«في البارد، كان بيتنا كبيراً.. وكنا نلعب على السطوح»

عمر ابراهيم

بلغة واثقة، تجيب زينة، ابنة الأعوام الستة من مخيم البداوي، على أسئلة المستفسرين عن سبب اختيارها وعدداً من زملائها رسم منزل داخل فلسطين المحتلة وإحاطته بسور عال. تقول: «الصهاينة بدهم يهجموا علينا ويطلعونا على البيت، بس نحن بدنا نقاومهم ونرميهم بالحجارة، ومش راح نترك البيت مرة تانية ولو قتلونا».
زينة واحدة من 120 طالبا وطالبة تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات، يشاركون في معرض الرسومات الذي افتتحته «مؤسسة غسان كنفاني الثقافية» لطلابها في مخيم البداوي بمناسبة انتهاء العام دراسي، في تقليد تواظب المؤسسة على إقامته منذ سنوات تحت عنوان «المنزل».
الأمان في حي يلعب فيه كل الأطفال، و«ما حدا بيضربني وبياخذ مني لعبتي».. هكذا عبر احمد ابن الخمس سنوات في لوحته عن المنزل، التي تضمنت ملعباً للأطفال يحتوي على ألعاب وكراسي تتسع للجميع، ويكون «هونيك حارس، إذا حدا أخذ مني الفوتبول بيرجعلي اياه».
أما منى ابنة الستة أعوام فاختارت ان ترسم منزلاً وخلفه حديقة صغيرة، كتب عليه اسم عائلتها، فهي هجرت من مخيم البارد بعدما تهدم منزل العائلة وهي تقيم حالياً مع أقارب لها في مخيم البداوي. وتنام إلى جانب والدها وأشقائها الخمسة في غرفة ضيقة، وتقول: «ما في مكان نلعب في البيت ولا حتى في الشارع. في البارد، كان بيتنا كبيرا وكنا نلعب على السطوح، بس هون صعب نلعب وحتى ما فينا نرفع صوتنا حتى ما ينزعجوا الجيران. أنا رسمت هيدا البيت لأنو بكرا بس نرجع على فلسطين بدنا نعمل واحد متلو وبصير بلعب مع اخوتي وما حدا بيصرخ علي».
نظرتا منى واحمد جاءتا متطابقتين مع من زملاء كثر لهم فضلوا رسم منازلهم وأحيائهم، وان كان من بينهم من استوحى من أهله صورة المنزل في فلسطين، ليضيف مسحة حنين للعودة إلى الوطن الام. إلا ان الحصة الأكبر من رسومات الأطفال، ومعهم نحو 170 طفلا وشابا تتراوح أعمارهم بين 6 ـ 18 عاماً، كانت عن فلسطين وقراها وبلداتها ومدنها وكل شيء فيها، وحتى عن الدول العربية المحيطة بها. فهي، كما يقول محمد ابن الـ13 عاماً، جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، «لذلك، قررنا ان نصنع مجسماً عن خريطة فلسطين وعن المواقع الأثرية فيها، ووضعنا فوق اسم كل مدينة رمزاً عما تشتهر به، لتعريف الزوار على تراث بلادنا وحدودها وثقافة أبناء كل مدينة».
وتشرح المشرفة في المؤسسة سميرة يوسف لـ«السفير»: «هذا المعرض ينظم سنوياً، والهدف منه تنمية سلوكيات الأطفال وتقوية شخصيتهم ودفعهم للتعبير من خلال الرسم عن معاناتهم، وهناك أطفال كثر يملكون الموهبة ونحن نعمل على تطويرها».
وتضيف: «المعرض سيستمر لمدة عشرة أيام، ونأمل في كل عام أن يشهد مزيداً من التطور حتى نتمكن من الوصول إلى الغاية التي كان ينشدها الشهيد غسان كنفاني في نقل المعرفة والعلم وتحويلهم الى سلاح لمقاومة الاحتلال».

» جيهان السادات: تولي مبارك الرئاسة كان خطأ كبيراً
» يا نهر البارد: العيد ليس لك..!!
» خيمة فوق السطوح في مخيم «البرج البراجنة »: هنا القصة والحب... هنا ذكريات الأرض
» طالب يزور مخيم نهر البارد ويلتقي قيادة فرع الشمال ومنطقة البارد للجبهة
» مسؤول لجنة المتابعة العليا الفلسطينية لملف نهر البارد مروان عبد العال: اعمار مخيم نهر البارد مسؤولية سياسية تحتاج الى الية تعامل سياسي