الاحتلال يبرّئ الجاني ويجرّم الضحية: اعتقال طفل مقدسي دهسه مستوطن!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

Uploaded with [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الطفل عمران منصور

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، الطفل عمران محمد منصور (11 عاما) من بيته في حي وادي حلوة في بلدة سلوان، واقتادته إلى السجن، متجاهلة حالته الصحية السيئة الناجمة عن تعرضه للدهس المتعمد من قبل مستوطن متطرف على مدخل البلدة قبل أسبوعين.
وقال والد الطفل لـ«السفير»: «قبل أسبوعين دهس مستوطن ابني أمام عدسات الكاميرا في مدينة القدس. كان المشهد مرعبا، عندما رأيت الصور قلت إن ابني قد انتهى، لكن الله نجّاه. يوم أمس اعتقلوه وكأن وجوده سيزيل دولة إسرائيل. كان وضعه الصحي سيئا فهو مصاب بكدمات ورضوض ويعاني من آلام في جسده، أخشى أن يحصل له مكروه لا سيما أنهم لا يفرقون بين طفل ورجل». وأضاف «لم يسمحوا لنا بمرافقته، وطلبوا منا الحضور إلى مركز الشرطة، وها نحن ننتظر هناك أن يسمحوا لنا برؤيته».
وكان الطفل منصور بصحبة عدد من الفتية يرشقون الحجارة باتجاه مستوطنين على مدخل حي سلوان عندما هاجمهم المستوطن ديفيد بيري، وهو رئيس لجنة الاستيطان في الحي، بسيارته ودهس اثنين منهم، حيث أصيب عمران بجروح متوسطة (يمكن مشاهدة الحادث على الرابط: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وبعد الحادثة استدعت الشرطة الإسرائيلية المستوطن بيري الذي قال إنه كان يدافع عن نفسه وخرج بعد استجوابه بدقائق.
وقال والد الطفل إن «المستوطن الذي حاول قتل ابني أفرج عنه. لو كان الأمر عكسيا ودهس فلسطيني طفلا إسرائيلي لأطلقت النار عليه على الفور، فالشرطة رفضت أن نقدم شكوى ضد المستوطن لأن لا فائدة من ذلك برأيها، ونحن نتساءل كيف يمكن أن يتحدثوا عما يسمونه بالعدالة الإسرائيلية في الوقت الذي يتعرض فيه أطفالنا للقتل وهم يتسترون على قاتليهم».
بدورها قالت والدة الطفل إن الحادثة أثرت على سلوك عمران كثيرا «فهو يستيقظ مذعورا في الليل. يعيش في حالة من الخوف الدائم وإن كان أحيانا يكابر. كما أن أكله وشربه خفا بشكل كبير وفي معظم الأوقات يتألم بسبب الرضوض في ظهره وكتفه، وأحيانا كثيرا تراه شارد الذهن». وأضافت «لا أعلم ماذا سيحل به داخل السجن، بالتأكيد سيضربونه، إني خائفة على حياته».
وكانت الكنيست الإسرائيلية عقدت جلسة خاصة عقب حادثة الطفل عمران، وطالب خلالها أعضاء فيه بقتل أي فلسطيني يلقي الحجارة ويشكل خطرا على حياة الإسرائيليين، فيما دعا آخرون إلى اعتقال ذوي الأطفال المتورطين بإلقاء حجارة على الجيش والمستوطنين.
وتسود بلدة سلوان حالة من التوتر في ظل المسيرات الاستفزازية شبه اليومية التي ينظمها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال.
وقال رئيس لجنة الدفاع عن وادي حلوة في حي سلوان جواد صيام إن الوضع في البلدة أشبه بالجحيم فهناك حالة من الخوف تسود صفوف الفلسطينيين في ظل عربدة المستوطنين واحتمال قيامهم بقتل أي شخص في أي لحظة.
وقتل الشاب سامر سرحان واعتقل وأصيب المئات منذ بدء الحملة الإسرائيلية ضد حي سلوان قبل نحو 6 شهور. وتقول إسرائيل إن في البلدة 130 مبنى غير قانوني تريد هدمها، منها 88 منزلا في حي البستان.
وقال صيام إن الإسرائيليين «يركزون حملاتهم حاليا على ثلاث مناطق أساسية في سلوان، وهي وادي حلوة وحي البستان ومنطقة بطن الهوى»، لافتاً إلى أنّ «الهدف من ذلك هو تحويل هذه المناطق إلى مناطق يهودية بالعقارات والسكان». وأشار إلى أنه «في منطقة وادي حلوة يخططون لبناء ما يسمونه مدينة داود، وطرد ستة آلاف فلسطيني يسكنون فيها. وفي حي البستان يريدون إقامة حديقة توراتية بعد هدم 88 منزلا فيه وتهجير 1500 مواطن من هناك. كما أنهم يخططون لتهجير نحو ألفي فلسطيني من منطقة بطن الهوى التي يقولون إنها كانت مملوكة ليهود في عشرينيات القرن التاسع عشر».