بيان سياسي صادر عن جبهة التحرير الفلسطينية في ذكرى العدوان على غزة

اكدت جبهة التحرير الفلسطينية في الذكرى السنوية الثانية للعدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة الذي لحقت به وبأهدافه هزيمة كبرى بفضل الصمود الأسطوري الذي أبداه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والبسالة العالية لمقاتلي الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، والتضامن الفعال الذي أبدته شعوب الأمة العربية وجميع قوى الحرية والتقدم في العالم ،
وقالت دائرة الاعلام والثقافة لجبهة التحرير الفلسطينية في بيان صحفي ان ما خلفته الحرب الشرسة من سقوط 1400 شهيد، وأكثر من 5000 جريح واغلبهم من المدنيين الأبرياء، إضافة الى تدمير واسع في منازل المواطنين العزل، والتي توفرت لها كل الظروف المؤاتية الخارجة عن كل ضوابط وفي مقدمتها الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، والانقسام العربي، والموقف الدولي المنحاز لجانب إسرائيل. وعلى الرغم من الصمود البطولي الذي أبداه أبناء شعبنا ، فإن الاستثمار السياسي لهذا الصمود، وهذه التضحيات الهائلة لم يتحقق بسبب الانقسام الداخلي واستمرار تداعياته الخطيرة.

واكدت جبهة التحرير ان مجابهة التحديات التي تواجه قضيتنا الوطنية، يتطلب الإسراع في إنهاء الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني، وإعادة اللحمة الوطنية بين شطري الوطن، والشروع بحوار وطني شامل ينهي تلك الحالة المأساوية، والاستناد الى ما توصلت إليه الفصائل والقوى الفلسطينية في حواراتها السابقة والعمل على التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة،وترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء وتفعيل وتطوير م.ت.ف لتشمل كافة ألوان الطيف الوطني السياسي والاجتماعي ، باعتبار ذلك مهمة وطنية مركزية عاجلة لا تقبل التأجيل، والتوجه لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات للمجلس الوطني، والإسراع في تشكيل جبهة مقاومة مشتركة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي على شعبنا، والتي طالما دعونا لذلك مراراً ولم يستجب لها للأسف حتى الآن.

واضافت ان قطاع غزة يخضع لحصار ظالم تغلق فيه كل المعابر ويحرم فيه أبناؤه من وسائل الحياة الأساسية من الغذاء والدواء والمواد الضرورية لإعادة بناء ما دمرته الحرب العدوانية الإسرائيلية، كما يستمر الاحتلال بسياسة مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وإقامة مئات من الحواجز بين المدن والقرى و المخيمات في الضفة الفلسطينية المحتلة، وفي سياسة تهويد القدس وتغيير طابعها الديمغرافي.

وقالت الجبهة إن انتصار إرادة الشعب الفلسطيني تتطلب ترتيب البيت الوطني الفلسطيني والعربي الداخلي من خلال إنهاء الانقسام والعودة الى الحوار الوطني الفلسطيني الشامل واستعادة الوحدة في الأوضاع الفلسطينية الداخلية على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة.

ودعت الجبهة جميع الفصائل لوضع استراتيجية دفاع مشترك لمواجهة ما يخطط له الاحتلال من شن عدوان جديد على قطاع غزة .

وتوجهت جبهة التحرير الفلسطينية في الذكرى السنوية الثانية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بالتحية لأرواح الشهداء والى الجرحى والى كل الذين ما زالوا مشردين تحت الخيام، و دعت إلى فك الحصار عن قطاع غزة الباسل والى فتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح لتوفير متطلبات الحياة وإعادة بناء ما دمره العدو في قطاع غزة ،وطالبت المجتمع الدولي وكل المدافعين عن الحرية والتقدم والسلام في العالم إلى تنظيم جهد مكثف لوقف مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات الصهيونية في الضفة الفلسطينية المحتلة ومواجهة سياسة تهويد القدس ووقف العدوان وأعمال الاغتيال والاعتقال اليومي ورفع الحواجز، والى جلب مجرمي الحرب من القادة الصهاينة إلى المحاكم الدولية على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ودعت الجبهة في ختام بيانها إلى تضامن عربي فعال لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والضغوط الأمريكية المستمرة لتحرير كل الأراضي العربية المحتلة وللعمل على بناء مجتمعات عربية تجسد طموحات شعوبنا في التقدم والمساواة والتنمية والحريات الديمقراطية والتعددية السياسية.