صحيفة: أزمة بين العسكر والحكومة التركية بسبب سوريا وإسرائيل

شفت مصادر صحفية تركية عن ازمة جديدة بدأت تنشب بين حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان والجيش بسبب العلاقات مع سوريا ودورها في اثارة غضب اسرائيل.

وذكرت صحيفة "ستار" المقربة من حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوجان أن الرئيس الثاني في رئاسة الأركان التركية الجنرال أصلان جونير طالب في تقرير أعده بوقف الاستعدادات لتوقيع اتفاقيات عسكرية شاملة مع دمشق أعد لتوقيعها في نوفمبر/تشرين الثاني الحالي ، بذريعة ان الظروف غير مناسبة لتوقيع هذه الاتفاقية لأنها ستثير غضب إسرائيل.

وكان اجتماع عقد في سوريا أكتوبر/تشرين الأول شارك فيه وزراء من البلدين تقرر فيه تعميق التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية ، وتشكيل لجان للتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والتدريب والمناورات العسكرية والصناعات الدفاعية.

وكلف قائد الجيش التركي الجنرال إيشاق قوشنار جونير باعداد تقرير حول "الحوار العسكري" بين تركيا وسوريا المتوقع عقده في الفترة بين 21 إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني بهدف عرقلة التعاون التركي السوري، بل منع انعقاد هذا الاجتماع.

ونقلت جريدة "السفير" اللبنانية عن الصحيفة التركية "ان جونير قدم التقرير فعلا إلى رئاسة الأركان، حيث حذر من أن إقامة مثل هذه الاتفاقات الواسعة سيثير غضب إسرائيل، وأن الظروف السياسية ليست مساعدة لعقد مثل هذا الاجتماع" ، مؤكدا "ضرورة استمرار العلاقات الجيدة مع إسرائيل".

ومعروف عن جونير انه متشدد ضد الاسلاميين، وهو نفسه له سوابق في التعامل السلبي معهم عندما غادر مكانه بين مستقبلي جول في مطار انقرة لدى عودة الاخير من قبرص في 19 ايلول 2007 كي لا يضطر الى مصافحة زوجة الرئيس المحجبة خير النساء.

تجاوز الأزمة

في سياق متصل ، دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جون كيري تركيا وإسرائيل الى تجاوز التوترات الأخيرة بينهما وتجديد صلاتهما الوثيقة للمساعدة في جهود التسوية في الشرق الأوسط .

وقال كيري خلال زيارة قام بها الى أنقرة إن عودة العلاقات بين الطرفين إلى طبيعتها "تساعد في إقامة علاقات بين إسرائيل وسوريا ولبنان".

وأضاف أنه "من المهم أن تجدد تركيا وإسرائيل علاقاتهما وتعيدان المياه إلى مجاريها"، مشيرا إلى أنه يتفهم ما وصفه برد الفعل التركي القوي على الهجوم الإسرائيلي، وقال إن "إسرائيل اعترفت بارتكاب بعض الأخطاء".

وكانت تركيا قد جددت الثلاثاء تأكيدها أن إعادة العلاقات مع إسرائيل مرهونة باعتذار تل أبيب عن الهجوم على أسطول الحرية أواخر مايو/أيار الماضي وتعويض الضحايا، وسط دعوة أمريكية إلى تحسين العلاقات بين الجانبين.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو خلال زيارته لإيطاليا إن عودة العلاقات مع إسرائيل لن تكون ممكنة إلا بعد الاعتذار رسميا والتعويض عن ذلك الهجوم الذي وقع في المياه الدولية قبالة شواطئ قطاع غزة.

وأشار إلى أن هذا الهجوم لو قام به بلد آخر "فبالتأكيد كان سيعاني من عواقب وخيمة مثل فرض عقوبات دولية عليه".

ولفت إلى أن الإجراءات التي اتخذتها تركيا بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية -الذي قتل فيه ثمانية ناشطين أتراك وأمريكي من أصل تركي- لم تكن فقط لإطلاق سراح مواطنيها، بل أيضا مواطني البلدان الأخرى.

يشار إلى أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا تدهورت بعد الهجوم على أسطول الحرية يوم 31 أيار/مايو الماضي، مما دفع أنقرة إلى سحب سفيرها في تل أبيب وطالبتها لاحقا بالاعتذار وتعويض الضحايا، إلاّ أن طلبها لم يلق أي استجابة من الجانب الإسرائيلي.