الاحتلال يشن حملة اعتقالات تستهدف قيادات فتح في القدس

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة استهدفت قيادات وكوادر حركة فتح في مدينة القدس وذلك على خلفية المواجهات التي تشهدها المدينة خاصة في مناطق سلوان ورأس العمود والعيسوية.

وطالت حملة الاعتقالات، عضو لجنة قيادة إقليم القدس في حركة فتح مأمون العباسي، وأمين سر منطقة سلوان التنظيمية عدنان غيث اللذان جرى اعتقالهما من منزليهما فجر اليوم في حي الشياح، وبلدة سلوان.

وكانت قوات الاحتلال برفقة الوحدات الخاصة شنت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية حملات دهمٍ واسعة النطاق لمنازل المواطنين في بلدة سلوان، جنوب الأقصى المبارك، وفي أحيائها المختلفة من بينها منزلي العباسي وغيث، واعتقلت في هذه الحملة عدداً، غير معروف، من الفتيان والشبان على خلفية المشاركة في المواجهات ضد قوات الاحتلال في البلدة خلال الأيام الأخيرة.

من جهة ثانية، أفادت مصادر محلية في حي جبل الزيتون – الطور أن قوات الاحتلال داهمت العديد من منازل المواطنين واعتقلت عدداً كبيراً من الشبان والصبية بحجة المشاركة بمواجهات يوم أمس ضد قوات الاحتلال.

إلى ذلك، تسود القدس أجواء من التوتر الشديد في ظل إجراءات الاحتلال المُشددة التي بموجبها أغلقت العديد من الأحياء المقدسية وخاصة بلدتي سلوان والعيسوية وفرضت قيوداً مشددة على دخول المُصلين إلى القدس القديمة والمسجد الأقصى وسمحت فقط لمن تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما من اجتياز المتاريس والحواجز التي نصبتها على بوابات البلدة القديمة وبوابات الأقصى.

كما أغلقت سلطات الاحتلال بوابات الأقصى المبارك وفتحت بشكل جزئي ثلاث بوابات فقط، فيما يستعد آلاف المواطنين لأداء صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات القريبة والمتاخمة لأسوار البلدة القديمة، فضلا عن إقامة صلاة الجمعة بخيمة الاعتصام بحي البستان ببلدة سلوان بسبب إغلاق المنطقة بالكامل وعدم تمكن المواطنين من الوصول إلى الأقصى رغم أنهم الأقرب إليه من الناحية الجنوبية.

وأكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني أن الاعتقالات التي تستهدف المقدسيين بشكل عام والقيادات والكوادر الفتحاوية بشكل خاص في القدس المحتلة ستنتهي مثل سابقاتها بالمزيد من مقاومة اعتداءات الاحتلال وأذرعه المختلفة وخاصة عصابات المستوطنين الذين يتمتعون بغطاء سياسي وحماية أمنية من قبل حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية.

و شدد على أن الاعتقالات والاغتيالات لم تثني حركة فتح يوماً عن مواصلة مسيرتها في الدفاع عن حقوق شعبنا الوطنية ومقدساتنا ووجودنا في مدينة القدس المحتلة للوصول إلى تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، معتبراً حملة الاعتقالات تخبطاً إسرائيليا جراء الهبة الجماهيرية التي تشهداها القدس المحتلة وإمعان في سياسة القمع والظلم التي ينتهجها الاحتلال.

ولفت دلياني إلى أن السلام منوط بانسحاب دولة الاحتلال من الأراضي المحتلة عام 1967 وعودة اللاجئين وفق اتفاق سياسي مع منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الشرعية الدولية، وأن الاستيطان لن يجلب سوى المزيد من انعدام السلام والتوتر في المنطقة بأسرها.

وكانت المواجهات اندلعت خلال اليومين الماضيين في حي سلوان في مدينة القدس المحتلة، إثر قيام مجموعة من المستوطنين المتطرفين بإطلاق النار على الشاب سامر سرحان بدم بارد ما أدى إلى استشهاده على الفور