مركز شؤون المرأة يعقد فعالية بمناسبة الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة

عقد مركز شؤون المرأة اليوم فعالية بمناسبة الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد النساء وذلك في فندق بيتش بمدينة غزة بحضور لفيف من ممثلي وممثيلات مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والمهتمين.

وقد افتتحت آمال صيام المدير التنفيذي لمركز شؤون المرأة الفعالية بكلمة طالبت خلالها كافة الجهات المسئولة بالعمل على تبني قوانين توفر حماية أكثر للنساء وتكون كفيلة بوضع حد للعنف الذي يمارس بحقهن.

كما طالبت صيام كافة القيادات السياسية بالعمل الجاد على إنجاز المصالحة الوطنية لما للانقسام من أثر سلبي على المرأة التي أصبحت تدفع فاتورة الاحتلال وفاتورة الانقسام وشددت على ضرورة تكثيف جهودها نحو تمكين النساء من أجل توسيع الخيارات أمامهن.

وأكدت صيام أهمية تكثيف الفعاليات من أجل نبذ العنف بشكل عام وضد النساء بشكل خاص واعتباره مساساً وخروجاً على حقوق الإنسان وكافة الاتفاقات التي أبرمت بهذا الشأن وخاصة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء سيداو وكذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأضافت أن استمرار ظاهرة العنف بحق النساء يدق ناقوس الخطر بأنه الظاهرة ما زالت تتزايد وتشكل انتهاكاً حقيقاً ضد النساء وكذلك تحد من فرص تمكين النساء ومساهمتهن في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وفي كلمته أكد الكاتب الصحفي هاني حبيب أن الإعلام الفلسطيني كان عاجزاً على متابعة قضايا المرأة الاجتماعية إلا انه على الجانب الآخر بالغ كثيراً عندما وضع المرأة في طقس قدسي نمطي أبعدها عن كونها إنسانة طبيعية تبكي على فلذات كبدها وتتألم لدى أي عنف ضدها أو ضد غيرها.

وأضاف أن الإعلام الفلسطيني كان أكثر تقصيراً في تناول قضايا النساء وهو يعالج ويعمل على الجبهتين السياسية والاجتماعية وكأنه يعتقد أن المبالغة في تقديسها نضالياً في مواجهة الاحتلال يعفيه من معالجة المستويين السياسي والاجتماعي الأمر الذي يمنحه نوعاً من الرضا المزيف.

وأكد حبيب أنه ليس وظيفة الإعلام أن يكون انعكاساً للواقع بكل مساوئه إنما يعكس مستقبل التغيير الذي نطمح إليه لنقل المجتمع خطوة إلى الأمام.

وفي كلمتها حول أثر الانقسام على واقع المرأة الفلسطينية أكدت الكاتبة والباحثة دنيا الأمل إسماعيل أن هذا الواقع شكّل انقساماً عميقاً في العائلة الفلسطينية، وأصبح عبئاً ثقيلاً على المرأة الفلسطينية التي وجدت نفسها تواجه تحدّيات جديدة وخطيرة إلى الحد الذي يمكن وصفها فيه بأنها تحدّيات مست – عميقاً- وجود المرأة نفسه، ونضالاتها التاريخية من أجل الحفاظ على اللحمة الفلسطينية وحماية الهوية الوطنية المتماسكة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت أن هذا الوضع جعل المرأة تشعر بأنّ هذا الوضع الخطير والذي لم نشهد له مثيلاً في تاريخنا الفلسطيني، حتى في أحلك فترات الخلاف الوطني والفصائلي يتطلب عملاً دؤوباً منها سواء كانت أماً أو أخت، ابنةً أو زوجة، في محاولة منها لتلافي الانقسام الحاد الذي عكس نفسه بمرارة بالغة على الأسرة ،التي تشكّل صمام الأمام لها.

وفي كلمتها عن دور المؤسسات الأهلية النسوية في متابعة ظاهرة العنف ضد النساء أكدت فريال ثابت مديرة مركز صحة المرأة -جمعية الثقافة والفكر الحر أن المؤسسات النسوية لعبت دوراً ريادياً ومبكراً في مناهضة العنف ضد المرأة منذ باكورة عملها إيمانا منها بمواجهة العنف السياسي الموجهة ضد المجتمع الفلسطيني وكذلك عملت علي أبراز قضية العنف ضد المرأة وحقوقها الاجتماعية والسياسية من خلال العديد من البرامج الخدماتية والتدريب والأبحاث والضغط والمناصرة والأعلام.

وأضافت أن المؤسسات النسوية واجهت ثقافة نمطية تبريرية للعنف ضد النساء وأحيانا كثيرة هي من قيادات مجتمعية وأن المؤسسات النسوية اجتهدت في التدخلات ولكنها لم تتمكن من توحيد الجهود وإيجاد دليل وطني تكاملي بين المؤسسات الأهلية والحكومية.

وتضمنت الفعالية عدة فقرات فنية فعلى إيقاع الناي ألقى الشاعر فايق أبو شاويش قصيدة يناقش فيها مشكلة إجبار الفتيات على الزواج من أنباء أعمامهن فيما قدمت الكاتبة سعاد أبو ختلة فقرة نثرية عالجت فيها وعلى إيقاع الموسيقى المصاحبة ظاهرة الرغبة في المولود الذكر ورفض إنجاب الفتيات.

وتضمنت الفعالية كذلك تقريراً مصوراً قصيراً لاستعراض آراء عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين حول ظاهرة العنف كما تم عرض فيلم الصورة الغائبة الذي يناقش صورة المرأة في الإعلام الفلسطيني وهو من إنتاج برنامج الفيديو بمركز شؤون المرأة وشبكة معاً.

وتم في نهاية الحفل تكريم الإعلاميات الفائزات اللواتي شاركن في مسابقة كان قد أطلقها المركز حول تحسين صورة المرأة في الإعلام فيم اختتمت الفعالية بأغنية عن المرأة للمطرب مسعود الدريميلي.