لكن ماذا عن سلاح المخيمات؟

من المنطق الانساني نرى ان التعديل الذي اقره البرلمان اللبناني على قانون العمل الذي يمنح 425 الف لاجئ فلسطيني حق العمل في كل الوظائف خطوة ايجابية لمعالجة الوضع السيئ في المخيمات التي تعاني الحرمان والبؤس، كما يظهر وجه لبنان الحضاري المنفتح على اخوانه العرب. فان اللاجئين الفلسطينيين يعيشون مأساة يومية وواقعا اليماً تجعل حياتهم مرة وصعبة، لذا من حق الفلسطينيين ان يعيشوا بكرامة في لبنان وان ينعموا برفاهية الحياة. لكن، مهلا، ماذا عن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها؟ الاجواء السائدة اليوم هو انه يجب ان يعامل الفلسطينيون كسائر الاجانب على الاراضي اللبنانية، لكن هل يمتلك هؤلاء الاجانب الاخرون السلاح؟ ولماذا يتم تحميل الدولة اللبنانية وحدها مسؤولية تردي اوضاع المخيمات؟ يجب ان تقدم الاونروا مساعدات مالية ومعيشية وان يتحمل المجتمع الدولي عبر الامم المتحدة مسؤولية اللاجئين والشعب الفلسطيني المشرد.
وخير دليل على خطورة وجود سلاح في المخيمات احداث مخيم النهر البارد. من هذا المنطلق، يجب ان يترافق اعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين مع نزع سلاحهم. واذا كان الفلسطينيون في السابق، يتمسكون بسلاحهم بحجة تحرير فلسطين، فان الفصائل الفلسطينية تقاتل اسرائيل في الاراضي المحتلة. اما في لبنان، فان مجابهة اسرائيل هي حكر على المقاومة والجيش اللبناني دون سواهما.
صحيح ان احوال الفلسطينيين في سوريا والاردن افضل مما هي في لبنان، لكن السلطات الاردنية والسورية بادرت الى تنظيم شؤون اللاجئين في بدء الامر ثم منحتهم حقوقهم المدنية.
ففي الاردن، الفلسطينيون الذين اتوا في اعقاب 1967 يتم التعامل معهم على اساس انهم لاجئون ويحملون وثيقة للمعاملات الرسمية وباستطاعتهم الحصول على جواز سفر لمدة سنتين فقط كما انه ممنوع عليهم امتلاك اي ارض او بيت باسمهم لكنه مسموح لهم ان يمتلكوا سيارة.
ويحق لهم العمل ولهم حرية كاملة بالحركة داخل الاراضي الاردنية، وفي حال السفر يجب ان يحصلوا على شهادة حسن سير وسلوك من المخابرات العامة الاردنية.
وفي سوريا يتمتع اللاجئون الفلسطينيون بجميع الحقوق باستثناء حق الانتخاب اما اذا ارادوا السفر، فاولا يجب ان يكون اللاجئ مسجلا في سجلات مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين حتى يتسنى له الحصول على وثيقة سفر.
اولاً واخراً، نريد ان تنظم العلاقة الفلسطينية - اللبنانية بكل جرأة ومصداقية لكي يطمئن اللبنانيون ان اعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين لن يرتد عليهم سلباً.

أوديت أيوب

» الجدل يتجدد حول سلاح المخيمات في لبنان
» نرفض اي سلاح للفلسطينيين داخل المخيمات وخارجها
» جبريل: انهاء سلاح المخيمات بلبنان مطلب صهيواميركي
» سلاح "الدولة الفلسطينية" في لبنان!
» ممثل «منظمة التحرير» في لبنان يلتقي الجميل: سلاح المخيمات لطمأنة شعبنا الفلسطيني