وفد «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» يودّع أهالي الضحايا: «لكم منا وعد بالنضال... لأجل الحقوق المدنية»

غادر وفد «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» الإيطالي لبنان، بعد زيارة استمرت لأسبوع، وهدفت لإحياء الذكرى الثامنة والعشرين لمجزرة صبرا وشاتيلا، إلى جانب اللاجئين في المخيمات الفلسطينية.
غادر الوفد الذي ضمّ 63 شخصية وناشطاً أوروبياً، معظمهم من الجنسية الإيطالية، وفي جعبتهم مشروع توعية حول الحقوق المدنية الفلسطينية، سيعرضونه على الرأي العام في إيطاليا وبلدان أوروبية.
وفَى هؤلاء بالوعد الــــذي قطعــــوه للناشط اليساري الراحل الإيطالي ستيفانو كاريـــني، مؤسس اللجنة في العام 2000، وتابعوا المســـيرة التـــي أطلقها من أجل مساندة القضية الفلسطينية. حملوا معــــهم هذا العزم خـــلال زيارتهم للمخيمات الفلسطيـــنية في لبنـــان، متعهّدين أمام اللاجئين وأهالي الضـــحايا، بذلَ كل الجهود لدعم مطلب الحقوق المدنية.
فقد غادر الوفد لبنان وفي قلوب أفراده غصّة، عبّرت عنها شقيقة ستيفانو، أنطونيتا كاريني، التي كانت تتمنى «لو نحتفل بقرار وزاري يمنح الفلسطيني حقّه».
إذاً، عاد الناشطون إلى بلادهم ليرووا عن زيارتهم، بهدف إطلاق حملة توعية حول أوضاع اللاجئين في لبنان، التي وصفوها بـ«السيئة جداً بالمقارنة مع لاجئي الأردن وسوريا». فالناشطة أليسيا، التي تعمل مصوّرة في إحدى وكالات الأنباء الأجنبية، ستنظم معرضاً للصور التي التقطتها خلال الجولة. بدورهما، أسد (الهند) وعائشة (باكستان) سيلقيان محاضرات في الجامعة حيث يدرّسان في بريطانيا، تتناول زيارتيهما الأولى إلى المخيمات الفلسطينية. أما الطالبة الإيطالية كاترينا فوعدت أصدقاءها في مخيّم شاتيلا بأنها سترفع قضيتهم في كل تظاهرة تُقام في مدينة روما تضامنًا مع فلسطين المحتلة.
ولفتت المتحدثة باسم الوفد ستيفانيا ليميتي «السفير» إلى أن زيارة وفد اللجنة إلى لبنان، وهي العاشرة على التوالي منذ تأسيسها، تهدف إلى «الضغط على الحكومة اللبنانية لمنح الفلسطيني حقوقه الكاملة». وترى ليميتي أنه «يحقّ للفلسطيني العيش بسلام وأقلّه امتلاك سكن من دون أخذ الإذن من أحد». وأشارت إلى أن «الوفد طلب خلال لقاءاته السياسية من «حزب الله»، «الحزب التقدمي الاشتـــراكي» ثـــم «المستقبل»، أن يفــــرض نوابهم سلطتـــهم في البرلمان من أجل ضمانة حقوق الفلسطينيين».
وكان الوفد قد ختم جدول برنامجه أمس الأول، بزيارة ضريح المناضل الراحل شفيق الحوت، بحضور أفراد عائلة الراحل، والأسير المحرر سمير القنطار، في مقبرة الشهداء في شاتيلا. فحضر عدد كبير من أهالي ضحايا المجزرة، ليودّعوا أعضاء الوفد، حاملين علماً فلسطينياً كبيراً.
عند التاسعة مساءً، وقف الجميع دقيقة صمت أمام ضريح الراحل الحوت. تولى ناشط فلسطيني مهمة سرد تاريخ هذا الرجل المفرط بفلسطينيته والذي أفنى حياته في النضال. وضعوا إكليلاً من الزهور على ضريحه، ثم انتقلوا إلى مثوى شهداء مجزرتي صبرا وشاتيلا وتل الزعتر. يرقد الشهداء في موقع لا يبعد إلا أمتاراً قليلة عن موقع المجزرة التي ارتكبت في العام 1982. تذرف بعض الأمهات الدموع حسرةً. ينثرن الزهور على الأضرحة والى جانبهن أعضاء.
ألقى القنطار كلمة للمناسبة اعتذر فيها من شهداء صبرا وشاتيلا «لأني لم أكن معهم في أثناء المجزرة». كما تعهّد حسن سيداني، باسم «فتح»، للشهداء بـ«الحفاظ على الأمانة حتى التحرير والعودة». وأشار إلى أن «مسلسل المجازر لا ينتهي بحق شعبنا. وأقول لمن ورثوا هذا التاريخ الأسود، إذا عدالة الأرض قصّرت في ملاحقتهم، فإن عدالة السماء تُمهل ولا تُهمل».