القيادة الفلسطينية تدين "جريمة القتل الجماعي" التي اقترفتها "القيادة العامة" في مخيم اليرموك

دانت القيادة الفلسطينية في رام الله "قيام مجموعات مسلحة تابعة للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، بإطلاق الرصاص الحي على جموع المتظاهرين الفلسطينيين من شباب مخيم اليرموك" أول من أمس ، أثناء تشييع الشهداء، الذين سقطوا خلال إحيائهم الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة.
ورفضت القيادة في بيان صدر عنها امس، "بحزم، أية مبررات أو ذرائع لهذا العمل الإجرامي الجبان الذي يخرج على أبسط التقاليد الوطنية الفلسطينية، ويرقى إلى مستوى الجريمة، جريمة القتل الجماعي دون تمييز، من قبل جماعات الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة".
وأكدت القيادة حرصها "على أن يبقى حق العودة هدفا وطنيا مقدسا، ولا يستخدم في سبيل أية أغراض سياسية".
وتوجهت "بأحر مشاعر العزاء إلى أبناء شعبنا الصامد والصابر في مخيمات اللجوء في سوريا الشقيقة، الذين قدموا الشهداء تلو الشهداء طوال سنوات الكفاح الوطني، ومنذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة".
وأكدت أن "الهبة التي قام بها شباب فلسطين في يوم النكسة وكذلك رفضًا لاستغلال دمائهم أو تجييرها لمصالح خاصة، إنما تمثل تأكيدا على أن شعب فلسطين يتمسك بأهدافه الوطنية، وفي مقدمتها حق العودة، ويرفض أية محاولات لتشويه هذا الحق أو زجه في أتون معارك جانبية".
وأشارت القيادة في بيانها، إلى أنها ستقوم بالتحقيق "في تفاصيل هذه المجزرة التي وقعت في مخيم اليرموك وإعلان نتائجها على شعبنا. وستتحمل الجهات التي أقدمت عليها، جماعة وأفرادا، المسؤولية التامة عن هذه الجريمة".
الى ذلك، دعا ممثلون عن أحزاب وتنظيمات فلسطينية في رام الله، اللاجئين الفلسطينيين في الشتات إلى التمسك بالوحدة الوطنية، وعدم الانجرار إلى الفتنة، خاصة في المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية خصوصا، والمحيط العربي عموما.
وقال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح: "المطلوب الآن هو تجنيب شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات، أي مشادات أو فتن قد تعصف بالقضية في هذا الظرف الحساس".
وأشار ملوح إلى أن "حالة الغضب والاحتقان، التي أعقبت تشييع الشهداء الـ24، الذين ارتقوا خلال المجزرة الإسرائيلية على الحدود في منطقة الجولان المحتل، كانت هي الشرارة التي أطلقت الأحداث المؤسفة التي وقعت في مخيم اليرموك". واتهم "عناصر إجرامية، اندست بين ذوي الشهداء وأهالي المخيم، قادمين من منطقة تسمى بالحجر الأسود"، بلعب دور "في إذكاء نيران الفتنة في الأحداث المشؤومة التي حدثت"، مشيرا إلى أن الأرقام التي وردت "حول أعداد الضحايا ليست دقيقة، وإنما هي أقل من ذلك".
وطالب نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، "كافة أبناء الشعب الفلسطيني في المخيم بالتحلي بالصبر والمسؤولية، وتفويت الفرصة على الاحتلال وأعوانه، لصرف النظر عن الظاهرة المهمة المتمثلة في خروج اللاجئين إلى الحدود مع الأرض المحتلة والمطالبة بحقوقهم المسلوبة".
وأكد ملوح أن اجتماعاً لمختلف الفصائل عقد أول من أمس في مخيم اليرموك "لتدارك الموقف، وللحيلولة دون تطور الموقف إلى المزيد من سفك الدماء الفلسطينية".
أما عضو المكتب السياسي لحزب الشعب حنا عميرة، فقد قال إن "ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جريمة بشعة، أدى إلى سقوط العشرات من أبناء شعبنا شهداء وجرحى، لا يجب أن ينعكس على الداخل الفلسطيني، عدا عن الأحداث الخطيرة التي تمر بها سوريا". وأضاف "نناشد أهلنا في الشتات ان يتحلوا بالصبر والمسؤولية في هذا الوقت الحرج الذي تمر به قضيتهم الفلسطينية، وعدم الانجرار إلى الأحداث الجارية في الدول العربية"، منوها إلى الأثمان التي دفعها الفلسطينيون من أحداث سابقة حصلت في الدول العربية.
وتابع عميرة: "كما يبدو أن الطابع العاطفي والاحتقان كانا هما السبب في ما حدث من سفك للدماء في المخيم، وهي أحداث لا مبرر لها".
وشدد عميرة على أهمية أن يواصل أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم، فعالياتهم السلمية المطالبة بعودتهم إلى أوطانهم، ونصرة قضيتهم الفلسطينية