من مارون الراس.. كلمات عشق فلسطينية

لا دم كدمكم.. لا جباه كجباهكم. من أين أحضر أكاليل الغار لأكلل رؤوسكم العالية، ومن أين أنسج عقود الياسمين لأزين رقابكم السامقة، ومن أين أجمع أوراق الحبق لأعطر أجسامكم الندية؟ أنى لحناء الدنيا أن يخضب تلك الأيادي التي ألقت حجارة على مغتصب الأرض. أنى لكحل العالم أن يكحل تلك العيون التي جالت فوق هضاب الوطن. أنى لكل السيوف أن تكون أقوى من سواعدكم، ولكل الرصاص أن يكون أقوى من دوّي صوتكم، ولكل الحدود الشائكة والأسلاك المكهربة أن تكون أقوى من إرادتكم. أين تختزنون كل تلك الشجاعة، وأين تكتمون كل هذا الغضب، وأين تخفون كل هذا الوجع؟ أين يعيش كل هذا الحب لفلسطين، وأين يحيا كل هذا العشق للأرض المخضرة؟! كيف لزهرة عشرينية أن تتسلق السواتر الحديدية غير آبهة بالحقد الدامي الآتي من محتلّ جبان؟! كيف لوردة ربيعية أن تقارع رصاص الرشاشات المحمية والخائفة؟ كيف لفتاة أن تتسلق جبالاً وتنحدر في أودية لترفع شارة النصر في وجه محتل؟ خمسون ألفاً أو يزيدون. جيوش جيوش، جحافل جحافل، غطوا التلال بأجسادهم، غرزوا أظافرهم في الأرض ليصلوا إلى فلسطين. مثل أشعة الشمس، مثل خيوط النمل، مثل جموع النحل، مثل نسيم الزهر. كأشجار الزيتون، كزهر البرتقال، كالرعد.. كالوعد.. كالعهد.. كالمجد. زاحفون.. زاحفون هذه فلسطين وهذه أرضنا سندخلها.. سندخلها إن لم يكن اليوم.. فغداً قادمون.. قادمون مع ضوء القمر، عند صلاة الفجر، مع حبات المطر. سنطلع من ثقوب الأرض، من تحت الصخور، سنصل مع الموجات والنسمات والبسمات والدمعات. سننبت مثل الزعتر وزهر الحنون وسنابل القمح. لا أعزّ من الأرض ولا أغلى من الوطن. الأرض أرضنا, والبيت بيتنا, والحق حقنا. مارون الراس صارت مثل جنين ودير ياسين وغزة. في مارون الراس طوينا صفحة النكبة، وافتتحنا عهد العودة. سلام عليكم أيها الفلسطينيون سلام عليكم قبل مارون الراس سلام عليكم بعدها. رأفت مرة المسؤول السياسي لحركة حماس في بيروت