حملة «اكتب رسالة إلى أسير»: السجون الإسرائيلية لن تعزل معتقلينا

إلى إبراهيم، مع تحياتي..
إلى حازم الذي لم أره منذ عشرين عامًا..
إلى وفاء التي وضعت مولودها في السجن..
إلى الطفل يوسف الذي لم يتجاوز عمره الثلاثة شهور..
إلى ابني خالد الحبيب..
إلى زوجي عدنان الغالي..
إلى أخي علاء الدين العزيز..
رسائل يدوّنها الأهالي والأقارب والأصدقاء على ورق، ثم تجمع لترسل الى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بهدف إقامة جسور تربط ما بين السجون وخارجها.
في التاسع والعشرين من تشرين الثاني المقبل، ولمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، تتولى وزارة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين، مهمة إيصال هذه الرسائل الى حوالى 7500 أسير يعانون الظلم ويعيشون تحت قمع السجانين في سجون الاحتلال في فلسطين المحتلة. وعلى الرغم من تمكّن إسرائيل من فرض أشكال العقاب على المعتقلين وتقييد عمليات التواصل بين خارج السجون وداخلها، تبقى هناك وسيلة لربط العائلات بأبنائها في السجون.
وتأتي هذه الخطوة ضمن حملة «اكتب رسالة إلى أسير» التي أطلقتها وزارة شؤون الأسرى والمحررين في الأول من تشرين الأول الجاري في فلسطين المحتلة، وتستمرّ حتى الخامس عشر من تشرين الثاني المقبل. وكانت ممثلية «منظمة التحرير الفلسطينية» في بيروت قد عقدت مؤتمرًا صحافيًا أمس للإعلان عن الحملة التي وصل صداها الى المخيمات الفلسطينية في بيروت.
ويشرح بيان صادر عن الوزارة آلية الحملة التي تنطلق من «أهمية ومكانة قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتعبيراً عن الحب والوفاء لرسالتهم وتضحياتهم وصمودهم الأسطوري وتأكيداً على الالتفاف الوحدوي الوطني». ويلفت البيان الى أن «الحملة تهدف الى القول إن أسرانا غير منسيين، ونطلقها بهدف تعميم وترسيخ أواصر العلاقة بين مختلف فئات شعبنا وأنصار الحرية وأسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال، عبر كتابة رسائل شخصية موجهة لهم في سجون الاحتلال». ودعا البيان إلى الاستفسار عن الحملة من الوزارة عبر موقعها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، ويتم توجيه الرسائل إلى البريد الإلكتروني المخصص للحملة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، أو عبر وزارة شؤون الأسرى.
وكان طلاب إحدى مدارس رام الله قد شاركوا في الحملة وكتبوا رسائل لأسرى يعرفونهم ولا يعرفونهم، وعبّروا عن حبّهم ووفائهم لتضحياتهم.
الحملة من بيروت
أصبح بوسع اللاجئين في المخيمات الفلسطينية اليوم مراسلة أسراهم من خلال المشاركة في الحملة التي أطلقها من بيروت أمس سفير فلسطين د. عبد الله عبد الله خلال مؤتمر صحافي عقده في مقرها. ولفت عبد الله الى أن «الحملة تؤكد على التضامن مع الأسرى الذين يضحون بحريتهم من أجل حرية وطنه». وأشار الى أننا «نريد إرسال رسالة لهم تفيد بأنهم ليسوا وحدهم». وتمنى عبد الله أن «تلقى الحملة رواجًا على كل الأراضي اللبنانية، المخيمات الفلسطينية، وجميع التجمعات الفلسطينية على هذا الأرض». بدوره، اعتبر المستشار الإعلامي للسفارة حسان شيشنة أن الحملة هي «خطوة إضافية على طريق نيل أسرانا الحرية وتعبير واضح عن التفاعل الشامل بين أحرار وشرفاء العالم مع قضية إنسانية وسياسية تستحق المتابعة اليومية، حتى يشعر هؤلاء الذين سُلبت حريتهم بمنطق القوة أنهم لم يتركوا وحدهم لان قضيتهم أصبحت قضية عالمية».

الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي
وزّعت المنظمة خلال المؤتمر الصحافي أمس بيانًا يتضمن عدد الأسرى وكيفية توزّعهم على السجون. يبلغ عدد الأسرى القدامى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين سنة 313 معتقلاً، ويبلغ عدد أسرى القدس 300 أسير فلسطيني من بينهم أربع أسيرات. كما وضعت أربع أسيرات مواليدهن في الأسر في ظل عدم توفر الظروف المناسبة وانعدام الرعاية الطبية. واعتقلت سلطات الاحتلال حتى الساعة أكثر من سبعة آلاف طفل بقي منهم لغاية الآن في السجون والمعتقلات 337 طفلاً. واختطفت قوات الاحتلال حوالى عشرة آلاف مواطنة فلسطينية منذ العام 1967، من بينهم حوالي 700 مواطنة اختطفتهن خلال انتفاضة الأقصى، وبقي منهم لغاية الساعة 52 أسيرة من بينهم خمس قاصرات. وما زال تسعة أسرى من النواب معتقلين في سجون الاحتلال، من بينهم نواب محكومون بأكثر من حكم بالمؤبد، كالأسير المناضل مروان البرغوثي. ويبلغ عدد المعتقلون الإداريون 318 معتقلا.
وتضمّن البيان شرحاً لكيفية عيش الأسرى المعزولين، ولممارسات التعذيب العنفي والجسدي ضدّهم، بالإضافة إلى الإهمال الطبي واستخدام الاحتلال الأسرى كحقول للتجارب الطبية والاختبارات.
وذكّر البيان بحادثة الشاب زهير الاسكافي (28 عاماً) الذي اعتقل بصحة جيدة، ثم قام المحققون بحقنه بإبرة أدّت إلى تساقط شعر رأسه ووجهه بالكامل.