سفينة <صحافيون بلا قيود> تنطلق الأسبوع المقبل الى غزة <حنظلة> يمخر عباب بحر فلسطين بسفينة قائده <ناجي العلي>

رحاب أبو الحسن

قريباً يعود <حنظلة> الى فلسطين غير عابئ بالاحتلال، هامساً لمرافقيه بأحلامه التي حملها على مدى سنوات عمره، مذكّراً إياهم بقضيتهم <أريد أن أؤذن في آذان الناس وأقول لهم أين قضيتهم، وإلى أين وصلت؟>، وأشير الى شعبنا في غزة من النافذة المفتوحة في الأفق·
<في قلوبنا جهنم حمرا

إذا عطشنا نعصر الصخرا

ونأكل التراب إن جعنا·· ولا نرحل

وبالدم الزكي لا نبخل···>

(ناجي العلي) وهكذا سيعود <حنظلة> عبر سفينة <ناجي العلي> ليمخر عباب فلسطين التي أحبّها حتى الممات، حاملاً معه خمسون صحافياً لبنانياً وعربياً وأجنبياً وناشطين حاملين غصن الزيتون ومواد تعليمية وقرطاسية للأطفال المحاصرين، غير آبهين بما سيواجهونه من غطرسة صهيونية قد تصل الى حدود القتل، محوّرين بعضاً من شعر محمود درويش:

سجّل أنا عربي

سجّل أنا غربي

ورقم بطاقتي خمسون ألف

وأطفالي ثمانية

وتاسعهم·· سيأتي بعد صيف

سجّل أنا عربي

سجّل أنا غربي

أعمل مع رفاق الكدح في محجر

وأطفالي ثمانية

أسل لهم رغيف الخبز

والأثواب والدفتر

من الصخر

ولا أتوسل الصدقات من بابك

ولا أصغر أمام بلاط أعتابك

هذا ما يؤكد عليه الناشطون المنهمكون في التحضير لأساطيل الحرية المتتابعة، ففيما توجهت وفود من لجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزة الى تركيا والدول العربية على اختلافها لتدارس مسألة <أسطول الحرية-2> والتنسيق مع كل الدول ولا سيما الأتراك في شأنه وكيفية مواجهة غطرسة العدو في المرحلة اللاحقة من هذا الأسطول الذي يتوقع أن يضم أعداداً كبيرة من السفن قد تتجاوز الخمسين سفينة·

ووفقاً للمعلومات المؤكدة أن تركيا جهّزت حتى اليوم سفينتين، وكذلك سفينة من أستراليا ستضم 9 نواب الي جانب العديد من الناشطين ومحمّلة بمئتي طن من مواد الإغاثة·

أما بالنسبة للمشاركة فتؤكد المعلومات وجود حماسة عربية وأجنبية للمشاركة في الأسطول الجديد، الى حدّ باتت معه الأرقام أعلى بكثير من المتوقع، مما يؤكد على أن حصار غزة سيكسر من ناحيتين:

الأولى من البحر في ظل إصرار الناشطين المدعومين من الكثير من الدول لا سيما الأجنبية منها، ومن الناحية القانونية حيث يتم توثيق الاعتداء الاسرائيلي على <سفينة الأخوّة> و<أسطول الحرية-1>، تمهيداً لتقديمه أمام العدالة الدولية لمحاكمة قادة العدو على جرائمهم بحق الإنسانية·

سفينة ناجي العلي

ويقول عضو الهيئة التأسيسية لتجمع <صحافيون بلا حدود> زياد عيتاني أن التحضيرات <لسفينة ناجي العلي> تجري على قدم وساق إن لجهة المعونات الإغاثية التي سنحملها معنا أو لجهة الأعداد الكبيرة للصحافيين اللبنانيين والعرب والأجانب، كاشفاً عن وجود طلبات كثيرة فاقت الـ 700 طلب للمشاركة في السفينة، لافتاً الى أن الذين سيتم اختيارهم سيمثلون أكبر عدد من المؤسسات الإعلامية اللبنانية والعربية والأجنبية، رابطاً عملية الاختيار بتطور أجهزة الاتصال والتواصل مع المؤسسات الإعلامية·

السفينة التي حملت إسم <ناجي العلي> <لما يمثله الفنان الشهيد من رمز للإعلام المقاوم> وستعلو ساريتها علماً أصفر يحمل صورة <حنظلة، الطفل الذي ترك وطنه وظل يحلم بالعودة إليه>، ستحمل على متنها 75 ناشطاً خمسون منهم إعلاميون لبنانيون وعرب وأجانب وخمسة عشر ناشطاً أوروبياً بينهم عدد من النواب الأوروبيين·

ويؤكد عيتاني على أهمية استمرار توجه السفن الى غزة <فهذا البحر يجب ألا يهدأ، والأساطيل يجب أن تنطلق من كل العالم وأقلّه دول المتوسط على اختلافها، لأن هذا الصراع مع العدو لم يعد محصوراً بالفلسطينيين والعرب فقط بل بات صراعاً عالمياً ضد الكيان الذي أظهر إجرامه بوضوح للعالم من خلال جريمة القتل التي ارتكبها على سفينة <مرمرة>·

وناشد عيتاني كل أحرار العالم التوجه الى غزة لتعرية هذا العدو لتصل الكلمة الحقيقية والصورة الواضحة لجرائم هذا الكيان ضد الإنسانية·

وقال: إذا كان ما يقوله العدو صحيحاً من أن أهالي غزة ليسوا متأثرين بالحصار كونه يطال <حماس> فقط، فليدعونا إذاً نصل الى غزة لننقل حقيقة ما يحصل فعلاً على الأرض·

وتحدث عيتاني عن إقبال كثيف للصحافيين الأجانب للمشاركة في أسطول الإعلاميين ومن مؤسسات كبيرة·

قشلق

أما رئيس <حركة فلسطين حرة> ياسر قشلق فأعرب لـ <اللواء> عن مفاجأته <بالكمّ الهائل من الحب لفلسطين وللقضايا الإنسانية وقضايا العدل والحق والمساواة>، كاشفاً عن وجود طلبات لأعداد كبيرة للمساهمين والناشطين والإعلاميين في سفينة <ناجي العلي>·

وكشف قشلق عن اتجاه لتسيير أكثر من سفينة للإعلاميين خلال الأسبوع المقبل من الشواطئ اللبنانية نظراً للكمّ الهائل من الطلبات الذي وصلنا·

وأكد قشلق أن أساطيل الحرية المتتابعة في اتجاه فلسطين والمدعومة من أحرار العالم الأجنبي والعربي تؤكد أن العد التنازلي بدأ للكيان الصهيوني الإرهابي·

وقال: كل السفن التي صادرها العدو الصهيوني سوف تحمّل هؤلاء اليهود لتعيدهم من حيث أتوا <فكما جاؤوا الى بلادنا على متن السفن سنعيدهم بنفس الطريقة الى الأماكن التي جاؤوا منها>·

ورأى أن أساطيل الحرية تكفي لوحدها لكسر الحصار عن غزة <كونها باتت قضية شارع وشعوب حرّة وليست قضية أنظمة غائبة اليوم عن أي تحرك، فلا قمم عربية ولا مؤتمرات لجامعة الدول العربية، بل هناك مؤتمرات للشعوب الحرة التي تعمل لوحدها·

ولفت في ماخصّ مقاضاة اسرائيل الى أنه تم إطلاق حملة تحت شعار <محامو الحرية> لمقاضاة العدو الصهيوني وقياداته، داعياً المحامين الأحرار الى الانضمام الى هذه الحملة، معلناً عن ترحيبه بأي مبادرة لمحاسبة هذا الكيان الإرهابي الذي يجب أن يرحل من أرضنا ويجب أن نحاكم قادته في آخر نقطة في العالم، لأن دمنا ليس رخيصاً وكذلك الدم التركي والأميركي الذي شاركنا في نضالنا·