فلسطينيو لبنان يفتقرون إلى كل شيء من المدارس إلى... المقابر!

وضعت "المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان" (شاهد) الإصبع على الجرح في الدراسة الميدانية الحديثة التي أعدتها عن "واقع واحتياجات المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان".

معلومات "فاقعة" بفجاجتها يمكن اكتشافها في هذه الدراسة ومنها على سبيل المثال لا الحصر بأن بعض المخيمات الفلسطينية لا مقابر فيها، ويضطر اللاجئون فيها الى دفن موتاهم في مقابر المخيمات الأخرى أو في مقابر خارج المخيمات مقابل دفع مبالغ كبرى.

بيئيا، فإن حاويات النفايات في معظم المخيمات غير كافية، وكثيرا ما توضع بالقرب من بعض المرافق الحساسة، وهذه الحاويات في معظمها مكشوفة ولا ترش بالمبيدات دوريا وتنتشر فيها الحشرات والقوارض. سكنيا، لا يخلو مخيم فلسطيني من وجود عشرات المنازل غير الصالحة للسكن، لكون سقوفها لا تزال من ألواح الزنك، أو بسبب وجود تشققات فيها، ما يسبب خطرا على حياة ساكنيها. كما أن معظم المنازل صغيرة المساحة كثيرة الاكتظاط، وبسبب بقاء مساحة المخيمات على حالها وتعذر التوسع الأفقي، وعدم السماح للفلسطيني بالتملك خارجها، فإن الأبناء يعمدون الى البناء فوق منازل ذويهم في توسع عامودي. الى ذلك فإن المياه في معظم المخيمات غير صالحة للشرب بسبب التلوث وارتفاع نسبة الكلس فيها لذا انتشرت محال تكرير المياه التي شهدت إقبالا كثيفا رغم عدم وجود رقابة على توافر الشروط الصحية فيها.

ولاحظت الدراسة أن الحركة الثقافية في المخيمات بدأت بالركود، وانخفضت وتيرة سير عجلتها حيث تغيب الأنشطة الثقافية ومعارض الكتاب والمحاضرات العامة وتشكو المكتبات العامة على قلتها غياب زائريها. أما تربويا، فإن مدارس وكالة الغوث (الأونروا) فإنها تفتقر في معظمها الى الكثير من التجهيزات، فالمكتبات -حيث وجدت- لا تتوافر فيها الكتب والإصدارات العلمية الحديثة وأجهزة الحاسوب والأثاث المناسب للمطالعة.

كما أن الملاعب صغيرة وغير آمنة لممارسة الرياضة والمختبرات بدورها لا تحتوي على المواد والتجهيزات الضرورية لشرح التجارب العلمية الموجودة في المناهج الدراسية.