تهديد إسرائيلي جديد ... من واشنطن باراك: الـرد على «حـزب اللـه» سـيكون بضرب الحكومـة اللبنانيـة

وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، امس، ومن واشنطن بالتحديد، تهديداً جديداً الى الحكومة اللبنانية بضرب اي هدف يتبع لها رداً على اي قصف بالصواريخ ينفذه حزب الله ضد اسرائيل. وقد بدأ باراك زيارة الى العاصمة الاميركية هي الثانية في ثلاثة اسابيع، تهدف الى إنجاز عدد من صفقات التسلح الضخمة وزيادة حجم المساعدات العسكرية الاميركية التي قررتها اخيراً ادارة الرئيس باراك اوباما، فضلاً عن قضايا اخرى مثل ايران والمفاوضات مع الاسرائيلية الفلسطينية ضمها جدول أعماله.
وقال باراك، الذي استهل محادثاته بلقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في مقابلة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست»، «بما أن الحكومة اللبنانية تسمح لحزب الله بمواصلة التسلح، فإن الرد على قصف حزب الله لإسرائيل بالصواريخ لن يكون موجهاً ضده فقط». وأضاف: «لن نركض خلف كل إرهابي من حزب الله أو راجمة... وسنعتبر أن ضرب أي هدف يتبع الدولة اللبنانية، وليس فقط حزب الله، هو خطوة مشروعة».
وتطرق باراك إلى المشروع النووي الإيراني، قائلاً إنّ واشنطن وتل أبيب تتشاركان «التشخيص» ذاته بأن إيران «عازمة على تحقيق قدرة نووية عسكرية». ومع ذلك اعترف باراك بأن «هناك اختلافات حول ما ينبغي فعله في هذا الشأن، وكيف يمكن القيام بذلك في الإطار الزمني الذي يمكن فيه اتخاذ خطوات معينة». وأضاف «هذا لا يزال زمن العقوبات، ولكن في نقطة معينة سيكون علينا إدراك أن العقوبات غير مجدية».
وفي الملف الفلسطيني، اعتبر باراك أن على إسرائيل أن تعرض خطة سياسية ترسم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، وتضمن غالبية يهودية داخل إسرائيل، وتحل مشكلة اللاجئين، وتعرض «حلاً منطقياً» لمستقبل القدس. وعندما سئل عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشاركه الرأي في الحاجة إلى مبادرة سلام إسرائيلية تعالج جوهر النزاع، رد باراك بأن نتنياهو أقنع الرئيس باراك أوباما في لقائهما الأخير بأنه في هذه الوجهة، ومع ذلك أقرّ بأن المهم هو اختبار النتيجة و«علينا إثبات ذلك بالأفعال، أي بالمفاوضات».
تجدر الإشارة إلى أن باراك يعمل في الولايات المتحدة كبديل لوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي يعتبر شخصاً غير مرغوب فيه لدى المؤسسة الرسمية الأميركية. وسيحاول باراك في هذه الزيارة تمهيد الطريق لإتمام صفقة شراء «طائرات المستقبل» لسلاح الجو الإسرائيلي. واجتمع باراك، مساء أمس، مع وزيرة الخارجية كلينتون، على أن يلتقي وزير الدفاع روبرت غيتس ومسؤولين سياسيين وأمنيين وعسكريين أميركيين، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وسيبحث باراك مع بان كي مون في موضوع الأساطيل التي تحاول كسر الحصار على غزة، وكذلك في لجان التقصي والتحقيق التي تعمل الأمم المتحدة على تشكيلها. تجدر الإشارة الى أن زيارة باراك هذه تأتي فقط بعد ثلاثة أسابيع من زيارة مشابهة للعاصمة الأميركية.
وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن «مدماك جديد» في منظومة العلاقات الأمنية الإسرائيلية الأميركية بإعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية، مساء أمس الأول، عن اتفاق لتطوير الطبقة الأعلى ضد الصواريخ البالستية في منظومة «حيتس». وأوضحت أنه بعد حوالى شهرين على نجاح الرئيس باراك أوباما في نيل مصادقة الكونغرس على تقديم مساعدة بقيمة 205 ملايين دولار لإسرائيل، وعلى خلفية تصريحه بأن إدارته ستمنح الدولة العبرية المساعدات الأمنية الأكبر في تاريخها، تم التوقيع على اتفاقية تطوير منظومة الصواريخ الدفاعية «حيتس - 3».
وأوضحت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن هذا الاتفاق سيسمح لإسرائيل بمواجهة أفضل للصواريخ البالستية على مسافات أبعد، واعتراض أسلحة الدمار الشامل خارج الغلاف الجوي. وبموجب الاتفاق فإن منظومة «حيتس -3» ستشكل غلافاً دفاعياً متعدد الطبقات. وأشارت الوزارة إلى أن الاتفاق هو استمرار لتاريخ طويل من التعاون في ميدان التكنولوجيا الصاروخية للدفاع ضد الصواريخ.