مياه مخيم الجليل في بعلبك ملوثة ولا من يسأل

يعاني سكان مخيم الجليل الخاص باللاجئين الفلسطينيين في مدينة بعلبك، ومنذ، أكثر من عشرين يوماً، من أزمة عطش وتلوث جرثومي عال جداً في مياه البئر الارتوازي الذي يغذي الشبكة الرئيسية في المخيم، مما تسبب بإصابات بحمى التيفوئيد وحالات إسهال حاد بين الأطفال.

ورغم انقضاء الأيام العشرين بنهاراتها ولياليها خصوصاً بمعاناة الأهالي، لم تكلف أي جهة رسمية أو إنسانية مد يد العون للفلسطينيين للمساعدة، وفي مقدمها وكالة غوث اللاجئين «الاونروا». وهكذا يترك حوالى الأربعة آلاف مواطن يعيشون في 750 وحدة سكنية تقريباً أزمة عطش صعبة، حيث يستحيل على القسم الأكبر من قاطني الوحدات السكنية، التزود بالمياه عبر الصهاريج، بسبب تداخل المنازل وحؤولها دون وصول الصهاريج إليها.
وليست أزمة مياه الشفة حديثة العهد بل هي تتكرر في المخيم من فترة لأخرى، خصوصاً، انه يمنع عليهم حفر آبار ارتوازية خارج المخيم، لصعوبة سحب مياهها إلى خزان التوزيع الرئيسي.

وكان برنامج الأمم المتحدة للتنمية الريفية المتكاملة لمنطقة بعلبك فقد حفر بئراً، في تسعينيات القرن الماضي، بالقرب من المخيم استفاد منه ابناء المخيم وجواره لفترة من الزمن، لكن مياه البئر خفَّت وبالتالي انقطعت. وبذلك تعاقدت وكالة الاونروا مع مصلحة مياه البقاع لتأمين اشتراك بالشبكة الرسمية، ليلغى العقد بعد حفر بئر ارتوازي بتمويل من الحكومة الايطالية داخل المخيم بعمق 330 متراً وبطاقة ضخ تصل إلى ثلاثة إنشات ونصف الإنش تصل مباشرة إلى الخزان المركزي. حينها ساد غموض وسجلت ملاحظات حول صدقية التنفيذ وفقاً للشروط الموضوعة، والتي توجت بلقاء بين اللجان الشعبية والمدير العام للاونروا في لبنان سيلفا نوري لومباردو. وبعد إجراء الفحوص المخبرية لمياه البئر بعد شهر على تشغيله تبين أن مياهه ملوثة، وتمّ على الأثر عزل البئر عن محيطه عبر تغيير اتجاه اقنية الصرف الصحي القريبة، ثم أعيد فحص المياه مجدداً في ثلاثة مختبرات «مستشفى بعلبك الحكومي، ومختبر تل عمارة ومختبر الجامعة الأميركية»، وكانت النتيجة أن نسبة التلوث مقبولة حيث لا تتعدى العشرة في المئة، وبأنها صالحة للشرب فأعيد ضخ المياه إلى الخزان بعد المعالجة بمادة الكلور.
وليلة الرابع عشر من الشهر الماضي، وبعد هبوط كميات كبيرة من الامطار ظهرت في مياه خزانات المخيم جراثيم واضحة بالعين المجردة، وتغيّر لون المياه إضافة إلى انبعاث روائح كريهة يصعب تحملها. ودفع الوضع اللجان الشعبية في المخيم إلى وقف ضخ المياه من البئر فوراً، ثم عقد اجتماع عاجل مع ادارة الاونروا لمعالجة المشكلة، كما تم الاتصال برئيس بلدية بعلبك بسام رعد، وبرئيس قسم الصحة الدكتور اكرم الرفاعي للمساعدة.

وحملَّت اللجان الشعبية في المخيم المسؤولية لإدارة الاونروا للبحث عن حل سريع وعاجل لتأمين مياه بديلة. والتزمت الاونروا بشراء عشرين صهريج مياه يومياً، ولمدة أسبوع فقط، يصار إلى ضخها على الخزان. وانتهت فترة الحل المؤقت ليل 31 كانون الاول بسبب بدء العام الجديد، لأن استمرارها يتطلب فتح بنود جديدة في موازنة الاونروا لا يستطيع مدير المخيم توفيرها، مما يعني أن على أبناء المخيم التحمل والمعاناة ريثما تتوفر البدائل.
ويحمل أمين سر اللجان الشعبية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ابو جهاد المسؤولية كاملة لوكالة الاونروا، مطالباً المسؤولين فيها بـ «التدخل الفوري لمعالجة التلوث اذا كان ممكناً او ايجاد بدائل سريعة مثل حفر بئر جديدة او الاشتراك بشبكة مياه بعلبك للشفة».

ويناشد ممثل اللجان الشعبية لتحالف القوى الفلسطينية كارم طه السلطة اللبنانية ووكالة الاونروا ومصلحة مياه البقاع والتنظيمات الفلسطينية منح مشكلة مياه الشفة للفلسطينيين في مخيم الجليل أهمية اسثتنائية «لأنه يمكن انتظار اي شيء الا المياه سواء للشرب أم للاستخدام»، مؤكداً أن تلوث مياه المخيم اثبتتها الفحوص التي أجرتها وكالة الأونروا في مختبرات تل عمارة بعد ظهور العوارض الفيزيائية للتلوث على المياه. ويبين طه أن كمية المياه التي كانت تشتريها الاونروا خلال الاسبوع الماضي لم تكن تكفي أكثر من ربع سكان المخيم، «مما يعني أن المخيم بحاجة الى حوالى سبعين صهريجاً يومياً، بكلفة تتجاوز المليون ليرة». ويرى طه أن أهالي المخيم «يطالبون بإجراءات سريعة لتوفير حاجة الناس وإلى تجاوز الروتين الإداري في الوكالة، خاصة بعد زيارة نائب رئيس قسم الصحة في لبنان لدى الاونروا عصام سمارة للمخيم ومغادرته من دون تقديم اقتراح جدي حيث اقتصر ما قاله على السؤال «ماذا يضمن لنا إذا ما تم حفر بئر جديد بأنه سيكون غير ملوث؟».

ويؤكد احمد شاهين، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على مسؤولية اللجان الشعبية في ملاحقة الملف لدى وكالة الاونروا والسلطات اللبنانية والتنظيمات الفلسطينية لانه لا يمكن السكوت عن المجزرة التي ترتكب بحق أبناء المخيم، خصوصا في ظل ظهور حالات مرضية خطيرة.
ويؤكد الدكتور حسني محمود اصابة امراة من أبناء المخيم بحمى التيفوئيد في خلال الأسبوع الماضي، مشيراً إلى تفشي حالات إسهال حاد لدى الأطفال الأمر الذي يتطلب تنقية مياه الشرب قبل أن تتفشى الأوبئة في المخيم.

الرفاق الاعزاء
تحية النضال و العودة
اليوم 14\1\2010 تم التعاقد مع مصلحة مياه البقاع على ان يتم تزويد المخيم ب 150 متر مكعب يوميا من المياه لمدة عام اعتبارا من اليوم بقيمة 23231000 ل . ل دفعت من قبل الاونروا و سجل العقد باسم اللجنة الشعبية - مخيم الجليل ممثلة بالاخوة عمر قاسم , اسامة عطواني ( م ت ف ) وليد عيسى , يوسف كايد ( تحالف ) و سيبدأ ضخ المياه من احدى الابار القريبة من المخيم اعتنارا من الغد
اما البئر الملوث داخل المخيم سيتابع مع ادارة الاونروا بعد بدء ضخ المياه من مصلحة المياه و لن تقبل اللجنة الشعبية الا بعزل البئر بشكل صحيح حتى يتم الاستفادة منه من جديد

بلال اسامة

الاخ بلال المحترم

تحية طيبه وبعد
شكرآ لك لتزويدنا في مجريات الموضوع وموتابعت الاخبار عن قرب ونشكر جهودك البناء

عقد لقاء بين اللجنة الشعبية و ادارة المنطقة في الاونروا بحضور مدير المنطقة الجديد الأستاذ محمد عطية و تم الاتفاق على الطلب من المدير العام للاونروا بتشكيل لجنة من المهندسين المختصين للتحقيق بأسباب التلوث و كيفية المعالجة و اعتبر الجميع بأن التعاقد مع مصلحة المياه هو حل مؤقت و المطلوب معالجة تلوث البئر بكافة الوسائل و محاسبة المسؤولين على عدم التنفيذ بحفر و عزل البئر بشكل صحيح

بلال اسامة

شكرآ لك لمتابعة الموضوع