المخيمات الفلسطينية في لبنان تستعيد نبض الثورة : فلسطين عروس مهرها الدماء

إستعادت المخيمات الفلسطينية في لبنان نبض الثورة، "فلسطين عروس مهرها الدماء"، شعار رفع على صفيح زينكو داخل مخيم عين الحلوة، أبناء المخيمات فخورون باللاجئين الفلسطينيين الذين سالت دمائهم في الجولان ومارون الراس وحدود أخرى مع فلسطين التاريخية، دم يسيل في "طريقهم" الى فلسطين وليس في زواريب الإقتتال الداخلي، وهو "أسس" لمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني في لبنان قرع معها اللاجئون "أجراس العودة"، وهي ستستمر وتنمو وتتفاعل على حد ما يؤكده سكان المخيمات الفلسطينية في لبنان.

سكان عاصمة الشتات الفلسطيني أي مخيم عين الحلوة، نسوا وجع معاناتهم وبؤسهم، وهللوا لدماء فلسطينية سالت في المكان الصحيح، ولإستعادة ثوابت فلسطينية كحق العودة، التي لطالما ناضلوا ردحا طويلا من أجلها وقدموا الشهداء، ثوابت كادت تغرق في مستنقع عملية "تسووية" إستسلامية مذلة مع عدو ثبت أنه لا يفهم إلا لغة المقاومة والنار.

الناشطة الشبابية مريم الخطيب، قالت "أعدنا كفلسطينيين ترتيب أولوياتنا، فلسطين أولا، العودة أولا والقتال باللحم الحي عنوان المرحلة"، الفتاة مقتنعة بكلامها هذا ولا تراه خطابا حماسيا، لا بل دعت الى "أيام فلسطينية عدة على الحدود اللبنانية - الفلسطينية وليقتلوا منّا ما يشاؤون".

خالد شاب فلسطيني مقرب من حركة "فتح"، جنس قبل سنوات وخدم كمجند في صفوف الجيش اللبناني، حدّثنا عن شعور متنام لدى سكان عين الحلوة "العودة حقيقة واقعة وليست مجرد حلم" قالها بلغة جازمة، تفاؤله هذا مرده على ما يقول "الى أجواء إجتاح مؤخرا المخيمات الفلسطينية، بالمقاومة نحقق العودة، وشعبنا يختزن طاقات وأساليب نضالية مقاومة سيعجز العدو عن التصدي لها"، ويضيف الشاب خالد بعد مواجهتي الجولان وسقوط قوافل الشهداء كما مواجهة مارون الرأس، "إكتشف اللاجئون مدى حبهم لفلسطين وتمسّكهم بحق عودتهم كحق مقدس لن يسقط مع تقادم الزمن".

في عين الحلوة إعتزاز بعطاءات دم فلسطيني أكد على ثوابت أبناء المخيمات في حقهم بالعودة الى الديار التي هجروا منها، "نضال شعبنا سيستمر ولن نتقاعد، نحن سنرهق النضال ولن نتعب، بوصلتنا كانت وستبقى فلسطين مهما بلغت التضحيات"، قال ذلك فؤاد عثمان المسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

في المخيم "حماسة" فلسطينية لعودة مفاهيم ثورية غيّبتها متاهة صراعات النفوذ ومشاكل "أبوات" المخيم. وأينما تجول في أحياء البؤس داخل المخيم ترى اللافتات المؤكدة على حق العودة والتمسك بخيار المقاومة "وحده الكفاح المسلّح يقودنا الى تحرير فلسطين" جاء ذلك في لافتة رفعت مع عشرات اللافتات في أحياء المخيم، أدار الفلسطينيون ظهورهم لمجتمع دولي يعتمد إزدواجية المعايير، مجتمع ما أعاد حقهم في العودة ولم يطبق القرار 194، أغان وطنية وثورية صدحت من مكبرات الصوت تخال معها أنك في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي يوم كانت الثورة الفلسطينية في أوجها.