وفد من نقابة الممثلين اللبنانيين في مخيم البرج: " تعالوا! المشاهير عنّا"..

تقف سيدة فلسطينية في العقد الرابع من عمرها على باب عيادة طبية داخل مخيم برج البراجنة وتحدّق بوجوه أعضاء وفد من نقابة ممثلي المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون في لبنان يزورون المخيم. تحاول السيدة التعرّف إلى كل منهم، خصوصًا أن معظمهم نجوم اكتسبوا شهرة، ثم تنادي على الأصحاب والجيران قائلة بحماسة "تعالوا! المشاهير عنّا بالمخيّم". وقد زار الوفد المخيّم أمس، يرافقه وفد من اتحاد الممثلين الفلسطينيين، بدعوة من وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ضمن إطار النشاطات المتواصلة لمشروع "الكرامة للجميع"، الذي تنفّذه الأونروا، ويموّله مكتب المساعدات الإنسانية للمفوضية الأوروبية، ويهدف إلى "زيادة الوعي وتغيير المفاهيم بين المجتمعين اللبناني والفلسطيني، بالإضافةً الى تسليط الضوء بشكل أساسي على الجوانب الإيجابية التي ينبغي على الجميع البناء عليها". واعتاد لاجئو المخيمات استقبال الزائرين بين فترة وأخرى، وهم يرحبون بهم، باعتبار أنهم ضيوف يحضرون للتعرف إلى بؤس مخيماتهم. وعادةً يمثل الضيوف منظمات وجمعيات عربية وأجنبية تتولى إعداد مشاريع لتحسين أوضاع المخيم، ويعتبر سكان المخيم أنّ تلك الزيارات لا تعنيهم، لوجود لجان خاصة تتابع مع الوفود. إلا أن زيارة وفد من نقابة الممثلين، وعلى رأسهم نقيب الممثلين الفنان جان قسيس، غيّرت المقاييس وأفرحت اللاجئين، خصوصاً عند لقاء بعض الممثلين الذين شاركوا في الدراما اللبنانية "الغالبون" التي عرضتها قناة "المنار" خلال شهر رمضان الماضي. ومن بينهم الممثل كمال أبو شقرا الذي جسّد دور المحقق الاسرائيلي" ناتان"، والممثل سليم حسن الذي لعب دور الأسير اليساري في معتقل أنصار، بالإضافة الى ممثلين لبنانيين آخرين وهم: نعمة بدوي، روزي الخولي، سعد حمدان، علي كلش، لارا خوري، عمران عدي، جنى أبو مرشد، سليم علاء الدين، محمد عيد رمضان، سعيد بركات، علي شفيق، أحمد ضاهر وغيرهم. وجال الوفد على مراكز المخيم التابعة لخدمات الاونروا، ومركز البرنامج النسائي، ومركز الشيخوخة الناشطة. وقدّم مدير الخدمات في المخيم بهاء حسون شرحاً عن المراكز والخدمات الصحية والاجتماعية التي تقدمها الوكالة داخل المخيم. بدوره، توقّف النقيب قسيس عند أهمية زيارة الفنانين للمخيم الفلسطيني، كـ"محاولة منهم لمداواة الجراح والتعرّف على طريقة عيشهم ومأساتهم، والاقتراب من أوجاعهم". واعتبر قسيس أن " الفنان يحاول دائمًا أن يضع الإصبع على الجرح من خلال نقل معاناة الفلسطيني في عمل فني درامي، وعلينا نقل صورة حقيقية عن الواقع المرير داخل المخيمات لأن الفنان يحمل قضايا شعبه ومجتمعه". وكان قسيس قد شارك في مسرحيات تناولت القضية الفلسطينية، كما أشرف على كتابة مسلسل اجتماعي لبناني، تمّ تصويره على باب المخيم بعنوان "كلنا بالحيّ"، وترتكز رسالته على فكرة التعايش وفهم الآخر وتقبّله في المجتمع اللبناني. وكان أبطال المسلسل أطفالا تترواح أعمارهم بين 12 و13 عاماً، ويعيشون مع عائلاتهم من مختلف الطوائف اللبنانيّة في حي في لبنان، حيث تجمعهم الصحبة والصداقة. وكان من ضمن تلك السلسلة حلقة خاصة بعنوان "دورة في المخيم". بدوره، اعتبر الممثل أبو شقرا الزيارة "تضامنية بحتة"، مشدّداً على "ضرورة الوقوف الى جانب هذا الشعب". ويتمنى أبو شقرا المشاركة في "عمل يضيء على هذا الواقع ليكون رسالة الى الشعوب كافة".