فياض: حملات التشويه والتشكيك تستهدف النيل من عزيمتنا

أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، أن الحملة الإعلامية التي تشنها قناة الجزيرة الإخبارية على السلطة الوطنية، تتزامن مع جهود الرئيس محمود عباس والحكومة والقيادة الفلسطينية في حشد الرأي العالمي والدولي لنصرة ودعم قضيتنا العادلة، وأنها تتزامن أيضاً مع إصرار السلطة الوطنية وتمسكها بضرورة الوقف الشامل والتام لكافة الأنشطة الاستيطانية، وكذلك مع التقدم الملموس في الجهود الفلسطينية لبناء مؤسسات دولة فلسطين، والذي باتت تقر به معظم مؤسسات ودول العالم، وبالتوازي مع استمرار النضال السلمي والشعبي والعمل الدبلوماسي الذي تقوده منظمة التحرير لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن وضمان إنهاء الاحتلال، وتوسيع نطاق الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 والذي كان آخره اعتراف دولة البيرو، وقال: 'حملات التشويه والتشكيك تستهدف النيل من عزيمتنا ونحن ماضون نحو تحقيق أهدافنا في إقامة الدولة'.

وشدد فياض على أن هذه الحملة ليست الأولى التي تشنها قناة الجزيرة على السلطة الوطنية، وأشار إلى أنه لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، كما أكد أنها تأخذ بعض العبارات والجمل خارج سياق الكلمات، وهذا بعيد كل البعد عن العمل الصحافي الصحيح والسليم، ولفت إلى أن هذه الحملة لن تؤثر على رؤية وإستراتيجية الحكومة القائمة على أساس خلق واقع دولة فلسطين على الأرض من خلال مبادرات ومشاريع هادفة إلى تعزيز صمود المواطن على أرض وطنه، وضمان الجاهزية الوطنية لقيام دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها في القدس العاصمة الأبدية لهذه الدولة.

جاء ذلك خلال حديث الدكتور فياض لدى جولته في محافظة طولكرم، افتتح خلالها عدداً من المشاريع.

وكان رئيس الوزراء، وفي بداية جولته في محافظة طولكرم، قد أطلق كتاب 'القدس سجل مصور' للكاتب الفنان خالد عوض، في مبنى المحافظة، بحضور المحافظ العميد طلال دويكات، ورؤساء البلديات والجامعات، ومدراء الدوائر الرسمية، والهيئات والمؤسسات والفعاليات الأهلية، وحشد كبير من الكتاب والمثقفين والمهتمين، ومن أبناء شعبنا في الداخل.

وأكد رئيس الوزراء، خلال حفل الافتتاح، ضرورة مضاعفة الاهتمام بالبعد الثقافي لقضيتنا الفلسطينية، لما له من أهمية فائقة في ضوء ما تعرضت، وتتعرض له، ثقافتنا وهويتنا الوطنية من استهداف، وقال: 'إن توثيق التاريخ مهم وأساسي إذا ما كان لنا أن نبني لمستقبل أفضل، والذي لن يكون إلا بعزيمتكم وبهمتكم وانخراطكم التام بالمشروع الوطني الفلسطيني'.

وشدد رئيس الوزراء على إيمان شعبنا عبر عقود من المعاناة بعدالة قضيته، وإصراره على الصمود والبقاء حتى تحقيق أهداف مشروعنا الوطني، والمتمثل في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها القدس العاصمة الأبدية لهذه الدولة، وما يبذله شعبنا من صمود وتحدي للدفع بهذه المسيرة إلى نقطة الخلاص من الاحتلال وطغيانه وجدرانه وهمجية مستوطنيه.

واعتبر فياض أن إطلاق كتاب 'القدس سجل مصور'، عمل هام ويأتي في وقت نؤكد فيه أن قضيتنا لن تتحقق إلا بجهد مخلص من أجل الوصول بها إلى نهاياتها الحتمية بما يحقق حقوق شعبنا الفلسطيني كاملة غير منقوصة في كل مكان خاصة بالقدس.

وقال: 'لن يكون هناك حل إطلاقاً لا يشمل القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين'، وأضاف 'إن ما نتعرض له من تشويه وتشكيك لن يزحزح شعبنا قيد أنملة، ونحن على الدرب سائرون ماضون بجهد موحد للوصول بمشروعنا الوطني إلى نهاياته الحتمية، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطين'.

جدير بالذكر أن كتاب القدس سجل مصور، أشرفت على إصدارة هيئة الياسر للتنمية والتأهيل ( شراع ) بطولكرم، وهيئة التواصل الثقافي الفلسطيني، وجمعية السباط في الداخل الفلسطيني. ويتضمن المئات من الصور الوثائقية لمدينة القدس منذ نهاية العهد العثماني، وهو ممول من السلطة الوطنية الفلسطينية.

كما قام رئيس الوزراء بزراعة شجرة زيتون، في أحد الميادين العامة 'دوار العليمي' غرب مدينة طولكرم في إطار حملة فلسطين خضراء، يرافقه محافظ طولكرم طلال دويكات، ورئيس بلدية طولكرم إياد الجلاد، وعدد من المسؤولين الرسميين وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية.

وفي بلدة دير الغصون افتتح رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض مشروع بناء وحدات صفية في مدرسة بنات دير الغصون الثانوية، حيث نظم هناك احتفال حاشد بحضور مدير تربية طولكرم محمد القبج، ورئيس بلدية دير الغصون الدكتور نصوح بدران، ورؤساء البلديات والمجالس المحلية والقروية، وحشد واسع من الأهالي .

وفي كلمته، أكد رئيس الوزراء أهمية العلم والتعليم لأبناء شعبنا وأهمية الاستثمار فيه، وأكد أن السلطة الوطنية، أولت اهتماماً كبيراً بالتعليم وتحسين جودته، ومساعدة مؤسساتنا التعليمية وتمكينها من القيام بمسؤولياتها الكاملة في هذا المجال.

وأشار فياض إلى أن 'شعبنا قد أبدى على مدار سنوات طويلة اهتماماً كبيراً بالتعليم، كردٍ على محاولات طمس وتبديد هويته الوطنية. وقد بذل أهلنا على مر السنين كل ما يملكوا كي يوفروا لأبنائهم فرص التحصيل الأكاديمي المميز'. وأضاف أن هذا الاهتمام شكل مصدراً أساسياً لتعزيز القدرة على الصمود، والإسهام في استعادة الهوية الوطنية وبلورتها وحمايتها، كما جسدتها منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا. وكذلك شكل الاهتمام بالتعليم ركيزة رئيسة لحالة النهوض الوطني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967، وقال 'إن شعبنا وهو يواصل هذا الصمود الأسطوري، فإنه وأكثر من أي وقت مضى يؤكد تمسكه بحقوقه الوطنية كافة، كي يتمكن من العيش بحرية وكرامة. وهذا هو عهدنا لشعبنا ولن نتراجع عنه'.

ويذكر أن المدرسة تعتبر من أقدم المدارس في محافظة طولكرم، وقد بنيت في عشرينات القرن الماضي، كما جدير بالذكر أن مشروع إضافة غرف صفية لمدرسة دير الغصون بلغت قيمته 250 ألف دولار ممولة من السلطة الوطنية.

كما افتتح رئيس الوزراء خط الضغط العالي للكهرباء في البلدة، والممول من السلطة الوطنية بقمية 137 ألف دولار، وبإشراف سلطة الطاقة الفلسطينية.

وفي وقت لاحق تفقد رئيس الوزراء مركز سجل حصر أضرار الجدار التابع لهيئة الأمم المتحدة، واطلّع على سير العمل فيه، حيث يقوم أصحاب الأراضي المتضررة من الجدار بتعبئة استمارات أُعدت خصيصا لهذا الغرض.

وتمنى فياض التوفيق للعاملين في المركز، وأكد عدم شرعية الجدار ومخالفته لكافة الأعراف والقوانين الدولية، كما أكد حتمية انهياره وزواله، وقال 'ستظل أصغر زيتونه في بلادنا أكثر تجذراً من الاستيطان والجدران الواهية'.