مخيم عين الحلوة.. صورة عن ظلم النظام العربي للفلسطينيين بقلم:ميرنا سخنيني

سكانه من اللاجئين ضحايا.. والوافدون إليه فاقدو الأمل

بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قرابة 404 آلاف شخص حتى عام 2005، موزعين على 16 مخيماً، فقط 213 ألفاً منهم مسجل لدى وكالة الغوث للاجئين، فبالتالي هم يشكلون 12% من سكان لبنان.

بموجب النظام اللبناني يُمنع على الفلسطيني ممارسة قرابة 70 مهنة، وأيضاً يُمنع عليهم امتلاك العقارات وإدخال مواد البناء، بحجة عدم التوطين، فتحوّلت المخيمات إلى بؤر للبؤس والفقر والنزاعات المتشددة.. هذا ما نلاحظه عند الاقتراب من مخيم عين الحلوة في صيدا.

عين الحلوة الذي يؤرق اسمه أي زائر وأي مواطن يسكن لبنان؛ عين الحلوة الذي يقلق أجهزة الأمن الداخلية والخارجية.. إنه مأوى للحركات الأصولية ولكل فارٍّ من العدالة كما يخيَّل للبعض، لكن ما أن تدخل المخيم حتى ترى اللاجئين يعيشون مأساة ولدت قبل أن يولدوا.. مأساة تنوء بحملها أمة كاملة.. وفي خضم هذه المأساة هناك من يخطط لاستغلال مشاعر هؤلاء البائسين، لينشر بينهم العنف وثقافة اليأس، فنشأت جماعة تقول إنها مؤمنة ومتفقهة في أصول الدين، فقررت إعلان حرب حتى تحرير آخر ذرة من تراب فلسطين من الدنس اليهودي، وإقامة إمارة إسلامية تحكم بشرع الله، مستندة بذلك إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ستجدون أجناداً؛ جنداً باليمن وجنداً بالعراق وجنداً بالشام، قال اختر لي يا رسول الله فقال: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه، وإليها يجتبي خيرته من خلقه).

من هذه المبادئ انطلقت عصبة الأنصار الإسلامية، التي توالت على بعض أفرادها اتهامات قضائية في أكثر من حادثة، فكان لي الحوار الآتي مع الشيخ جمال الخطاب؛ القريب من العصبة:

- أود التحدث عن تأسيس الجماعة، فمن مؤسسها؟

حوالى عام 1985 أسس الشيخ هشام الشريدي عصبة الأنصار، لم تكن في البداية تحمل اسم العصبة، وكان الهدف العام منها هو قضية فلسطين.

- يقال إن للعصبة علاقة في تنظيم القاعدة.. ما ردكم على ذلك؟

العصبة تختلف عن القاعدة، ومنهجية العصبة تختلف عن منهجية القاعدة أيضاً؛ القاعدة تعطي الأولية للصراع مع الأنظمة الموجودة فيها، أما العصبة فأولوياتها تجاه العدو الصهيوني.

- هل للعصبة برنامج سياسي محدد؟ وإذا كان هناك برنامج ماذا حققت منه إلى الآن؟

الإسلام لا ينفصل عن السياسة، إنما الإسلام دين ودولة.. نحن وجهتنا تحرير فلسطين وإقامة دولة إسلامية والحكم بشرع الله، هذه أولوياتنا وواجباتنا، وهذا فرض من الله، ونحن متواجدون في لبنان لكن هدفنا فلسطين، لأن في لبنان له أهله، كما يقال أهل مكة أدرى بشعابها.

- في رأيك، عصبة الأنصار إلى أي حد تلتقي في نفس الخط مع حركة حماس وحزب الله اللبناني ومع الإخوان المسلمين في مصر؟

هي تلتقي مع حماس لأنها هي جزء من إطار القوة الإسلامية، ويلتقيان في مشروع تحرير فلسطين وإقامة دولة إسلامية، هذا هو منهج حماس ومنهج الإخوان المسلمين وحتى منهج حزب الله في لبنان، يعني تحرير فلسطين واجب إلزامي عند حزب الله لأنه لا يقتصر فقط على المسلم الفلسطيني.

- لكن حزب الله اليوم يشارك في الحكومة وله نواب ووزراء، ويشارك أيضاً في قرارات الحكومة، لماذا لا تحاول عصبة الأنصار أن تقوم بهذا الشيء؟

نحن محرم علينا أن نؤسس حتى جمعية خيرية في لبنان، نكتفي بحماس لأنها تمثلنا في الحكومة الفلسطينية.

- ما رأي العصبة في الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني؟ وهل تؤيد مشروع حماس في إقامة دولة فلسطينية في غزة مع هدنة 15 عاماً مع العدو؟

موضوع الهدنة مشروع حتى لو كان مع العدو، لكن الهدنة شيء والاعتراف بالعدو شيء آخر، والاعتراف بإسرائيل يعني التخلي عن الأرض والمقدسات كما فعلت الحكومة اللبنانية قديماً؛ عندما عقدت اتفاقاً مع حزب الله سمي اتفاق نيسان في سنة 1996، وكان الإسرائيليون ما يزالون في جنوب لبنان، وكانت الهدنة بمنزلة دفع لحزب الله بأن يقوى في الرد على الإسرائيليين، وشارك في هذا الأمر في حينها السوريون، لكن هذا لم يمنع الحزب من تحرير جنوبه.

- هل تؤيدون إقامة دولة مؤقتة في غزة؟

لا نقول دولة مؤقتة إنما نقول هدنة، هذا النوع من الضغط الذي قامت به حماس على إسرائيل. منظمة التحرير تنادي دائماً بدولة مؤقتة، لكن هذه المهزلة؛ ما هذه الدولة إذا لم تكن تملك مقوماتها.

- حماس شاركت في الحكومة الفلسطينية، ما رأيك في هذا؟

في البداية، حماس لم تكن تؤمن بالدخول في الحكومة، كان مشروعها مشروع إسلامي ليس سياسياً، لكنها دخلت لأنها وقعت في مشكلة الأكثرية التي حصلت عليها. كانت حماس تأمل في أن يكون لها نواب في المجلس ليشكلوا معارضة داخل المجلس.

- لماذا تُتهم العصبة دائماً بأي تفجير أو عمل إرهابي داخل المخيم؟

هذا كان في الفترة الماضية، أولاً لأن العصبة في فترة من الفترات كانت تستعمل القوة في حل بعض المشاكل، وأيضاً عجز الأجهزة الأمنية، فكان ما أن يجري عمل في الخارج ويفشلوا في كشف فاعله، يسارعون إلى اتهام عين الحلوة عامة والعصبة خاصة، مثل قضية القضاة الأربعة التي اتُّهمت العصبة بها.

- تقول استعمال القوة، أي قوة منها؟ وكيف؟

مثلاً: الضرب لشخص مخل.

- من أعطاهم الحق في ذلك؟

نحن لا نملك مرجعية قوية في المخيم، لذلك أية جهة تستطيع ضبط الأمن فلتفعل ما تستطيع.

- العصبة لا تعيش وحدها، هي تعيش جانب كل الفصائل واللجان الأخرى، لماذا هي التي تتصدى لأية مشكلة؟

نحن طلبنا من الكفاح المسلح مراراً أن يكثف من الحراسة على الطرقات، وأن يحاول ضبط الأمن قدر المستطاع، لكن هم قصروا في ذلك بحجة عدم امتلاكهم العدة والسيارات وغير ذلك.

- من فترة سمعنا عن اتهامات وُجّهت إلى العصبة من قبل القضاء اللبناني، باستهدافهم مدنيين وكنائس.. ما صحت هذه الاتهامات؟

هذا ليس صحيحاً، وموضوع الكنائس كما هو معروف للجميع أن للقوات اللبنانية دوراً كبيراً فيه، واتُّهم فيه أشخاص من طرابلس، وإذا حصل وفكرت العصبة في تفجير كنيسة فإنها لن تذهب بعيداً إلى طرابلس، بل ستفجرها في صيدا.

- أنتم تنفون أية علاقة للعصبة بهذا الموضوع، مع أنه قرار صادر عن القضاء اللبناني، وكما هو معروف فإن القضاء اللبناني مازال يمتلك شيئاً من النزاهة؟

القضاء اللبناني يعتمد على تقارير خاصة بالقضايا الغيابية، أي تقرير يصل إليه ولو كان كاذباً يأخذ به، مثلاً هناك شاب حُكم بالسجن لمدة سنة وشهر بتهمة سرقة بنك، وبعد ذلك برأه القضاء اللبناني، مع العلم أن السارقين الحقيقيين موجودون في السجن، لكنه أُخذ جزافاً.

- العصبة تشكل جزءاً من مكونات الشعب الفلسطيني، لماذا نراها متوقعة داخل مخيم عين الحلوة؟

العصبة تتواجد في عين الحلوة تحديداً بسبب الصبغة الأمنية التي تلاحق أي عضو منتم لها.

- هل تتوقعون حدوث نهر بارد جديد؟

لا أعتقد، لأن الذين قاموا بالاشتباكات مع الجيش اللبناني ليسوا من أهل المخيم وليسوا فلسطينيين، لكن بتقديري لو حدث هذا الشيء في يوم من الأيام لن يكون عين الحلوة هو المسبب الرئيسي، إنما كل المخيمات، لأن الظلم واقع على كل مخيمات لبنان.

- ماذا قدمت عصبة الأنصار إلى الآن للشعب الفلسطيني؟

يكفي أننا نؤسس جيلاً يقوم على الفضيلة والخلق، وعلى حمل هم قضية فلسطين.

- أحياناً بين الوقت والآخر نسمع عن توتر أمني بين فتح وعصبة الأنصار، ما صحت هذا الكلام؟

هذا حصل قبل أشهر، لكن الآن والحمد الله الوضع مستقر.

- يقال إن العصبة كانت على علاقة طيبة مع الشهيد عماد مغنية؟

لا أظن، لأنه كان إنساناً متكتماً جداً على شخصيته، كان يتعامل مع الذين من حوله على أنه الحاج رضوان، ولا يعرفه إلا من سبق له التعامل معه، لكن نحن على علاقة طيبة مع حزب الله، وهناك زيارات متبادلة.

- العصبة لكي تنمو وتقوى بحاجة إلى دعم، من أين تتلقى الدعم؟ وهل أموال الزكاة تكفي فقط؟

تعتمد أولاً وأخيراً على أموال الزكاة، لأنه لو دفع ثمن أموال الزكاة للمجاهدين لأقام دولة بكاملها، هذا ما تفعله حماس في غزة لتغطية نفقاتها.

- حماس كما نعلم جميعاً على علاقة طيبة بإيران، هل تتلقى ولو جزءاً من الدعم؟

لو دفعت إيران لحماس فإنها لن تغطي كل نفقاتها، وليس لي علم بأن إيران تدعم العصبة بأي شكل، نحن نعتمد على أموال الزكاة وبعض أموال المحسنين من دول الخليج.

- ما هو دور العصبة الآن؟

العصبة الآن لها فاعليتها ودورها الحيوي على صعيد المخيم، وقامت مؤخراً في اجتماع داخل ثكنة الجيش مع العقيد عباس إبراهيم، فقام بزيارتهم مرتين.. هذا دليل على أن هناك تغيراً إيجابياً في النظرة تجاه العصبة.

- كثيراً ما كانت تُتّهم العصبة بالمشاكسة ونشر الفوضى، واليوم نسمع أنها تشارك في حل النزاعات داخل المخيم، كيف توضح هذا الشيء؟

بعد كل الحوارات التي أجريناها مع الفصائل الموجودة داخل المخيم، وجدنا أن العمل الجماعي يؤدي إلى نتائج أفضل.

- كلمة أخيرة توجهها إلى الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات..

يجب ألا نيأس، وأن تكون لنا الثقة بالوعد الإلهي بأنه لا بد أن تحصل معركة بين المسلمين واليهود ويتم التحرير، لذلك يجب ألا نغتر بكل الوعود التي يطلقها زعماء المفاوضات.

وكلمة أخيرة للحكومة اللبنانية التي تشكلت قبل أيام: نأمل منها أن تمنح الفلسطيني حقوقه المدنية التي تمنح لأي إنسان عاقل على الأرض، ونحن نؤكد للحكومة أن ليس لدينا أية مطمع بأرض لبنان، وكلمة أخيرة أوجهها إلى كل حركات المقاومة في العالم، ننصحهم بإعطاء الأولوية للصراع مع العدو الصهيوني، وأن تكون البوصلة باتجاه إسرائيل فقط، وهذا ما يجعل قاعدتنا صلبة، ويحمي كل الجماعات الإسلامية في العالم.

وفي حوار مع الطرف الآخر في المخيم،مع القائد العام للمقر العام لحركة فتح وقائد الجيش الشعبي الفلسطيني في لبنان العميد منير المقدح، حول آخر التطورات الأمنية في مخيم عين الحلوة، وعن المجموعات الأصولية المتواجدة فيه.

- سيادة العميد، أود التحدث عن الوضع الأمني داخل مخيم عين الحلوة.

الوضع الأمني في هذه المرحلة جيد جداً، بسبب وحدة الموقف الفلسطيني بكافة قواه السياسية، وبسبب اللقاءات شبه شهرية مع كافة القوى في المخيم، والتنسيق مع الجيش اللبناني الذي أدى إلى وجود راحة داخل المخيم، خصوصاً بعد معارك نهر البارد؛ كانت هناك إجراءات سريعة داخل المخيمات، وثانياً لأن معاناتنا واحدة ومطلبنا واحد، وهو حق العودة للشعب الفلسطيني.

- هل يعيق وجود جماعات إسلامية عملكم؟ وهل هناك تعاون بينكم؟

لا يوجد قوى في عين الحلوة شبيهة بالتي جاءت إلى نهر البارد، وبالتالي القوى الموجودة هي قوى إسلامية، وجميعهم مشاركون في لجنة المخيم، وحريصون على أمن المخيم. كانت موجودة سابقاً بعض المجموعات التي تثير الشغب، وتسمى بجند الشام، لكن تم حل التنظيم، بالإضافة إلى أنه لم يكن تنظيماً عقائدياً، بل هي مجموعات استُخدمت أدوات من بعض المستفيدين من التوتير الأمني داخل المخيم، وإلى فترة من الوقت كان هناك بعض من فتح يمول هذه الجماعات.

- هذا الكلام لا نستطيع المرور عليه سريعاً.. تقول أحد من فتح؟

نعم، هناك أشخاص من فتح مولوا هذه الجماعات، نحن كحركة فتح كنا نملك كشف يسمى "بكشف الأصدقاء" كان يدفع من قبل بعض الأشخاص في فتح لعصبة الأنصار.

- فتح والعصبة خطان لا يلتقيان، كيف تم ذلك؟!

هناك بعض الأطراف تستفيد من المشاكل، مثلاً عند حدوث أي إشكال يطلبون مساعدة طارئة من السلطة، فكان كل الدعم الذي يصرف لهم يعيدون صرفه لعصبة الأنصار، بهدف زعزعة الأمن، لذلك عند خروج هذه الأشخاص من لبنان هدأ الوضع في المخيم، وأسماؤهم معروفة جداً، وهم قياديون بارزون في فتح، من بينهم أذكر اللواء سلطان أبو العينين، ولذلك كل الجزر الأمنية التي كنا نسمع بها هي جزر مركبة، والمسؤول الرئيسي عنها كان سلطان، ومن خلاله ومن خلال عناصره الذين سُلموا إلى الجيش اللبناني، والبعض منهم اعتُقل على الحواجز، وكان يصرف هذا الكشف لهذه المجموعات الأصولية، لهذا نرى أنه خرج إلى المؤتمر الذي عقد مؤخراً وانتقل من الساحة اللبنانية، وبعد خروج سلطان أصبح هناك أمن واستقرار داخل المخيم، لكن كما نعلم جميعاً أوقف من قبل الرئيس محمود عباس وتم محاسبة الفاعلين، وأنا أتمنى من الأجهزة الأمنية أن تظهر على الإعلام وتعلن عن التحقيقات التي أجرتها مع من اعتقلتهم وكانوا مسؤولين عن تقوية هذه المجموعات الأصولية.

- ما الذي دفع المخيمات الفلسطينية - خصوصاً عين الحلوة - لتكون جزراً أمنية وأصولية وسلفية ولكل هارب من العدالة؟

السلفية ليست موجودة، ولا نسمح لأي شخص أن يستقر في المخيم إذا كان لا يحمل أجندة فلسطينية، وحالياً يشهد المخيم استقراراً، أما مسألة أن المخيم بات جزراً أمنية، فنحن دائماً نناشد الحكومة اللبنانية بفتح الملف الفلسطيني، وإعادة الحوار من أجل إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه. اليوم هناك حكومة لبنانية تشكلت، ونتمنى عليها أن يكون من أولوياتها تنظيم الوجود الفلسطيني في المخيمات، وهذا يقطع الطريق على كل من ينادي بعدم توطين الفلسطينيين، وعلى كل يخطط لخلق فتن فلسطينية ـ لبنانية.

- ماذا سيكون رأيكم لو طُلب تسليم السلاح الفلسطيني؟

هذا الخيار ليس موجوداً، سابقاً أجمع اللبنانيون على تنظيم السلاح وليس سحبه، لذلك نحن وافقنا على ما وافق عليه الشعب اللبناني والقيادة اللبنانية، وقادرون على أن نصل إلى نتائج إيجابية.

- هل يوجد جنسيات عربية غير فلسطينية تنتمي إلى جماعات أصولية داخل المخيم؟

ليس هناك أية جنسية عربية أخرى في عين الحلوة، ربما سابقاً منذ حوالى 8 أشهر كان هناك، لكن بعض الأشخاص تم إبعادهم عن المخيم أو اعتُقلوا عبر الحواجز.

- تقريباً ما حجم الجماعات الإسلامية داخل عين الحلوة، مثلاً جند الشام؟

شيء اسمه جند الشام انتهى منذ وقت، هناك بعض الأفراد من جند الشام مازالوا موجودين هم مطلوبون من الحكومة، لكن ليس لديهم أي نشاط، أما باقي القوى الإسلامية في المخيم أصبحت تتعاون مع اللجان في المخيم بشكل إيجابي، والتقت مع الجيش اللبناني، وهذا أعطى دفعاً إيجابياً بأنها حركات ليست متشددة وليست تكفيرية، ونحن ككفاح مسلح لدينا برامج للشبيبة الصغيرة حتى نبعدهم عن سياسة التكفير والمخدرات وسياسات الضياع.

- جرى حديث في الماضي عن تشكيل لواء عودة.. إلى أين وصل؟

ليس تشكيل هي فكرة طُرحت على المسؤولين اللبنانيين، لكنها لم تلقى إجماعاً لبنانياً، وبقيت قيد النقاش، لكن حرب تموز 2006 عطلت الحوار الفلسطيني اللبناني، ومن ثم التجاذبات اللبنانية اللبنانية أثّرت على الحوار، ونأمل في الأيام القليلة الآتية أن يفتح الملف الفلسطيني بكل جوانبه.

- بشكل تقريبي، ما الخدمات التي يمكن أن يقدمها الكفاح المسلح للشباب العاطل عن العمل؟

الكفاح المسلح هي مؤسسة أمنية واجتماعية، مهمتها الحفاظ على أمن المخيم وأمن الجوار، وتتدخل في معظم القضايا الاجتماعية. أنا قائد في الكفاح المسلح وعضو في مؤسسة إنسانية، قمنا ببرامج استيعاب الجيل الجديد لتقديم خدمات لشعبنا، تتضمن كفالة اليتيم وتقوية البنى التحتية، وإعطاء عينات تمونية ومساعدات مادية للطلاب.

- سوف أطرح رقماً ولا أعلم إذا كان صحيحاً، هناك أكثر من ألف مطارد بتُهم سياسية داخل المخيم.. هل هذا صحيح؟

هناك ما يقارب 4500 مطارد بقضايا سياسية، وعلى رأس هذه القائمة أنا منير المقدح، حيث أني اتُّهمت بحوالى 4 أو 5 قضايا، بينها إعطاء أوامر بإطلاق النار على الطائرات الإسرائيلية، ونقل سلاح إلى المقاومة في الجنوب، وقضية قدح وذم بحق وزير السياحة فتوش سابقاً، عندما وصف الشعب الفلسطيني بالنفايات.

- هل تعتقد أن عدم ترشح الرئيس محمود عباس للانتخابات يعود إلى فشله في كل المفاوضات التي أجراها؟

الرئيس أبو مازن وصل إلى طريق مسدود، الإسرائيليون لم يقدموا له شيء، لذلك يجب على القيادة الفلسطينية أن تعيد النظر في مسألة المفاوضات، وأن تتمسك بغصن الزيتون بيد والبندقية بيد، كما هزمنا الإسرائيليين في غزة وسُحقت المستوطنات على يد المقاومة ستستطيع المقاومة في جديد أن تنجح وتحقق النصر، وأنا أقول: لقد ولى الزمن الذي كنا نقتل فيه وحدنا.

- سمعنا أمس في وسائل الإعلام عن عبوة تزن 6 كيلو غرام وُضعت أمام منزل عضو من فتح؟

هذا صحيح، وفككها ضابط من الكفاح المسلح، وإلى الآن تجري التحقيقات حول ملابسات هذه القضية.

- ماذا لو تبين أن الذي وضع العبوة هو شخص من عصبة الأنصار؟

نقوم بتبليغ العصبة بذلك، ونطلبه للتحقيق.

- كلمة أخيرة توجهها إلى الحكومة اللبنانية الجديدة؟

أبارك تشكيل هذه الحكومة الجديدة، وهي حكومة وحدة وطنية، وأتمنى منها أن تلتفت إلى وضع المخيمات، وأن تعيد فتح الملف الفلسطيني، وكلمة أخيرة أوجهها إلى الجماعات الأصولية داخل المخيم: أطلب منها أن توجه بوصلتها باتجاه فلسطين، وأقول لأهالي عين الحلوة إن النصر أكيد.. فابقوا متمسكين بحق العودة، وإن عمر الاحتلال قصير.

الكاتب: ميرنا سخنيني

» كيف يعيش سكان مخيم عين الحلوة؟ مطلوب بسبب هاتف على فاتورة بقلم:ميرنا سخنيني
» الهذيان يضرب أعقل عقلاء لبنان بقلم:ميرنا سخنيني
» لمخيمات الفلسطينية في لبنان.. بين الاعتدال والتطرف بقلم:ميرنا سخنيني
» اللاجئون الفلسطينيون فاقدي الهوية منذ النكبة بقلم:ميرنا سخنيني
» الشباب الفلسطيني في لبنان كفاءاتٌ عاطلة عن العمل بقلم:ميرنا سخنيني