فضيحة مدوية لاستخبارات أمريكا والأردن

رغم أن طالبان نفذت وعدها بأن يكون 2009 الأكثر دموية للقوات الأمريكية في أفغانستان ، إلا أن هجوم خوست والذي تزامن مع احتفالات الغرب بأعياد الميلاد يبقى الحدث الأقوى في هذا الصدد لأن أبعاده لم تكن عسكرية فقط وإنما امتدت أيضا لتشكل فضيحة استخباراتية مدوية لكل من واشنطن وعمان .

فمنفذ الهجوم هو الطبيب الأردني همام خليل البلوي الذي يعرف أيضا بأبو دجانة الخراساني والذي اتضح فيما بعد أنه كان عميلا مزدوجا ، حيث نجحت القاعدة وطالبان في تجنيده لصالحهما رغم أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأردنية كانت تعتقد أنه يدين بالولاء لها وسيساعدها بلا شك في تحديد مكان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

والقصة بدأت عندما أعلن في 30 ديسمبر الماضي وخلال احتفالات أعياد الميلاد عن مقتل 8 من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية " سي اي ايه " وجرح 6 آخرين في هجوم انتحاري وقع في قاعدة عسكرية أمريكية في مدينة خوست جنوب شرقي أفغانستان .

وسرعان ما أعلن الجيش الأردني عن مقتل نقيب يدعى علي بن زيد أثناء مشاركته في الواجب الإنساني بأفغانستان ليكون أول عسكري أردني يقتل بهذا البلد ، ورغم أن الجيش الأردني لم يكشف ملابسات مقتل النقيب الذي يحمل لقب شريف في إشارة إلى قربه من العائلة المالكة ، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية كشفت المستور في هذا الصدد وأكدت أنه كان ضمن القتلى الثمانية في هجوم خوست ، بالإضافة إلى أن منفذ الهجوم كان أردنيا أيضا ويدعى همام خليل البلوي ، الأمر الذي سلط الضوء بقوة على أبعاد التعاون الاستخباراتي الأمريكي الأردني في أفغانستان .

وكان همام درس الطب في تركيا على نفقة الحكومة الأردنية بعد حصوله على معدل 97% في الثانوية العامة وهو متزوج من صحفية تركية تقيم حاليا مع أولادها في أنقرة ، وعمل همام -الذي تنتمي عائلته لعشائر بئر السبع- كطبيب في وكالة الغوث الدولية (أونروا) واعتقل سابقاً أكثر من مرة من قبل السلطات الأردنية بسبب مشاركاته عبر الإنترنت بمقالات وأشعار تحث على الجهاد في مواقع محسوبة على الفكر السلفي الجهادي وعرف في هذه المواقع باسم "أبو دجانة الخرساني".

وبعد ذلك ، أخضع لعملية توجيه لمعتقداته "المتطرفة "وسرعان ما أوكلت إليه الاستخبارات الأردنية والأمريكية مهمة تحديد مكان أيمن الظواهري ، وبالفعل غادر همام أو أبو دجانة عمان في اواخر 2008 ، متوجها إلى أفغانستان .

وبدلا من أن يقدم لأوباما أغلى هدية في أعياد الميلاد وهي تحديد مكان الظواهري ، فوجيء بأكبر فضيحة استخباراتية من نوعها في العقود الأخيرة ، حيث نجحت القاعدة وطالبان في تضليل الاستخبارات الأمريكية والأردنية لمدة عام كامل ، وهو الأمر الذي بعث برسالة مفادها أنهما يتمتعان بأجهزة استخبارات تفوق في تطورها وذكائها الـ " سي اي ايه ".

ارتباك أردني

ولعل ردود الأفعال التي صدرت بعد هجوم خوست تؤكد حجم الصدمة الكبيرة التي تعيشها عمان وواشنطن ، فقد سارع الناطق باسم الحكومة الأردنية الدكتور نبيل الشريف إلى نفي أن يكون الأردن قام بتجنيد همام وأرسله إلى أفغانستان ، قائلا :" ما أعلنته حركة طالبان غير صحيح ، الأردن ليس لديه أي معلومات تمكنه من التحقق من أن منفذ هجوم خوست هو أردني الجنسية" .

وفي المقابل ، رفضت عائلة الطبيب الأردني التي تقيم في مدينة الزرقاء (20 كلم شرق عمان) الإدلاء بأي معلومات التزاما بمنع الأمن الأردني لها من الإدلاء بأي تصريحات للإعلام ، فيما أشارت بعض التقارير الصحفية إلى أن المخابرات الأردنية اعتقلت الشقيق الأصغر لهمام كما استدعت والده وحذرته من فتح بيت للعزاء لنجله حتى لا يتحول لتجمع للعناصر السلفية الجهادية.

وبعد أيام من الهجوم ، فوجيء الأردنيون بأبعاد الفضيحة تتضح شيئا فشيئا رغم التعتيم الرسمي ، حيث كشفت حركة طالبان باكستان في 5 يناير أن منفذ العملية هو أحد عناصرها وهو أردنى يدعى أبو دجانة ويعتبر أول عربي ينتمي لصفوفها ، وقال الحاج يعقوب وهو مسئول بالحركة في هذا الصدد :" المخابرات الأردنية كانت جندت أبو دجانة لتحديد مكان الظواهري ، إلا أن الحركة بالتعاون مع طالبان أفغانستان والقاعدة نجحت في إحباط المخطط وقامت بتجنيد أبو دجانة الذي تمكن من تضليل المخابرات الأردنية والأمريكية لمدة عام كامل "، وانتهى الحاج يعقوب إلى التعهد بالكشف عن تسجيل مصور يؤكد صحة هذا الأمر .

الانتقام لمحسود
وبالفعل وفي 9 يناير ، نشرت مواقع على الإنترنت شريط فيديو ظهر فيه البلوي وهو يتعهد بالانتقام لمقتل زعيم حركة طالبان باكستان السابق بيت الله محسود الذي قتل في غارة صاروخية أمريكية في شهر أغسطس / آب الماضي.
وقال همام البلوي في وصية مصورة إنه نفذ العملية التي أسفرت عن مقتل 7 من ضباط الاستخبارات الأمريكية نكاية في المخابرات الأردنية والأمريكية.

وفي التسجيل الذي ظهر فيه وهو يطلق النار قبل أيام قليلة من تنفيذ هجوم خوست ، تابع البلوي قائلا إنه رفض أن يساوم وإنه نفذ العملية ثأرا لمقتل بيت الله محسود الزعيم السابق لحركة طالبان باكستان.

وأضاف " هذه رسالة لأعداء الأمة من مخابرات الأردن ومن المخابرات المركزية الأمريكية أن المجاهد في سبيل الله لا يعرض دينه في سوق المساومات وأن المجاهد في سبيل الله لن يبيع دينه ولو وضعت الشمس في يمينه والقمر في يساره".

وشدد البلوي على أن الأخذ بثار بيت الله محسود في أمريكا وخارج أمريكا هو أمانة في عنق كل المهاجرين الذين كان يؤويهم بيت الله محسود ، وتابع قائلا :" لن ننسى أميرنا بيت الله محسود الذي كان يقبل يد المهاجرين من كثرة حبه لهم، لن ننسى أميرنا حينما قال إن زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن ليس في أرضنا ، ولكنه إن جاء سنحميه بإذن الله " .

وتطرق البلوي إلى موقع حكيم الله محسود الذي خلف بيت الله بعد مقتل زعيم الحركة في باكستان فتوقع أن يكون على ذات النهج وعلى نفس الطريق.

وفي السياق ذاته ، بثت قناة "إج" الباكستانية شريطا مصورا ثانيا وفي 9 يناير أيضا ظهر فيه البلوي بجوار زعيم طالبان باكستان حكيم الله محسود وأوضح خلاله أنه تقاسم معلومات استخبارات جمعها من الولايات المتحدة والأردن مع مسلحي طالبان والقاعدة ،وأكد أنه رفض عروضا بملايين الدولارات من الولايات المتحدة والأردن اللتين أرادا منه التجسس على طالبان والقاعدة .

وتتوالى الاعترافات ، حيث أعلن تنظيم القاعدة أن العملية الانتحارية التي نفذها عميل أردني مزدوج داخل قاعدة أمريكية جاءت انتقاماً لمقتل عدد من قيادة التنظيم وقيادات حركة طالبان.

وجاء في بيان للقاعدة على الإنترنت " العملية التي نفذها المجاهد البطل الدكتور أبو دجانة الخراساني (همام خليل البلوي ) جاءت ثأراً لشهدائنا الأخيار كما كتب في وصيته رحمه الله انتقاماً للقائد الأمير بيت الله محسود وللقائدين أبي صالح الصومالي وعبد الله سعيد الليبي وإخوانهم" .

شهادات المقربين

ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد كشف والد همام في تصريح لشبكة " سي ان ان " الإخبارية الأمريكية أن شخصاً أفغانياً يتحدث بلغة عربية ركيكة اتصل به من أفغانستان وأخبره أن ابنه قضى في عملية انتحارية بطلاً بعد أن قتل عملاء "سي اي ايه" .

ومن جانبها ، ذكرت دفندة براياق زوجة همام خليل البلوي وهي مواطنة تركية أن زوجها كان يعتبر الولايات المتحدة عدوا وأنها فخورة بما قام به ، مؤكدة أنه لم يعمل يوما لصالح المخابرات المركزية الأمريكية .

وأضافت في تصريحات لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية أنها كانت تعتقد أن زوجها ذهب إلى أفغانستان لمواصلة دراساته الطبية وأنها صدمت لنبأ موته والذي علمت به من خلال اتصال هاتفي من أحد أصدقاء زوجها الأردنيين في باكستان والذي قال لها إنه سيرسل لها وصية زوجها ورسالته الأخيرة.

وتابعت " آخر اتصال هاتفي جرى بيننا كان قبل أربعة أو ستة أسابيع من هجوم خوست وأجرينا اتصالا عبر الإنترنت قبل عشرة أيام من الهجوم أبلغني خلاله بأنه سيعود إلى تركيا وسيتقدم بطلب للحصول على الجنسية التركية وسيواصل دراساته الطبية في أنقرة ".

وكشفت أنها علمت أن ضباطا من "سي اي ايه" جاءوا إلى اسطنبول ولكن لم يحقق معها أحد بعد ، واختتمت قائلة إنها لا تعلم الكثير عن حياة زوجها في أفغانستان وبالتالي لا تستطيع أن تقدم لجهات التحقيق شيئا مفيدا.

تفاصيل الهجوم

ويبقى الأمر الأهم الذي كشف المستور في هذا الصدد وهو تقرير نشرته شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية في 5 يناير وجاء فيه أن الانتحاري الذي فجر نفسه بقاعدة أمريكية في خوست ونجم عنه مقتل 7 من عملاء الاستخبارات الأمريكية " سي اي ايه " وضابط أردني كان عميلاً أردنيا مزدوجاً يدعى همام خليل البلوي .

وكشف مسئول في الاستخبارات الأمريكية في التقرير أن العميل المزدوج وصل إلى القاعدة الأمريكية في مدينة خوست القريبة من الحدود الأفغانية الباكستانية لحضور اجتماع في الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأضاف أن الانتحاري كان عميلاً استخدمته الاستخبارات الأردنية والأمريكية في الماضي حيث قدم معلومات كان يعتقد حينها أنها تتعلق بأهداف مهمة .

وبالنسبة لكيفية تنفيذ الهجوم والتساؤلات حول الطريقة التي تمكن بها الانتحاري من اجتياز الحواجز الأمنية ، قال المسئول الاستخباراتي الأمريكي :" الانتحاري كان طلب لقاء ضباط الـ سي اي ايه بحجة أنه يمتلك معلومات حول الظواهري والتقى بالفعل خارج قاعدة تشابمان للعمليات الأمامية في خوست بمسئولين في الاستخبارات الأمريكية وبالطبع لم يفتشوه قبل أن يركبوا في السيارة معاً ويتوجهوا إلى داخل القاعدة حيث أخرج ورقة من جيبه وحاول خداعهم بأنها تتضمن معلومات حول الظواهري وحينها فجر نفسه ، أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأردنية كانت تعتقد أن الرجل مخلص ويدين بالولاء لها ".

وتابع " مثل هؤلاء الأشخاص لا يتعرضون لاختبارات أمنية مكثفة حتى يتم كسب ثقتهم ، حينما تحاول أن تبني علاقة مع هؤلاء الأشخاص وتطلب منهم فعليا المخاطرة بأرواحهم في سبيلك ، فعليك فعل الكثير لبناء هذه الثقة".

وعرف هوية الانتحاري أو العميل المزدوج بأنه همام خليل البلوي الذي كان قد اعتقل سابقاً وأخضع لعميلة توجيه لمعتقداته المتطرفة وكان يفترض به الوصول إلى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ، مشيرا إلى أن النقيب الأردني علي بن زيد كان يتولى التنسيق الاستخباراتي الأمريكي الأردني وكان يشرف على تنفيذ مهمة البلوي الخاصة بتحديد مكان الظواهري.

واختتم قائلا :" الاستخبارات الأردنية تتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مجال محاولة الوصول إلى الظواهري أو زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن وذلك لقدرة العملاء الأردنيين على اختراق تنظيم القاعدة".

وفي السياق ذاته ، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في 4 يناير أن أحد ضباط الاستخبارات الأردنية كان ضمن القتلى الثمانية في العملية الانتحارية التي استهدفت قاعدة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في إقليم خوست ".

وأضافت الصحيفة " السلطات الأردنية استقبلت الضحية الثامنة وقامت بتكريمه عسكريا في مراسم خاصة بدعوى أنه كان يقوم بعمل إنساني في أفغانستان".

وتابعت " مقتل الضابط الأردني الذي يدعى الشريف علي بن زيد فتح نافذة نادرة على الشراكة التي يعتبرها المسئولون الأمريكيون هامة لإستراتيجيتهم في مكافحة الإرهاب".

ونقلت الصحيفة عن مسئولين حكوميين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة والأردن قولهم :" الاستخبارات الأمريكية قامت على مدار العامين الماضيين وفي ظل التهديدات الجديدة في أفغانستان واليمن بدعوة حليفتها الأردن لتقديم المساعدة".

وأكد جيمي سميث الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية والذي عمل في منطقة الحدود الأفغانية عقب الغزو الأمريكي عام 2001 أن الأردنيين حازوا على الإشادة بسبب مهاراتهم في استجواب المحتجزين وحشد العملاء بفضل خبرة لا تضاهى مع المجموعات "المتشددة ".

صدمة وذهول
التصريحات السابقة أصابت الشارع الأردني بحالة من الصدمة ، حيث وصف زكي بن أرشيد القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن الأمر بالفضيحة السياسية والأخلاقية التي تسقط على إثرها حكومات على الفور ، منتقدا التعاون الاستخباراتي الأردني الأمريكي وخاصة في أفغانستان ، وتساءل " لماذا أرسلنا قوات إلى أفغانستان ومن الذي اتخذ القرار ولمصلحة من ؟".

ومعروف أن الأردن هو الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت أنها تساهم بقوات في أفغانستان في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هناك ، وترفض السلطات الأردنية حتى الآن الكشف عن حجم القوات التي أرسلتها إلا أن موقعا لحلف الناتو يشير إلى وجود 90 عسكريا أردنيا ، وبعد هجوم خوست يتوقع أن يتضاعف الضغط الشعبي على الحكومة الأردنية للانسحاب من أفغانستان .

وبالنسبة لواشنطن ، فإن هجوم خوست مازال يؤرق مضاجع أوباما والاستخبارات الأمريكية ، حيث تعهدت الـ سي اي ايه " بالانتقام لمقتل سبعة من موظفيها وجرح 6 آخرين في الهجوم ، وأضافت في بيان لها أنها تجري تحقيقا موسعا بشأن الاختراقات الأمنية التي سمحت بوقوع الهجوم الذى وصف بأنه ثاني أكبر هجوم قاتل في تاريخ الوكالة وأسوأ عملية تتعرض لها منذ تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983.

وكشف أحد المسئولين في الوكالة أن من بين القتلى رئيس قاعدة وكالة الاستخبارات المركزية في خوست ، وقال : " إننا نتوقع خسارة بعض العاملين في الوكالة إلا أن خسارة كبيرة من هذا القبيل مرة واحدة هزت النظام وسببت له مشاكل كبيرة".

وفي تعليقه على الهجوم ، سارع الجنرال ميكايل فليان قائد الاستخبارات العسكرية الأمريكية في أفغانستان هو الآخر لانتقاد عمل أفراد جهاز الاستخبارات الأمريكي ونعتهم بأنهم جهلاء ولا يعرفون شيئا عن الشعب الأفغاني ، وأضاف في تصريحات أدلى بها في 5 يناير " ضباط ومحللي أجهزة الاستخبارات الأمريكية يجهلون وضع الاقتصاد المحلي وثقافة وتقاليد الشعب الأفغاني ".

والخلاصة في هذا الصدد أن إدارة أوباما باتت تعيش تحت وطأة إخفاقات وفضائح الاستخبارات الأمريكية والتي ظهرت جليا في حادثة ديترويت وهجوم خوست ، بل إن عدم تخلي البلوي عن ولائه لتنظيم القاعدة وخداعه الـ " سي اي ايه " شكل إجهاضا سريعا لاستراتيجية أوباما حول السعي لإحداث انقسامات داخل طالبان من خلال الرشوة ، أو بمعنى آخر أكثر وضوحا فإن العملية التي نفذها الأردني "أبو دجانة" أكدت عجز الاستخبارات الأمريكية عن اختراق صفوف أتباع القاعدة وطالبان وتغيير ولائهم أو الطمع بتجنيدهم عملاء لديها .