منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني
مرحبا بك في منتدى النضال الفلسطيني

لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من الاخبار العربية والدولية ساعه بساعه, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني
مرحبا بك في منتدى النضال الفلسطيني

لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من الاخبار العربية والدولية ساعه بساعه, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبـــــــــــــــــــار فــلـسطــــــــــــــــين والنـــــــــــــــــــضال
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
(لا يهمني متى أو أين أموت,لكن همي الوحيد أن لا ينام البرجوازيين بكل ثقلهم فوق أجساد أطفال الفقراء والمعذبين, وأن لا يغفو العالم بكل ثقله على جماجم البائسين والكادحين)
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مجدلاني: الحل السياسي بسوريا سيعيد الاعتبار لاولوية القضية الفلسطينية
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالسبت 19 ديسمبر 2015, 3:02 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تدين قتل الشابين احمد جحاجحة وحكمت حمدان
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالخميس 17 ديسمبر 2015, 3:19 pm من طرف montaser

»  جبهة النضال برفح تلتقي بقيادة حركة حماس بمناسبة ذكرى انطلاقتها
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالخميس 17 ديسمبر 2015, 3:15 pm من طرف montaser

» وفد من النضال يهنيء الرفاق في الشعبية بذكرى الانطلاقة
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:40 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تدين اقتحام الاحتلال لمكاتب فصائل المنظمة بجنين
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:35 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تشارك الشعبية بذكرى انطلاقتها بمخيم جرمانا
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:25 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تهنئة الشعبية بمناسبة انطلاقتها في البارد
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالجمعة 11 ديسمبر 2015, 7:16 pm من طرف montaser

» د.مجدلاني يستقبل القنصل الايطالي لويجي ماتيرلو
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالجمعة 11 ديسمبر 2015, 2:38 pm من طرف montaser

» د.مجدلاني يلتقي السفير الصيني لدى فلسطين
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:31 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي في سورية تستقبل وفد اللجنة التحضيرية للمهندسين الفلسطينيين
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:26 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تدين الحكم الصادر بحق النائب جرار
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:23 pm من طرف montaser

» لنضال الشعبي تعقد اجتماعا لفرع المخيمات ولنضال الطلبة وتشارك بندوة حول “الهبة الجماهيرية
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالسبت 05 ديسمبر 2015, 2:37 pm من طرف montaser

» د. مجدلاني يلتقي رئيس ديوان وزير الخارجية البلجيكية
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالسبت 05 ديسمبر 2015, 7:46 am من طرف montaser

» د. مجدلاني يلتقي وفد قيادات شابه من الشرق الاوسط بحضور نواب في البرلمان الاوروبي في بروكسل
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالجمعة 04 ديسمبر 2015, 8:11 am من طرف montaser

» جبهة النضال الشعبي تنعي القائد الوطني الكبير عضو مكتبها السياسي اللواء خالد شعبان
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالجمعة 11 أبريل 2014, 6:24 pm من طرف montaser

» العطاونة يؤكد أهمية الالتزام بمبادئ الإجماع الوطني
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالأربعاء 28 أغسطس 2013, 5:27 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال برفح ينظم دورة تدريبية بعنوان ( إعداد قيادة شابة )
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالإثنين 08 أبريل 2013, 12:18 am من طرف محمد العرجا

» خلال اجتماعه الدوري : شباب النضال برفح يبحث استعداداته لإحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالجمعة 05 أبريل 2013, 11:54 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال في قطاع غزة ينعى شهيد الحركة الأسيرة اللواء\ ميسرة أبو حمدية
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالأربعاء 03 أبريل 2013, 12:35 am من طرف محمد العرجا

»  شباب النضال بقطاع غزة يهنئ المرأة الفلسطينية بيوم المرأة العالمي
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:35 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي مخيم نور شمس :سياسة تقليص الخدمات للاجئين الفلسطينيين تنذر بمخاطر
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:34 pm من طرف محمد العرجا

» د. مجدلاني يلتقي ممثل اليابان ويؤكد دولة فلسطين تسعى لسلام حقيقي وشامل في المنطقة
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:32 pm من طرف محمد العرجا

» وفد من النضال الشعبي يقدم العزاء بوفاة النقابي خالد عبد الغني
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:31 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال بقطاع غزة يعقد اجتماعه الدوري لمناقشة القضايا الشبابية
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 12:11 am من طرف محمد العرجا

» شباب النضال بقطاع غزة يدعو الشباب الفلسطيني لتحديث بياناتهم بالسجل الانتخابي
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالإثنين 11 فبراير 2013, 12:07 am من طرف محمد العرجا

»  شباب النضال بقطاع غزة يدعو المجتمع الدولي إلى حماية أسرانا في سجون الاحتلال
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 11:41 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال بقطاع غزة يهنئ موقع دنيا الوطن لحصوله على المركز الأول في فلسطين
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 11:39 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي برفح تعقد اجتماع موسع لقيادة الفرع و للهيئات التنظيمية والنقابية
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 10:50 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي تنعى المناضل التقدمي الرفيق نمر مرقس
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 10:49 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي تنعى المناضل التقدمي الرفيق نمر مرقس
عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 10:47 pm من طرف محمد العرجا

انت الزائر

.: عدد زوار المنتدى :.


 

 عندما يتراجع القضاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
همام أبو مور
مشرف
مشرف
همام أبو مور


عدد المساهمات : 16064
تاريخ التسجيل : 09/01/2010
العمر : 44
الموقع : قطاع غزة / رفح

عندما يتراجع القضاء  Empty
مُساهمةموضوع: عندما يتراجع القضاء    عندما يتراجع القضاء  I_icon_minitimeالجمعة 01 أكتوبر 2010, 5:00 pm

عندما يتراجع القضاء

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين

من الجرائم في هذا الزمان ، ما يكون البحث فيها جريمة ، والقبض على المجرمين جريمة ، وكأن البحث عن العدل بذاته شق الطريق الى ارتكاب جريمة ، فكيف يظهر العدل ، اذا كان سبيله يبدأ بجريمة وينتهي بجريمة .لقد بدأت الحكاية ، مطلع تشرين أول من عام 2000، فآنذاك قامت قوات الأمن الاسرائيلية ، بقتل ثلاثة عشر عربيا على مداخل قرى ومدن عربية ، وجرحت المئات ، وذلك في خلال مواجهات مع أبناء الأقلية القومية العربية الفلسطينية في الداخل التي خرجت بصدورها العارية رافضة أي مساس بقدسية المسجد الأقصى .ومنذ ذلك الوقت ، والوعي يكاد يفقد وعيه ، ويصبح وعيا بلا وعي ، ذلك بأن القبض على القتلة ، وهم أفراد في قوات الأمن ، ليس مسألة صعبة المنال من جانب اسرائيل ، ولا تنقص الأدلة على ادانتهم ، ومع ذلك فهم لا زالوا القتلة الأحرار الذين تحرسهم الدولة اليهودية الديمقراطية ، بينما دموع أمهات القتلى وذويهم دامعة ساخنة ساخرة من عيون قضاء اسرائيلي تصاب بالعماء متى تشاء ، فهذه أم شهيد تقول : قتلوا ولدي ، وهذه أخته ، قتلوا أخي ، وهذا والده ، لن يعود لي ابني ، وهذه الجماهير العربية غاضبة حانقة ، سائلة بكل الوعي المتوقد بكل ذكاء الحرص على حقها ، فمتى يتحرر القضاء من قبضة الأمن .فثلاثة عشر قبرا تتزعزع لها أنظمة الحكم الديمقراطية ، الا اسرائيل اليهودية الديمقراطية ، فكأن شيئا لم يكن ، فكل قبر شهيد ناطق بكل حقيقة ما جرى ، وكل قبر ينطق بكل تساؤل ودهشة في كل وعي : أين هو قاتل هذا الذي تضمه أطواق هذا القبر ، وما أسباب حريته ؟! .ألم يكن القاتل يحمل بندقية تعود في ملكيتها الى الدولة ، ألم يكن هو من قوات أمن قامت بتدريبها طواقم تدريب تابعة لأجهزة أمن الدولة . أما كان القاتل ، وقت قيامه بالقتل ، في مهمة قمعية أوكل بها من قبل أجهزة قمعية تابعة للدولة ، هل كان ممكنا لفرد في مهمة كهذه ، أن يطلق النار بهدف القتل من غير أمر قد صدر اليه من ضابط يرافقه .وهل كان يمكن للقاتل أن يقتل ، وهو يعلم بأن هناك القضاء الذي يمكنه أن يأخذه الى غياهب السجن ، والى مستقبل وطأته على النفس ثقيلة ، ومريرة ويكاد لا يتراءى فيها سوى ظلام في النفس وكدر في المعيشة .أم أن القضاء كان آخر ما يخطر على البال ، واذا خطر ومر في الذاكرة ، أو جرى على اللسان ، جاءت التوعية توقر في وعي المؤهل ليصبح قاتلا ، بأن القضاء ، لا يسأل جنديا يؤدي مهمته حسب الأوامر ، فاذا أسقط برصاصة قتيلا أو قتلى ، فالقضاء لا يدنو منه ولا يقترب ، وأما لائحة الادعاء ، فلن تجد جهة رسمية في الدولة تفكر في صياغتها ، أما اذا تأزم الحال ، وأصبح لا بد منها ، فليعرف من لا يعرف ، وليتذكر من غزاه النسيان ، او خلت ذاكرته من حقيقة القضاء في هذه الدولة ، ما جرى في مقاضاة جنود وضباط ارتكبوا مجزرة كفرقاسم ، فقد كانت محاكم ، وكانوا قضاة ، وكانوا متهمين من الضباط والجنود ، وكانت صورية المحاكمة وصورية الأحكام وسن العقاب ، دالة على عمق التلازم بين القضاء وبين أجهزة الأمن ، وذلك في شأن الحرص على عدم تنغيص سلامة معيشة جندي يؤدي مهمته حسب الأوامر .وقد يسأل سائل عن عدل في قضاء ، فهذا الذي ذكرنا مثال عدل فر وغادر عقول قضاة ، وذلك حين كان عليهم أن ينطقوا بالحكم في القضية . لقد انزوى العدل طواعية أو قسرا ، فليس هذا ما يتم تقييده في صياغة الحكم ، المهم أنه عندما استدعت مصلحة الأمن أن يغيب غاب ، وحين جاء الأمر العسكري ، أو القرار السياسي التزم الأمر وأطاع القرار .فماذا تنتظر أسرة الشهيد من قضاء يتبخر منه العدل ، في أوقات ، وأوقات مكرسة لطاعة القرار السياسي ، وماذا تنتظر من ساسة قادرين على اصدار قرار يصنعون به خللا في القضاء امعانا في قهر الجماهير العربية ، وأسر الشهداء خاصة بعد أن كانوا قتلوا منهم عددا من الأبناء .وقد يقال بأنه عندما تكون هناك جريمة ، وقد حصلت بالفعل ، وبرصاص دولة فيها قضاء ، وتزعم هذه الدولة بأنها ديمقراطية ، وتملأ المحافل الدولية كلاما عن ديمقراطيتها ، وتشيد دوما بالقضاء وعلو مراتبه ونزاهته ، ويكون القتلة أحرارا ، بل محاطين بحماية أجهزة الدولة الرسمية ، فلا أحد يجرؤ على الاقتراب منهم احتسابا منه لعقاب قاس ينتظره ، فان الثقة بهذا القضاء من جانب المواطنين العرب ، على الأخص ، انما تكون في رتبة تقف أمامها علامات استفهام ناطقة بحقيقة غياب نزاهة هذا القضاء ، ومؤشرة على هذا القضاء ، بأنه أشبه ما يكون بمعجونة طيعة التشكل بعقلية الساسة ومخططاتهم ، فكأنما هندسة بناء هذا القضاء ، وفي أي القوالب يكون خصيصة استراتيجية سياسية مركبة ، ترتسم بها علاقة الدولة مع المواطنين العر ب.ولنقل غير مترددين ، بان الجريمة التي لا تجد في نظام حكم ما شرطة ولا قضاء ، ولا أي جهة رسمية تتحرك سريعا الى القبض على المجرمين ، للانتصاف منهم للدماء التي سكبوها ، فان صمتا كهذا أو عدم حركة كهذه تكشف عن صلة وسائل نظام الحكم هذا بغاياته ، وتفضح ماهيته ، وتثير الشكوك حول علاقته بالجريمة نفسها .وثمة نظام حكم يتأسس على الحق والحرية والعدل ، وتغدو فيه حقوق الانسان مقياسا دالا على الحريات والعدالة والوضع الاقتصادي ، فامتحان نظام كهذا يكون بدلالة حقوق الانسان فيه ، فثمة جريمة تحدث في نظام كهذا يتزعزع لها النظام والمواطنون ، من أعلى رأس فيه الى أكثرهم ضحالة في ادراك ما يحيط به . فسرعان ما يكون البحث عن المجرمين جادا جدا ، وحتى اذا تم القبض عليهم وصدر قرارا حكم قضائي بشأنهم ، ولم تكن ماهية القرار مقنعة للمواطنين ، تراهم يقيمون الدنيا ، ولا يقعدونها حتى يروا العدل بعقولهم ويلمسوه واقعا في حياتهم . فأين هذا من حقوق الانسان في دولة اسرائيل ، فثلاثة عشر شهيدا ، قد تم قتلهم برصاص الدولة ، وهذه الجريمة قد حصلت ، ولم يتم الى الآن القبض على القتلة ، على الرغم من أنهم معروفون ، والأدلة على اداتهم متوفرة وكافية لاثبات بأنهم هم القتلة .وليس هذا وجه الدلالة الوحيد على حقوق الانسان العربي في هذه الدولة ، فالأدلة كثيرة ، لكن الجريمة أقواها ، وشواهد الواقع وحقيقة السياسات الحكومية بليغة الدلالة ، على أن الحقوق كلها ، اما أن تكون مقضومة ، أو منهوشة ، أو مأكولة مسلوبة ، أو منكورة ، أما العدل فقد قدم الدليل على أنه يتراجع أمام الأمن ، يلبس القضاء ثياب الأمن ، ويتمنطق بمنطقه ، وذلك عندما يصبح عليه أن يلتفت الى دماء مواطنين عرب ، قد تم قتلهم برصاصات من بنادق يحملها جنود أو أفراد في شرطة اسرائيل .ولسنا وحدنا ، على هذا الرأي ، فهناك من اليهود وعددهم ليس قليلا ، قد بحثوا في علاقة الدولة بالمواطنين العرب ، ووقفوا عند مسألة الأمن ، وانتبهوا الى أنها ذريعة غير واقعية ، وغير مقبولة ، كأساس تقيم عليها الدولة علاقتها بالمواطنين العرب ، ومن ذلك تناهوا الى مناشدة الدولة الى التماس التواصل والتفاهم والتعايش كمرتكزات تقيم على أساسها هذه العلاقة .ونجد لجنة أور في تقريرها ، وهي تسرد اشكالية المساواة ، تورد الأمن كاعتبار جوهري في تغييب المساواة ، واننا في لفت الانتباه الى مسألة الأمن كذرائعية لمبررات تساق في المرور الى الجريمة ، من دون التوقف عندها ، لا نجد مصدرا لسببية كهذه سوى أن الدولة في تكوينها ليست متفقة مع الموجود الموضوعي للأقلية القومية العربية ، ولذلك فان علاقتها بهذه الأقلية ، لا تقوم الا على القهر .ومن هنا ، من الأزمة الكبرى التي أقامها تكوين الدولة في الذهنية والنفسية والسلوك للقائمين على الحكم في اسرائيل ، في علاقتهم بالمواطنين العرب ، انبثقت كل الأزمات . وكانت دوما نتاج سياسات ، ونجد بأن هذه السياسات المأزومة التي لا تجيد سوى صناعة الأزمة وتصديرها ، نجدها مستمدة بالأساس ، من عقلية سياسية قد تكونت على أساس نموذج عسكري ، العلاقات السائدة فيه مع الطرف الآخر ، العدو ، تقوم على استعمال القوة كوسيلة لتحقيق غاية سياسية ، أي أنها تعطي للارهاب المنظم مشروعية في حل الصراع ، وبذلك توفر للعنصرية سلاحا في الاعتداء على العرب واضطهادهم .وكانت العنصرية دوما تنزع الى تأكيد ذاتها بقهر الآخر ، وهذا بذاته تأثيث لأيديولوجية سياسية تقوم على القوة في علاقتها مع الأقلية العربية . فهي عقلية عسكرية تستعير ألفاظها من السياسة ، وتأخذ مهاراتها في التعبير والتصرف من الدبلوماسية . ولكي لا تفاجأ بمعترضات من داخل مجتمعها اليهودي على استعمالاتها للقوة في شتى صورها ، وحتى منها القتل ، فقد لجأت الى الاعلام ، واتخذت منه وسيلتها في زراعة الخوف في ذهنية المجتمع اليهودي ، بتأسيس صورة للعرب ، بأنهم بمثابة الخطر الذي يسكن بيتنا ، يكمن في داخلنا ، وهي دائبة على التخويف ، كأسلوب تنتزع به من داخل المجتمع موافقة على ممارساتها القمعية ، حتى وان بلغت بها حد القتل ، وهكذا تهيء المجتمع اليهودي الى الانحياز الدائم الى جانبها ، أو على أقل تقدير تجد الأغلبية تؤيدها في قمع ما تدعوه بالخطر الذي يتهدد أمن دولة اسرائيل من داخلها .وليس أكثر توليدا للرغبة في دفع الخطر من الاحساس بفقدان الأمن . وطالما يرسب في الوعي بأن العرب مصدر الخطر ، فكلما زاد عمق الاحساس بالخطر ، فكلما زاد فقدان الحس بمصرع هذا الانسان العربي .ولقد تظاهر العرب احتجاجا ، وتم قتل ثلاثة عشر انسانا منهم برصاص قناصة وأفراد شرطة اسرائيلية . وما تزعزع ، ولا غضب لمصرع أي منهم سوى أفراد أسرته وأبناء جلدته من العرب ، أما ما عداهم فكأن المشهد سينمائي أو تلفزيوني ولا يزيد .فلا قضاء استفزه العدل في حق الدماء ، ولا شرطة سارعت الى اعداد لائحة ادعاء ، ولا وزارة عدل ، ولا رئيس حكومة وجد بأن الجريمة خلل في سلامة النظام . ولا حتى الأغلبية من السكان اليهود في الدولة تحركت الى الشارع رافضة الجريمة ومطالبة بالعدل في حق الأبرياء . لا هؤلاء لامست الجريمة قلوبهم بلوعة ، ولا رقت مشاعرهم للدماء . لقد منحتهم الجريمة احساسا بتأكيد قوتهم ، وأعطتهم فرجا من توتر توهموه وعايشوه فارتاحوا بما جاءت به القوة لهم من الوهم الذي يظنونه الأمان .وعندما تعالت الأصوات العربية وغيرها سائلة عن عدل ينصف الدماء ، أطل النظام بذكائه وراح يلعب مع العرب لعبة الدهاء . تغدو الجريمة رهنا باستراتيجية تستطيل ، من وقت حدوث الجريمة الى ما لا أحد يعرف ، متى يتم القبض على المجرمين ، ولا متى يحل عدل في مسألة كهذه التي يقرر فيها الأمن للقضاء ، ويتم ترتيب خطوط الاستراتيجية في سلم الوقت بذكاء .فلا تعترف الدولة بعدم اكتراثها بالدماء التي سالت ، وانما تلجأ الى لعبة الابتعاد عن الجريمة بالاقتراب منها الى حد الالتصاق ، فأكثر الأماكن أمنا من خطر ، أن تكون في أقرب موقع من الخطر ، وكما شاع في البيروقراطية ، فاذا أردت أن تضيع شيئا فأقم له لجنة ، وهذا ما كان .فمن لجنة أور التي افترشت من الوقت ثلاثة أعوام ، الى مصادقة الحكومة على تقريرها ، كونها لجنة رسمية ، الى السؤال عما يجب عمله مع الأصوات التي تتساءل عن المجرمين ، وعن العقاب ، الى رأي باقامة لجنة أخرى ، تنبثق من حيثيات اللجنة التي سبقتها ، فاللجنة الأولى ، لجنة أور ، توصلت الى أن الذي قامت من اجله ، ليس بالضرورة أن يكون من شأنها ، فحيرت الألباب ، واستخرجت التساؤل من أفواه العرب ، وخاصة منهم أسر الشهداء ، اذ ماذا دعا الى قيامها ، غير الأخذ بالمجرمين الى العدالة ؟! .لكن هؤلاء العرب وهم يبدون استغرابهم ، كانوا مدركين من مجريات عمل اللجنة ، بأنها لن تستقر على ما يريدون لها أن تستقر عليه ، ولذلك قالوا بأن الذي توقعنا حدوثه وجدناه ماثلا أمامنا الآن .كأنما المطالبة بالتحقيق في الجريمة لا علاقة له بالكشف عن المجرمين . وكأن الجريمة رسالة حفرتها الدولة بالرصاص في صدور العرب ، وليس للعرب الا أن يفهموا الرسالة ، وكأن الموقف كله يدلل على حقيقة هي أن البحث في أسباب الجريمة ليس بالضرورة أن يصل الى المجرمين ، وذلك لأن القبض عليهم ، والاقتصاص لدم الأبرياء منهم في حد ذاته جريمة . ولعل هذه هي الحقيقة بعينها التي كانت سببا كافيا للهروب بالصياغة لتقرير لجنة أور ، من الجريمة الى اعادة اكتشاف الأزمة بين الدولة وبين المواطنين العرب ، فهذه الأزمة فرصة أخرى لهروب آخر ، بتوصيف مظاهرات الجماهير بحدة الانفعال التي تتغذى من كراهية ونقمة ، تعود أسبابها الى غياب المساواة ، فعلى عظيم أهمية المساواة ، فقد كان ذكرها غير كاف سببا ، يبرر هربا من رد المظاهرات الى عمق ارتباط الجماهير بهويتها ، بالمسجد الأقصى ، فبالعدوان على هذا كان استفزازها ، ومن أجل هذا كانت المظاهرات وهذه حقيقتها . ما أفضى الى أن اعادة اكتشاف الأزمة ، كانت فرصة كافية لقيام اللجنة بافراغ يديها من المهمة التي قامت من أجلها . فالقتلة أفراد في أجهزة الدولة ، وكانوا ينفذون الأوامر ، ولم يحصل في التاريخ ، أن قامت دولة بمحاكمة جنودها على أوامر قاموا ماهرين بتنفيذها ، فغالبا ما تعطى لهم النياشين والأوسمة ، بعد عودتهم من ساحات القتال .فالقبض عليهم يرتقي في أعراف الدول الى مرتبة الجريمة ، واللجنة التي كانت مهمتها البحث عن الجريمة ، ليست موكلة بأن ترتكب الجريمة . ويبدو بأن اللجنة وصلت الى هنا ، الى مأزق يمس مسألة خلقية تخص الأمن القومي الاسرائيلي ، فتركت الثلاثة عشر قبرا ، فعند الأمن يتراجع العدل ، تماما مثل ما تراجعت قبله وبعده المساواة ، وتماما مثل ما تراجعت الأخلاق وتقدمت القوة تسفك الدماء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عندما يتراجع القضاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني :: المنتدى العام :: خيمة المقالات-
انتقل الى: