طلبة الثانوية بغزة بين مطرقة الدروس الخصوصية وسندان انقطاع الكهرباء التاريخ : 25/5/2010 الوقت : 13:24

طلبة الثانوية بغزة بين مطرقة الدروس الخصوصية وسندان انقطاع الكهرباء التاريخ : 25/5/2010 الوقت : 13:24
--------------------------------------------------------------------------------

غزة 25-5-2010 وفا- علي الفرا

جلس محمد الفرا طالب الثانوية من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة يقلب أوراق ملازمه وكتبه والحيرة والقلق والخوف ظاهرة على قسمات وجهه، فلم لا والامتحانات على الأبواب والظروف المحيطة به صعبة؟. التيار الكهربائي معرض للانقطاع في أية لحظة ومعظم المواد أصبحت بحاجة لدروس خصوصية.

هذا الحال لم يقتصر الفرا، بل أصبح حال طلبة الثانوية العامة في غزة، حيث لم يعودوا قادرين على التحكم بوقتهم، وأصبحوا مقيدين بجدول التيار الكهربائي بمنطقتهم حيث لا يمكنهم الدراسة في حال انقطاعه ليلاً إلا قلة منهم لديهم مولد كهربائي، أو مجتهدون بشكل كبير يدرس على شمعه أو مصباح كاز.

ولم تقتصر العقبات التي تواجه الطلبة على التيار الكهربائي، بل أصبحت الدروس الخصوصية تثقل كاهل الآباء مادياً قبل الأبناء وتتعبهم فكرياً.

الطالب الفرا من الطلبة المتفوقين طيلة السنوات الماضية، يقول إن الانقسام أمر خطير فالطلبة في حيرة من أمرهم ولا يعلمون إن كان الامتحان سيواجه عقبات بسبب اختلاف وجهات النظر بين غزة والضفة أم لا.

وأفاد بأنه سيبذل جهداً مضاعفاً في دراسته حيث يقسم وقته للدراسة وجزء ضئيل للراحة والترفيه عن نفسه، ليتمكن من التركيز في الدراسة من جديد ويعود لصفاء ذهنه.

وعبر الفرا عن قلقه الشديد من النظام الجديد لامتحان الثانوية العامة، حيث كان في السابق الامتحان ستة أسئلة يختار الطالب خمسة منها على أن يكون الأول إجبارياً، بينما النظام الجديد يقسم الامتحان لقسمين، الأول من أربعة إجبارية، والثاني من اثنين يختار الطالب أحدهما.

ويشكو من انقطاع التيار الكهربائي الذي يضيع الكثير من وقته وجهده، كما شكا من انتشار الدروس الخصوصية بشكل كبير، الأمر الذي يؤثر بالسلب على أداء المدرسين وعلى أداء الطلبة لحاجتهم لوقت أكثر للمراجعة.

وتمنى الفرا أن يحصل على تقدير مميز يمكنه من الالتحاق بكلية محترمة تحقق آماله وطموحاته.

من جانبها، عبرت المدرّسة رقية علي (52 عاماً) عن تفاؤلها لهذا العام بأن طلبة الثانوية العامة سيحققون نتائج جيدة، عازية ذلك للأوضاع المستقرة نسبيا التي يعيشونها خلافاً للعام الماضي الذي شهد حربا إسرائيلية على قطاع غزة، إضافة للقصف اليومي على منازل المواطنين.

وحول مدى تأثير الانقسام على الامتحانات، أوضحت أنها لا ترى أن ذلك سيكون معوقاً، خاصة أن الامتحانات موحدة بين الضفة وغزة، مبينةً أن التعليم هو الجانب الأقل تضرراً من الانقسام.

وعن نجاعة النظام الجديد ومدى تأثيره على الطلبة، أكدت أن الأمر لن يختلف كثيراً عن الماضي كما يخشى الطلبة، وأن الطالب الذي يدرس ويجتهد لن يتأثر باختلاف النظام.

وأضافت أن من أخطر العقبات التي تواجه الطلبة هو أن بعض المواد تحتاج لدروس خصوصية، وأن بعض الأهالي لا يقدرون على تكاليف تلك الدروس المادية، خاصة أن نسبة الفقر بغزة تضاعفت بشكل خطير، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي المستمر وشبه الدائم.

وأكد الطالب فارس السقا أنه يضطر إلى الدروس الخاصة التي تضيع وقته الذي خصصه للمراجعة، متمنياً على المدرسين شرح المناهج في المدرسة بشكل لا يجعل الطلبة بحاجة للدروس الخاصة.

وتمنى السقا أن يحصل على معدل جيد يمكنه من دخول كليه لها مستقبل زاهر يجد بها نفسه وأحلامه وطموحاته.

من جانبها، قالت الطالبة سهاد أحمد 'أتمنى النجاح والتفوق الذي يسعد أهلي، وأن أصبح مهندسة كمبيوتر، ولكن بعد أن يتوحد شعبنا من جديد'.

وأوضحت أحمد أنها تقسم وقتها حسب التيار الكهربائي، لأنه لا يمكنها القراءة في ظل انقطاع الكهرباء، فهم لا يملكون مولداً أو أي بديل يمكنها من القراءة المريحة.

وعبر العديد من طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة، خاصة الرياضيين منهم، عن استيائهم من أن كأس العالم لكرة القدم يأتي في وقت امتحاناتهم، الأمر الذي سيحرمهم من متابعته.

ورغم اتهام أولياء الأمور لهؤلاء الطلبة بأنهم غير جادين، وكيف يفكرون بالرياضة وهم يتجهون نحو تحديد مستقبلهم وتقرير مصيرهم، إلا أنهم يرفضون هذا الاتهام الذي يعتبرونه ظالماً، فهم من حقهم متابعة هذا الأمر الهام بالنسبة لهم، والذي ينتظرونه منذ أربعة أعوام كاملة.