عبر الجدار: كتاب جديد في السرديات التاريخية

صدر عن مكتبة دراسات الشرق الأوسط الحديث في دارI. B. Tauris البريطانية للنشر، وهي دار معروفة تختص في نشر الدراسات والكتب الأكاديمية، كتاب جديد في أواسط أيلول (سبتمبر) الماضي بعنوان 'عبر الجدار: السرديات التاريخية الفلسطينية والإسرائيلية'.

يقع الكتاب في 440 صفحة من القطع المتوّسط، ويضم عددا من الدراسات لباحثين إسرائيليين وفلسطينيين، أشرف على تحريره ونشره المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي، وعالم الاجتماع الفلسطيني جميل هلال.

نجمة فكرة الكتاب الجديد على هامش لقاءات بين أكاديميين فلسطينيين وإسرائيليين استمرت لفترة طويلة من الوقت، واستهدف المشاركون فيها عرض وبحث سرديات تاريخية وثيقة الصلة بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وتمحورت في الغالب حول موضوعات مثل النكبة، وقضية اللاجئين، وتكوين الهويات، والمحرقة النازية.

والغرض من هذا العمل يستهدف تعريف واستكشاف الفجوة القائمة بين سرديات مختلفة تمثل مرجعية سياسية وأيديولوجية للصراع. هل ثمة إمكانية لجسر الفجوة بين تواريخ متضاربة مشحونة برهانات وجودية كثيرة، وهل يتأتى ذلك دون نقد السرديات نفسها، وإعادة النظر في تاريخ الصراع في فلسطين وعليها بطريقة جديدة، استنادا إلى ما تحقق في حقل العلوم الاجتماعية من تقدّم في المناهج وأدوات البحث؟

هذه هي الأسئلة التي يطرحها الباحثون على أنفسهم، ويجيبون عليها، في هذا الكتاب، وهي أسئلة تستحضر الماضي والحاضر والمستقبل، على ضوء خلاصات المؤرخين وعلماء الاجتماع الجدد في إسرائيل، الذين دحضوا الكثير من الأساطير الصهيونية، وعلى ضوء قراءة الباحثين الفلسطينيين للنكبة، والهوية الفلسطينية، وسياسة إسرائيل إزاء الفلسطينيين شعبا وقضية.

ومن بين المشاركين في الكتاب سليم تماري، الذي كتب عن القدس في العام 1948 بعدما تحوّلت إلى مدينة أشباح، وريما حمامي، التي كتبت عن الجندر والنكبة والشعب، ونور مصالحة، الذي كتب عن قضية اللاجئين الفلسطينيين. هناك، أيضا، إسهامات لعصام نصّار، وجميل هلال، وموسى البديري.

ومن الجانب الإسرائيلي كتب أوري ديفيز عن دولة فلسطين الواحدة في الماضي والحاضر والمستقبل، كما كتب موشي تسكرمان عن المحرقة النازية، وكتب أورن يفتاحل عن الديمقراطية الإثنية، وكتب إيهود أديف عن السياسة والهوية، وكتب دان رابينوفيتش عن تحويل الشرقيين إلى آخر وسياسات الهوية.

ومما يذكر أن إيلان بابي، وهو صاحب كتاب 'التطهير العرقي لفلسطين' يعمل حاليا محاضرا في قسم التاريخ في جامعة إكستر البريطانية، ويعمل جميل هلال، صاحب كتاب 'الطبقة الوسطى الفلسطينية: بحث في فوضى الهوية والمرجعية والثقافة' باحثا في المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية 'مواطن' في رام الله.

ــ