتطلب تدخّلاً طارئاً".
إلى زيارة مخيم نهر البارد، سيلقي غراندي اليوم محاضرة بدعوة من مركز عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت.

» مدير عام 'الأونروا' يشرح مراحل إعادة إعمار مخيم البارد
» إجراءات لتسريع إعادة إعمار مخيم نهر البارد
» غراندي في لبنان للإطلاع على إعادة إعمار مخيم نهر البارد
» انقاذ مخيم نهر البارد: إعادة إعمار وتحرّكات مقبلة
» مفوض عام "الأونروا" تفقد مخيم نهر البارد وتسلم مذكرة مطلبية