تقرير ( مرافقي سلطان أبو العينين من اغتالوا كمال مدحت )

فتح – لبنان قصة الخلافات وتسوية
*عزام الاحمد يحل مكان الطيراوي للاشراف على ملف فتح في لبنان
*زيارة الاحمد لدمشق حسمت ملفات الحركة في لبنان
*منير المقدح في مكانه.. وأبو العينين امام ملف تورط سائقه باغتيال كمال مدحت
*عباس زكي طار من فتح وأصبح منسقاً للعلاقة مع الصين (!!)
*المحادثات السورية – الفلسطينية ثبتت فتحي أبو العردات كممثل لفتح والمنظمة في لبنان
*مليار دولار حجم الفضيحة المالية لفتح – لبنان
خلال بدايات هذا الاسبوع، تم بالشكل على الاقل انجاز تسوية لوضع حركة فتح في لبنان، ففي الوقت الذي كانت فيه الوقائع بين الرئيسين بشار الاسد ومحمود عباس في قمة سرت العربية، تفرز مناخات جفاء بين الرجلين، كانت دمشق تستقبل موفد عباس الجديد المكلف بالاشراف على تسوية خلافات فتح – لبنان، وانضاج صيغة اعادة هيكلة لقيادتها.
الموفد هو عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية، وكان مسؤولاً عن وفد فتح لمفاوضات القاهرة مع حماس الهادفة لإعادة ترتيب مجمل البيت الفلسطيني وتوحيده، ويقول مصدر فلسطيني مواكب لعملية اعادة هيكلة قيادة فتح – لبنان، ان مباحثات عزام في سوريا، كانت ايجابية، وانه حصل من دمشق على الموافقة الاقليمية التي لا غنى عنها من أجل ازاحة العقبات التي ظلت لنحو ستة اشهر خلت، تحول دون توافق رموز فتح – لبنان على صيغة جديدة لقيادتها، ويضيف المصدر انه بالشكل على الاقل ولد بعد زيارة الاحمد الى دمشق، ما يمكن تسميته (سوريا – فلسطين) فوق الساحة اللبنانية، وهو تفاهم يرتكز في بعده على تفاهم ، (السوري – السعودي))، ولكن مفاعله تقتصر حصراً على لبنان، ولا تشمل التفاهم بين الطرفين على القضايا الاساسية الاخرى، كالمفاوضات غير المباشرة، وتقديم المقاومة على الحل السياسي، وهي امور حصل صدام بشأنها بين عباس والاسد في قمة سرت.
تطويع الخلافات
وبحسب المصدر، فإن جوهر تفاهم يتعلق بتسهيل عملية اعادة هيكلة قيادة فتح في لبنان، وتطويع الخلافات الحاصلة بين رموزها الاساسيين: سلطان ابو العينين ومنير المقدح وبقايا بيئة السفير الفلسطيني السابق في لبنان عباس زكي، وضباط آخرين من فتح.
ويبدو ان التفاهم سيساعد في ولادة صيغة قيادية جديدة لفتح – لبنان، تختلف عن سابقتها التي كان اقترحها ابو مازن قبل نحو شهرين، والتي اشتملت على فكرة اساسية، مفادها ان يكون رجل الاستخبارات الفلسطينية توفيق الطيراوي هو المشرف العام على الحركة في لبنان، والنسخة الجديدة للصيغة المولودة بعد زيارة الاحمد لدمشق، تعطي الاخير هذا المنصب ولكنها تبقي فتحي ابو العردات كممثل لفتح والمنظمة في لبنان، وذلك وفق النسخة الاولى من اقتراح اعادة هيكلة قيادة الحركة التي اقترحها ابو مازن.
.. وبالمقابل، فإن تفاهم حول فتح – لبنان، تكفل بحل العقد التنظيمية الفتحاوية التي تحدت النسخة الاولى من تشكيلة اعادة هيكلة قيادة فتح كما ارسلها من رام الله ابو مازن، وهي العقد التالية:
1- اعتراض قائد الكفاح المسلح في لبنان منير المقدح على قرار ابو مازن بالاستغناء عن منصبه لمصلحة ضابط آخر في ((فتح))، وأعلن المقدح العصيان على القرار، وهدد بالانفصال المسلح، وسرت اثر ذلك اشاعات، البعض يؤكدها، تقول ان المقدح اثر صدور تشكيلة ابو مازن بنسختها الاولى والتي جاءت خالية من اسمه، اجرى اتصالات بعيدة عن الاضواء مع حزب الله، افضت الى ابرام تنسيق امني عسكري بين مجموعته المؤلفة من مئات المقاتلين داخل مخيم عين الحلوة وخارجه، وبين الجهاز العسكري للحزب. كما ان المقدح، طور اعتراضه على قرار ازاحته من منصبه، ليعلن انه يرفض كل تشكيلة ابو مازن لإعادة هيكلة قيادة فتح – لبنان، وبخاصة قرار تعيين فتحي ابو العردات مشرفاً على فتح والمنظمة في لبنان.
2- بعد اعتراض المقدح، وسعيه لبناء حيثية عسكرية على الارض تتحدى تطبيقات قرارات ابو مازن الخاصة بإعادة هيكلة قيادة فتح، نشأ نوع من الخلط الجديد لأوراق التحالفات بين الرموز الفتحاوية ذات التأثير المباشر وغير المباشر على الساحة الفلسطينية – اللبنانية. وتمثل هذا الامر بالأساس، بقطيعة مفاجئة، وان كانت غير معلنة حصلت بين الرئيس عباس وحليفه طوال المرحلة الماضية عباس زكي.
وتمحور استياء زكي من واقع ان ابو مازن استبعده عن اي دور تنظيمي قيادي بارز داخل حركة فتح، سواء في رام الله والضفة الغربية، او في لبنان، وبدل ذلك اسند اليه ملف متابعة العلاقات العربية – الصينية، وهو منصب بحسب مصادر زكي، يريد ابو مازن من خلاله، اخراجه من فتح، وإبعاده عن دائرة التأثير التنظيمي فيها وفي داخل السلطة الوطنية.
وتوجد لدى زكي رواية عن سبب انقلاب صديقه رئيس السلطة الوطنية المفاجىء عليه، وعلى ذمة مصادره، فإنه عشية استحقاق موعد اجراء الانتخابات الرئاسية الفلسطينية – التي لم تحصل – قامت السلطة باجراء استطلاع ليس للنشر، لمعرفة من هي الشخصيات الفتحاوية التي تحظى بتأييد شعبي في حال تم ترشيحها لرئاسة السلطة الفلسطينية. وأظهرت هذه الاستطلاعات ان عباس زكي متقدم، وانه حصل على رقم يضاهي الرقم الذي حصل عليه محمود عباس (!!).
وبنظر مصادر قريبة من زكي، فإن عباس أراد التخلص من نجومية سفيره السابق في لبنان، وذلك عبر قطع مسار صعوده داخل فتح، وبالتالي داخل البيئة الشعبية لها في الضفة الغربية.
ويبدو ان وقائع اعتراض المقدح على التشكيلة القيادية الجديدة لفتح – لبنان كما اقترحها أبو مازن في نسختها الأولى، تلاقت مع وقائع اتهامات زكي لعباس بأنه يريد إبعاده، الأمر الذي أدى إلى خلط أوراق جديدة للتحالفات الفتحاوية فوق الساحة اللبنانية، حيث ان المتضررين من أبو مازن باتوا كثيرين ما جعلهم ينسون خلافاتهم السابقة، ويتوحدون انتصاراً لمصالحهم التي تهددها رام الله.
وتفيد معلومات ان محادثات عزام الأحمد في دمشق، توصلت إلى حل قضية المقدح عبر إبقائه في منصبه كقائد للكفاح المسلح، كما انه تم التفاهم على كيفية تفكيك التداخلات التي طرأت على ملف إنجاز التشكيلة القيادية لفتح – لبنان، من خلال حصرها وإنجاز تفاهمات بين الرموز الفتحاوية الموجودة في لبنان، مع إبقاء سقف العلاقة بينها وبين رام الله محصوراً بشخص عزام الأحمد بتكليف مباشر وحصري من أبو مازن الذي سيقوم بالمقابل بإبلاغ الطيراوي ومحمد دحلان وزكي بعدم التدخل في الشأن الفتحاوي أو الفلسطيني في لبنان.
سلطان أبو العينين
3- العقدة الأساسية الأخرى التي بحث عزام الأحمد عن حل لها في محادثاته في دمشق، تتعلق بقضية أمين سر حركة فتح في لبنان وعضو اللجنة المركزية سلطان أبو العينين. وكانت هذه القضية تفاعلت على نحو دراماتيكي منذ بروز ملاحظات لدى جهات مختلفة معنية بالشأن الفلسطيني في لبنان، على مضمون الزيارة التي قام بها أبو العينين إلى رام الله خلال الشهر الماضي. والملاحظة الأساس بينها، هي اتهامه بأنه حنث بتفاهم جرى معه ومع الدولة اللبنانية بخصوص انه سيعمل من أجل إقناع أبو مازن بتشكيلة قيادية جديدة لفتح – لبنان، تتناسب مع ترسيخ حالة التهدئة في المخيمات التي بدا في الآونة الأخيرة انها تهتز بعنف. وبدل ذلك، فإن أبو العينين ساير أجواء متشددة حول أبو مازن في رام الله، وعمل معهم من أجل إنضاج تشكيلة قيادية جديدة لفتح – لبنان، عليها ملاحظات أمنية لبنانية، تصطدم مع التوازنات الفتحاوية المسيطرة على الواقع الفلسطيني – اللبناني. وفور عودة أبو العينين من رام الله، كانت الدولة اللبنانية معنية بتوجيه رسالة قاسية له، تمثلت باعتراض موكبه في الجنوب، حيث تم نزع أسلحة مرافقيه وإعادة الموكب من حيث أتى.
على ان قضية أبو العينين، ترتبط بملف آخر ما يزال محل جدل صاخب في رام الله وداخل قيادة فتح لبنان. وخلاصة هذا الملف يتعلق بإساءة التصرف بنحو مليار دولار وصلت إلى قيادة فتح في لبنان من أجل صرفها على احتياجات للاجئين الفلسطينيين وعلى شؤون تنظيمية. وأخطر ما في هذا الملف هو انه يربط بين الجهة التي سرقت هذه الاموال وبين تلك التي أقدمت على اغتيال كمال مدحت الذي كلفه أبو مازن بالتحقيق في الكيفية التي صرف فيها المبلغ المفقود.
وتؤشر معلومات التحقيق في قضية اغتيال مدحت إلى ان أحد مرافقي أبو العينين ويدعى ابراهيم الخطيب هو الذي نفذ عملية القتل، وما يزال الأخير متخفياً عن الانظار، وهناك طلب ملح من غير جهة معنية بهذا الملف، لأبو العينين لتسلم الخطيب.وتقول معلومات على صلة بهذا الموضوع، ان قضية سرقة المليار دولار واغتيال مدحت، ستشكل مدخلاً لمحاسبة جزء هام من المرحلة السابقة لقيادة فتح في لبنان، الممتدة طوال السنوات الخمس الأخيرة. وقد يكون لأبي مازن مصلحة في فتح هذا الملف، فيما لو صحت المعلومات التي تتحدث عن خلافه الصامت مع عباس زكي الذي يعتبر عنواناً أساسياً لمرحلة فتح اللبنانية المنوي محاكمتها.

» المقدح: لا يجوز تعيين أبو العينين في أي منصب طالما نتهمه بإغتيال كمال مدحت
» الشهيد كمال مدحت
» «فتح» تحيي ذكرى كمال مدحت
» كمال مدحت رجل المهمات السرية
» فتح لبنان تبريء ساحة حزب الله من اغتيال القيادي كمال مدحت