الكويت تمنع الأحاديث الطائفية بالمدارس وتأمر بتعليق صور الامير بالصفوف

ادى سحب الكويت هذا الأسبوع الجنسية من رجل دين شيعي اتهم باهانة زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ام المؤمنين السيدة عائشة، لتزايد التوتر الطائفي في هذا البلد، مما دفع الحكومة الى اتخاذ اجراءات وقائية خوفا من اندلاع اضطرابات في البلاد.
واصدرت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي الدكتورة موضي الحمود قرارا يحظر أي احاديث طائفية في المدارس ويحذر من عواقبها وذلك منعا لانتشار الفتن.
وشدد قرار الوزيرة الحمود الذي صدر ليعمم على جميع المدارس على ان مثيري الاحاديث الطائفية سوف يتعرضون للمساءلة القانونية في حين يتحمل مدير المدرسة المسؤولية ايضا في حال حدوث شيء من ذلك. وصدرت تعليمات موازية بتعليق علم البلاد وصورتي امير البلاد وولي العهد في كل فصل دراسي، لـ' تعزيز الروح الوطنية'.
جاء ذلك فيما انقطع مساء الخميس ارسال قناة 'فدك' الفضائية التي اطلقها ياسر الحبيب قبل ايام كما توقف موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت. وفيما لم يتضح ما اذا كان انقطاع البث لاسباب فنية. وتجدر الاشارة الى ان مطالبات انطلقت أخيرا باجراء اتصالات دولية لوقف بث القناة التي اعلن ياسر الحبيب انه سيقدم من خلالها برامج يتضح من وصفها انها ستتضمن مساسا برموز دينية. وغالبا ما تشعل التوترات بين السنة والشيعة بالدول الاسلامية بفعل مثل هذه القضايا التي تخص النبي وصحابته. وتصاعدت حدة التوتر في منطقة الخليج العربية التي يهيمن عليها السنة منذ غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 ووصول الشيعة العراقيين الى الحكم.
وزاد التقارب بين شيعة العراق وإيران القوة الشيعية غير العربية الذي أثار برنامجها للطاقة النووية قلق الحكومات الغربية وحلفائها من دول الخليج العربية من أن تتحول الى دولة تمتلك أسلحة نووية. وكثير من دول الخليج بها أقليات شيعية بعضها تمتد صلاته الأسرية الى عائلات في إيران. ويعتقد أن نحو 30 في المئة من بين 1.1 مليون كويتي هم شيعة بينما يوجد في البحرين أغلبية شيعية.
واتهمت البحرين هذا الشهر أكثر من 20 شخصا من القيادات الشيعية المعارضة اعتقلوا في حملة واسعة النطاق بالتآمر للاطاحة بالنظام الملكي السني في الممكلة وذلك بعد اشهر من الاحتجاجات العنيفة في الشوارع.
وتصاعدت حدة التوتر في الكويت عام 2008 عندما أقام بعض الشيعة وبينهم نواب بمجلس الأمة مراسم لتأبين عماد مغنية القيادي الأمني البارز في حزب الله اللبناني الذي اغتيل في دمشق. وشعر بعض السنة ان هذا الاجراء ينطوي على اهانة للكويتيين في ظل شكوك بشأن دور مغنية في خطف طائرة تابعة لشركة طيران الكويت عام 1988 حيث قتل شخصان. وفر الحبيب من الكويت عام 2004 بعد الافراج عنه بطريق الخطأ من السجن حيث كان يقضي عقوبة لإهانة صحابة النبي محمد. وقال بعض الكويتيين ان سحب جنسية الحبيب سابقة خطيرة للحقوق المدنية في الكويت التي تتميز بثقافة سياسية أكثر تقدما عن معظم جيرانها من دول الخليج العربية.