همام أبو مور مشرف
عدد المساهمات : 16064 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 44 الموقع : قطاع غزة / رÙØ
| موضوع: ســـــماح والعريس والعميل الخميس 25 مارس 2010, 11:05 pm | |
| ســـــماح والعريس والعميل
ما أن أبلغتها والدتها بقدوم جارتهم وابنها لانتقادها للزواج, سارعت سماح بالتفنن لتظهر جمال وجهها وأناقة لباسها ,وما هي إلا لحظات إلا ودق جرس الباب, وكأنه كان جرسا تنبيهيا لسماح بأن العريس قد وصل ,مما جعلها لا تتمالك أنفاسها وأسقطت ما بيدها على الأرض وأخذت تتسمع للأصوات المنبعثة من خلف الباب.
وجلست تعد على أصابعها لتشغل نفسها, ولا تشعر بالارتباك ,وما ان وصلت لآخر رقم إلا وبصوت والدتها تنادي لتدخل سماح وتقدم الضيافة لجارتها وابنها.وما هي إلا دقائق معدودة وكانت سماح تجلس أمام الشاب الذي تقدم لخطبتها وأخذت تنهال على مسامعها كلمات الإعجاب من والدة العريس والتي دلت على انها أعجبت بسماح زوجة لابنها.وكانت تبدو ملامح السعادة على معالم سماح لأنها أيقنت انها ستحظى بهذا الشاب زوجا لها.
لكن للقدر أحكامه, وللمجتمع الغزي أيضا أحكامه التى قد توصف بالمتسلطة .....
فتقول سماح :"بعد ان تم إبلاغنا من أهل العريس بالموافقة على الزواج منى , وتم تحديد موعد لقراءة الفاتحة حسب عادات الناس وتقاليدهم هممنا أنا وعائلتي بتجهيز انفسنا لهذا اليوم المحدد, لكن جاءنا اتصال( مفاجئ )من والدة العريس لتبلغ والدتي ان الموعد المقر تم إلغاؤه ".
وتضيف سماح:" ظنت والدتي ان سوءا ألم بأهل العريس لكن بعد السؤال تبين ان الأمر ليس بحلول سوء, ولكن الأمر هو رفض لنا دون ذكر الأسباب".
واستدركت سماح قولها:" لان العريس جاء بواسطة احد اقربائى, قام والدي بالاستفسار من قريبه عن سبب التراجع ,وبعد البحث والأسئلة من قبلنا تبين ان السبب يعود ان أهل العريس سألوا عن عائلتي واستوضحوا وجود قريب للعائلة من فرع بعيد عنا يتعامل مع الموساد الاسرائيلى ومتواجدا داخل الاراضى الإسرائيلية وهاربا خوفا من القتل".
وأوضحت سماح قائلة:"كانت الصدمة قوية على كل أفراد عائلتها وخاصة هي, نظرا لأنها لا تعلم بالأصل باسم هذا القريب ولا تعلم بوجوده متسائلة ما ذنبي أنا احرم من فرحة عمري بسبب ذنب شخص لا اعرفه سوى أن اسمه مقترنا باسم عائلتي ومن بعيد ؟؟؟
اذا ليس الذنب ذنب سماح ,لأنها بكامل الأدب والأخلاق ولكن الذنب انها من عائلة الشخص الخائن لوطنه حيث قالت والدة العريس :"ولما لا اخطب لابني من أفضل العائلات" مضيفة ان اى احد بمكاني سيتخذ نفس قراري ,ولا يتقدم لخطبة سماح وان هذه هي أحكام المجتمع منذ زمن بعيد وليس من اليوم".
لكن هذا الامر كان له الأثر العكسي على نفسية سماح وأمثالها فالمجتمع ينظر نظرة قاسية لهم والسبب ( لأنهم أبناء عملاء ) ونتاجا لذلك يسلك أبناء العملاء أحد المسلكين الاجتماعيين منه السلوك الإنحرافي لعدم قدرتهم علي مواجهة هذا الواقع الذي ظلمه فيه آباءههم وظلمه المجتمع وسلوك آخر ايجابي للذين يدركون خطورة ما ارتكبوه آباءهم فيعملون علي تغيير الصورة السيئة واستبدالها بصورة حسنة وذلك من خلال انخراطهم في العمل الوطني وتقديم ارواحم فداء للوطن ومحو العار عنهم وآخرين ينجزون في تطورهم العلمي وتحسين أوضاعهم الاجتماعية. | |
|