خروقات إسرائيلية في تلال كفرشوبا ومخاوف من خلق واقع ميداني جديد

يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا على تحريك الأوضاع العسكرية على جبهة مزارع شبعا، وبالتحديد عند نقطة بوابة حسن في تلال كفرشوبا المحتلة، وذلك من خلال سلسلة استفزازات وخروقات برية للسياج الشائك في هذا المحور، باتجاه منطقة شهدت خلال العام الماضي الكثير من التجاذبات وتبادل الاستنفار بين الجيش اللبناني وجيش الاحتلال، كانت قيادة «اليونيفيل» تتدخل في كل مرة فيها للجم الوضع وإعادة الهدوء الحذر.
وكانت الجهات العسكرية في هذا المحور قد أعلنت خلال الأسبوع الماضي، عن ثلاثة خروقات برية إسرائيلية عبر بوابة حسن باتجاه منطقة متحفظ عليها محاذية لبركة بعثائيل الى الشرق من بلدة كفرشوبا، بحيث كانت عناصر مشاة وفي ظل حماية دبابات «ميركافا»، تجتاز السياج التقني المقام منذ مطلع السبعينيات، وتتقدم لمسافة تراوحت بين 20 و40 مترا داخل الأراضي المحررة العام 2000، وتقوم خلالها بأعمال كشف وتمشيط لدقائق قبل ان تتراجع نحو المنطقة المحتلة.
وتعود جهات متابعة للوضع الحدودي بالذاكرة الى العام الماضي حيث كان جيش الاحتلال قد اجتاز السياج التقني في المنطقة، وعمل على استحداث نقطة مراقبة داخل المنطقة المحررة على بعد حوالى 20 مترا شمالي السياج الشائك رفع فوقها العلم الإسرائيلي، وأحاطها بساتر ترابي ومن ثم زودها بمعدات وأجهزة كاشفة ومناظير، واستوجب ذلك احتجاجا واسعا من الجهات اللبنانية، اعتبرت ما حصل خرقا فاضحا للقرار الدولي 1701، وطالبت «اليونيفيل» بالعمل سريعا على إلزام دولة الاحتلال بوقف عدوانها وسحب عناصرها ورفع الخرق، وقد نجحت «اليونيفيل» في لجم التوتر عبر إزالة جيش العدو العلم الإسرائيلي وبرج المراقبة ومكعبات البيتون ومن ثم تراجع عناصره الى خلف السياج التقني.
وتتخوف المصادر من ان يعيد جيش الاحتلال الكرة في هذا المحور بهدف خلق واقع ميداني جديد، خاصة ان المنطقة لم تخضع لعملية اعادة ترسيم في العام 2000، وأن الاحتلال يعتبر ان له منطقة الى الشمال من الخط التقني وبعمق يتراوح بين متر و400 متر وبطول حوالى 750 مترا، خاصة ان «اليونيفيل» كانت قد اقامت سياجا حديديا العام الماضي يحدد هذه المنطقة ويمنع المدنيين من تجاوزها، وهذا ما رفضه الأهالي وعملوا في وقت لاحق على ازالة السياج رفضا لفرض واقع احتلالي في ظل «اليونيفيل».
وتبين خلال جولة في هذا المحور ان جيش الاحتلال عزز مواقعه المشرفة على بركة بعثائيل، وركز أجهزة مراقبة متطورة في موقعي السماقة والعلم تشرف مباشرة على المنطقة، كما يعمل على تسيير دوريات راجلة ومدرعة مكثفة، في ظل اطلاق رشقات رشاشة عشوائية، كما تعمل «اليونيفيل» على تكثيف دورياتها في حين تقيم الكتيبة الهندية موقعا ثابتا يمنع المدنيين اللبنانيين من اجتياز هذا المحور باتجاه بوابة حسن.
من جهة اخري، نفذ الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» مناورة مشتركة هي التاسعة من نوعها (الناقورة ـ حسين سعد)، حاكت «صد الجيش اللبناني بدعم ومؤازرة من قوة فرنسية تابعة لفوج التدخل السريع معززة بالمدفعية والرشاشات الثقيلة هجوما مفترضا على الجيش في منطقة رأس الناقورة».
جرت المناورة بإشراف نائب قائد «اليونيفيل» الجنرال سانتي بوفنتي، وقائد منطقة جنوب الليطاني في الجيش العميد الركن صادق طليس، وقائد اللواء الخامس العميد الركن شربل ابو خليل. وتميزت بتعدد القطع الحربية المستخدمة في المناورة البحرية والتي شملت مدفعين من عيار 155 ملم مدى كل منهما 30 كيلومترا تابعين للواء الخامس وأربعة مدافع مماثلة للقوة الفرنسية.
وهدفت المناورة التي تأتي في إطار التمرين الروتيني المشترك بين الجيش و«اليونيفيل» إلى اختبار قدرات الطرفين.
وتمكنت وحدات المدفعية ووحدات مؤللة من نوع أم 113 من إفشال الهجوم المفترض حيث تحول محيط آخر نقطة عسكرية تابعة للجيش اللبناني في منطقة الناقورة الى ساحة معارك حقيقية تم خلالها إطلاق أكثر من أربعين قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم في عرض البحر فضلا عن آلاف الطلقات النارية التي سمعت أصداؤها بقوة على جانبي الحدود وصولا الى مدينة صور والقرى المجاورة التي دب فيها الرعب.