جزائري 'يخرج عن القانون' في فلسطين

خرج المخرج الجزائري رشيد بوشارب عن القانون، في مدينة رام الله بالضفة الغربية، ونقل نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي إلى أزقتها، عبر عرض الاختتام لمهرجان القصبة الدولي السينمائي الخامس، مساء أمس الاثنين.

'تحيا الجزائر' عبارة رددها العشرات من الحاضرين على مدرجات مسرح وسينماتك القصبة في قلوبهم، بعد أن ترددت عشرات المرات في أحداث الفيلم 'خارج عن القانون'، التي تستمر من عام 1924 حتى استقلال الجزائر عام 1962.

ولامس الفيلم مشاعر المتابعين الفلسطينيين، عندما تناول مرحلة الثورة الجزائرية، وبداية تأسيس جبهة التحرير، في مدن الصفيح والسجون الفرنسية، وكيف ثار الجزائريون على المحتل، وقدموا ما يزيد عن مليون شهيد لينالوا استقلالهم في النهاية.

ويكشف الفيلم عن حقيقة الاستعمار الفرنسي، وكيف نهبت أرض الجزائريين وتركوا للعيش في العراء، من خلال تسليط الضوء على معاناة عائلة جزائرية استولى الفرنسيون على أرضها، وصارت في العراء.

وعبر هذه العائلة يسلط الفيلم الضوء على مظاهرات الثامن من أيار عام 1945 بمدينة سطيف، وعمليات القتل والاعتقال الجماعي، حيث قتل رب العائلة، واعتقل ولده الأكبر عبد القادر وزج بالسجن، فيما أجبر شقيقه مسعود على الالتحاق بالجيش الفرنسي والقتال في أفغانستان، ورحل الأصغر سعيد مع أمه إلى فرنسا.

ومع عودة مسعود من فيتنام، وإطلاق سراح عبد القادر، اجتمعت العائلة من جديد، ليبدأ عبد القادر ومسعود إنشاء نواة جبهة التحرير الجزائرية في فرنسا، انطلاقا من مدن الصفيح التي كان يقطنها الجزائريون الذين كانوا يعملون في المصانع الفرنسية.

وبعد فترة من النضال والكفاح المسلح، انتهى الأمر بعبد القادر ومسعود شهيدين، واندلعت شرارة المقاومة والكفاح في الجزائر، وليعم هتاف 'تحيا الجزائر' كل المحافل، حتى نالت الجزائر استقلالها في العام 1962.

ولاقى الفيلم 'خارج عن القانون' غضب اليمين واليمين المتطرف الفرنسي، الذي يرى وفق المتابعين أن قصة الفيلم جاءت لتحرف التاريخ وتفتح جراح الحرب، خاصة في تركيزه على المعاناة التي كان يعيشها الشعب الجزائري تحت الاحتلال.

ويقدم المخرج بوشارب مناضلي الجبهة على أنهم أفراد منظمة ذات نفوذ موصول بقضية شعب، وليس ما كان يروج له على أنه صورهم على أنهم أفراد عصابات.

وما أن اختتم العرض، حتى سارع الجمهور الفلسطيني بالتصفيق الطويل، لفيلم صور نجاح الكفاح المسلح والثورة في تحقيق حرية الشعوب، في مشاهد لامست لدى الفلسطينيين جراحا وأمنيات بالتحرر وإقامة الدولة.

الشابة أمل عبده، عبرت عن تأثرها الشديد بالفيلم، وأشارت إلى أن اختياره للعرض الختامي للمهرجان الذي انطلق في السابع من الشهر الجاري كان موفقا، لأنه يسلط الضوء بطريقة فنية وسينمائية جميلة على قضية وطنية.

وأضافت: 'هذا الفيلم يعني لنا الكثير، يمثل ويعكس تجربة نضالية ناجحة ضد الاستعمار وهو ما نحتاجه نحن الفلسطينيون للاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى، لكي نقيم دولتنا ونتخلص من الاستعمار الإسرائيلي الجاثم على صدورنا'.

وهو ما أشار إليه الشاب أيمن عوض قائلا: 'الفيلم يفرح ويبكي، مشاهد نعيشها يوميا، عاشها الجزائريون منذ زمن وها نحن اليوم نعيشها، اعتقال وقتل وشهداء وتدمير منازل، وانتصارات للثورة انتهت بالاستقلال'.

وأضاف: 'اعتقد أن رشيد بوشارب استطاع أن يلخص حقبة زمنية كبيرة من النضال الجزائري ضد الاستعمار، من خلال عكس قصة إنسانية لثلاثة أشقاء، كلهم عملوا من أجل الثورة، والتي تكللت بالنجاح في النهاية'.