هيمنت قضية القدس عليها .. قمة ليبيا تدعو إلى نصرة القدس

هيمنت قضية القدس على الكلمات الافتتاحية لجلسات القمة العربية المنعقدة اليوم السبت في مدينة سرت الليبية، والتى تسمى "قمة صمود القدس" .

وشدد المتحدثون على أهمية مدينة القدس ، وأن وقف الإستيطان فى المدن الفلسطينية هو عامل الاستقرار في المنطقة.

و طالب الرئيس محمود عباس، بوقف شامل للإستيطان وتحديد مرجعية لعملية السلام، مؤكدا على رفضه لدولة ذات الحدود المؤقتة، مع التأكيد على الالتزام بكل القرارات العربية.

ودعا الرئيس عباس خلال كلمته أمام رؤساء وملوك الدول العربية في الكلمات الافتتاحية لقمة سرت إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وفتح المعابر ، وإنهاء الإنقسام من أجل استعادة الوحدة بعد ما وصفه بـ" الانقلاب" من حماس.

وقال إننا نعمل بمثابرة من أجل المصالحة الوطنية وقدمنا كل المواقف المسهلة له، وانه على حماس التوقيع على الورقة المصرية، وان أي شي آخر يجب أن يحكم إلى صناديق الاقتراع .

وأكد الرئيس عباس على أن القدس هي درة التاج وبوابة السلام و على التمسك بالدفاع عن القدس ومقدساته الإسلامية والمسيحية ، وانه لن يكون هناك اى اتفاق يضمن إنهاء الإحتلال أو معنى لدولة فلسطينية دون ان تكون القدس عامة لها.

وأضاف أن القضية الفلسطينية والوضع الفلسطيني بشكل عام يمر في مرحلة خطرة ، وعلينا مجابهة هذه المرحلة ومواجهة استحقاقاتها بالتوافق على موقف عربي موحد لمواجهة المعضلات التي تعترضنا، في ظل تصاعد الممارسات الاحتلالية الإسرائيلية بوتيرة عالية ، وتكثيف لم يحدث منذ عقود، من تشريد للمواطنين ومصادرة الأراضي في برنامج يومي تنفذه إسرائيل للتطهير العرقي ضد الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين.

وأشار الرئيس عباس أن إسرائيل تحاول عزل المدينة المقدسة عن الضفة الغربية، لتدمير عملية السلام برمتها وذلك بانتهاك صارخ للاتفاقيات الموقعة بما في ذلك خطاب الضمانات الأمريكية الذي قدم في مؤتمر مدريد للسلام .

ودعا المجتمع الدولي إلى عدم الإعتراف بأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل في القدس، وتحميلها مسؤولية الإجراءات التهويدية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية و إلزامها بقوة القانون الدولي بصفتها قوة احتلال.

وشدد على أهمية حشد الدعم العربي والإسلامي والوقوف على الإجراءات الإسرائيلية في القدس وتعبئة الرأي العام العالمي، ووقف الإعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية ، و تقديم عم مالي وزيادته من أجل دعم صمود شعبنا وتثبيته على أرض وطنه في القدس وتنفيذ مشاريع تنموية التي تدعم الوجود العربي كافة في القدس ، و وضع خطة تحرك عربي لدعم صمود القدس وتكليف الأمانة العامة على مستوى الوزراء لتقييم الموقف على ضوء تطورات الأحداث في القدس.

وأكد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، بأنه لا مكانة لإسرائيل في الرابطة الإقليمية المقترحة التي تضم دول الجوار العربي ".

وأضاف :"لا مكان لإسرائيل في ظل استمرار الإستيطان وتهويد القدس ، وان الجامعة فشلت في وقف سياسية الإستيطان في الضفة والقدس " ، مؤكدا أن العمل العربي ليس شعارات بدون مضمون .

وطالب موسى بأن يكون هناك إطار لعملية السلام ، قائلا" : لا يمكن لأي عملية سلام أن تكون مفتوحة للنهاية بل يجب وضع أطر زمنية لها ، وأن الفشل يتهدد عملية السلام كليا، وأن يتم مناقشة ذلك في الجلسات المغلقة ", مشيرا إلى أن مسيرة الجامعة العربية ليس كلها فاشلة، داعيا لجنة المبادرة العربية إلى دراسة البدائل والخيارات في حالة فشلت عملية السلام مع إسرائيل.

من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون فى كلمه له:" إن النشاط الإستيطاني الإسرائيلي ضد القانون الدولي ويجب إنهاؤه ".

وطالب مون كل الأطراف " الفلسطينيين والإسرائيليين " بضبط النفس بأقصى حد لوقف العنف والوصول إلى حلول .

بدوره دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، أكمل الدين إحسان أوغلو إلى مواجهة المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلة، جراء استمرار أعمال التهويد والإستيطان المستمر بها، مطالبا بمد يد العون والمساعدة بكل الأوجه والسبل لنصرة مدينة القدس المحتلة.

وأكد أن القدس بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية خط أحمر لا يقبل تجاوزه على الإطلاق ، وأن القدس بحاجة لدعم مالي وتمويل كبير لكي تواجه الأموال اليهودية التي تتدفق على إسرائيل لبناء المستوطنات.

بدوره قال رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا :" ان القضية الفلسطينية من أكثر القضايا أهمية وأن المطلوب إيجاد حل لها ، وأن تركيا لا تستطيع تجاهل الأحداث في الشرق الأوسط " .

وأشار إلى أن القدس هي قرة عين كافة العالم العربي والإسلامي ، وأنه لا يمكن قبول اعتداءات إسرائيل على القدس أو الأماكن المقدسة إطلاقا ، وإننا نريد اليوم أن نرى نهاية الطريق في فلسطين وليس خطة خارطة الطريق.

وأوضح أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي والأحاسيس والضمائر الإنسانية في الوقت نفسه ، وأن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة أصبح سببا لمأساة الكثير من الأسر الفلسطينية ويجب إنهاءه ، مشيرا الى أن القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والأمن في المنطقة بأكملها .

يذكر أن القمة العربية الثانية والعشرين قد انطلقت صباح اليوم في مدينة سرت الساحلية الليبية وتم الاتفاق على تسميتها " قمة دعم صمود القدس", برئاسة الزعيم الليبي معمر القذافي والتي ستستمر على مدار ثلاثة أيام.