القدس في العصور الإسلامية

قصة مدينة القدس في العصور الإسلامية تعبق بأريج التراث التاريخي العربي والنهضة العمرانية والتألق الأدبي والفكري والثقافي، حيث استقطبت هذه المدينة أنظار العالم الإسلامي.

ففي ليلة السابع والعشرين من رجب في السنة العاشرة للبعثة النبوية، أُسري بالنبي العظيم صلّى الله عليه وسلّم من مكة إلى بيت المقدس على البراق يرافقه سيدنا جبريل عليه السلام، حيث أمّ الرسول الأنبياء في الصلاة في المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السموات العُلى حيث شاهد عجائب مخلوقات الله، ودخل الجنة وعُرضت عليه النار وفُرضت عليه وعلى أمته خمس صلوات في تلك الليلة، وكانت القدس قِبلة المسلمين فترة من الزمن ثم أُمروا بالتوجه نحو الكعبة.

وتجدر الإشارة إلى خطأ شائع يقع فيه كثير من الكتاب من قولهم عن بيت المقدس (أولى القبلتين) فإن الله تعالى يقول: ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ)) (آل عمران:96)

تقع مدينة القدس على عدد من الجبال أهمها جبل المشارف أو جبل الصوانة ويرتفع هذا الجبل حوالي 850م عن سطح البحر، ويبتدئ من شمالي "شعفاط" وينتهي بجبل الزيتون شمالي القدس القديمة من جهة الشرق، وجبل الطور ويدعى جبل الزيتون ويقع شرقي القدس، وهناك جبل "موريا" الذي تقع على قمته قبة الصخرة المشرفة ويربض على سفحه من جهة الجنوب المسجد الأقصى.

وهناك جبل "المكبر" وسمي كذلك لأن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أطل منه على القدس وهو في طريقه إليها وقال "الله أكبر" ورددت الجموع الإسلامية النداء خلفه.

وتحتوي القدس القديمة التي تقع على جبل موريا ويحيط بها سور قديم من جهاتها الأربع، على الأماكن الدينية كالمسجد الأقصى ومسجد الصخرة وغيرها، وتتميز عمارتها بطراز شرقي قديم، فشوارعها ضيقة متعرجة ومسقوفة، وفيها أسواق التجارة القديمة كسوق خان الزيت وسوق العطارين وغيرها.

في الجهة الغربية يقع حائط البراق وطوله 30 متراً في حي المغاربة، وسمي حائط البراق لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم لما أُسري به من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى ربط دابته "البراق" عنده.

وكانت القدس قبل الفتح تسمى "إيلياء" يقول أحد الأعراب:

فلو أن طيراً كلّفت مثل سيرِه=إلى واسط من إيلياء لكلّت

سما بالمهاري من فلسطين بعدما=دنا الفيء من شمس النهار فولت

فما غاب ذاك اليوم حتى أناخها=بميسان قد حُلّت عراها وكلّت




يتبع


[center]

وللقدس ثمانية أبواب: من الشرق باب الأسباط والباب الذهبي ومن الغرب باب النبي داود وباب الخليل، وباب الجديد، ومن الشمال باب العمود وباب الساهرة، ومن الجنوب باب المغاربة وكلها مفتوحة عدا الباب الذهبي.

وفي القدس مسجد للصحابي سلمان الفارسي ومسجد رابعة العدوية، وفي الجهة الشمالية من القدس القديمة مقبرة ماملا ويقال إن فيها قبور 7 ءالاف من ضحايا الحروب الصليبية، وقد حوّلها اليهود إلى حديقة عامة بعد أن داسوا جميع القبور التي فيها.

وفي الجهة الشرقية خارج السور تقع مقبرة باب الرحمة وفيها قبور عدد من الصحابة الذين دفنوا في القدس كشداد بن أوس وعبادة بن الصامت الأنصاري، أما ضريح الصحابي الجليل عكاشة فيقع في الجهة الغربية من القدس وقد هدمه اليهود.





يتبع.............