البطش: الجيش يمارس الاستعباد والاذلال على اللاجئين الفلسطينيين بلبنان

أكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين خالد البطش في حديث الى "النهار" الكويتية أن "المقاومة الفلسطينية نجحت في الوفاء بجزء من الدين المؤجل للمجاهدين والمناضلين القابعين في السجون الاسرائيلية من خلال إنجاز صفقة تبادل الأسرى"، مشددا على ضرورة الاستمرار في الوفاء بالعهد للإفراج عن جميع الأسرى دون إستثناء بعمليات تبادل أخرى.
ورأى البطش أن "عمليات أسر الإسرائيليين هي الطريق الأقصى للإفراج عن الأسرى بشرف وعزة وليس عبر التوسل والاستجداء السياسي"، مشيرا الى أن "الشعب الفلسطيني دفع الثمن الكبير من أجل إتمام الصفقة، كما أن الاسرى دفعوا سنوات طويلة من حياتهم وهم ينتظرون هذه اللحظة الحاسمة والمصيرية"، مطالبا الفصائل الآسرة للجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط بالحذر الشديد حتى إتمام عملية التبادل.
من جهة ثانية، حذر البطش من خطورة المخطط الاسرائيلي الرامي الى تقسيم ساحة المسجد الأقصى ببناء حائط يعزل قبة الصخرة عن باحة المسجد حتى يتمكن اليهود من أداء شعائرهم "التلمودية" المشبوهة بداخله، مدللا على تحذيراته بالحملات المسعورة التي يقوم بها المستوطنون ليل نهار لبسط سيطرتهم على المسجد الأقصى، وما تم تسريبه من تصريحات خطيرة لقادة العدو على المستويين السياسي والديني، مشددا على أن هذا المخطط يستدعي وقفة عربية وإسلامية جادة لحماية المقدسات وحماية الشعب الفلسطيني والوقوف معه لدعم صموده.
وعن واقع اللاجئين الفلسطينيين خلال جولته في مخيمات "الشتات"، أعرب البطش عن أسفه الشديد للواقع المرير الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني في مخيمات اللجوء وبخاصة في لبنان، واصفا مخيمات اللجوء بـ "غيتوهات عازلة".
ولفت البطش الى أن "اللاجئ الفلسطيني في لبنان يعاني من مشكلات كثيرة تتعلق بحياته اليومية، وأخرى تتعلق بالحكومة والجيش الذي يمارس أقسى ألوان الاستعباد والإذلال"، وقال:"لك أن تتخيل أن المخيمات محاطة بأسلاك شائكة ولا يستطيع الفلسطيني الدخول أو الخروج من المخيم وإليه إلا من خلال بوابات يقف عليها الجيش اللبناني الذي يقوم بتفتيش دقيق لسكان المخيمات، كما أن المساحة التي يقطن فيها سكان المخيم لم تتغير منذ عام 48، وهذا ما يعني أن الزيادة السكانية التي بلغت أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني عليها أن تتكيف مع المساحة الجغرافية الضيقة التي بالكاد تكفي لمئة ألف مواطن".
وزاد البطش بالقول: "مأساة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لم تتوقف عند ذلك فمازال سكان مخيم نهر البارد يعيشون في عشش وغرف حديدية، ورغم مرور أربع سنوات على انتهاء حرب الجيش اللبناني مع جماعة "فتح الإسلام" فلم يقم الجيش بإعادة بناء البيوت التي هدمها خلال دخوله المخيم"، مؤكدا أن الواقع المأساوي في لبنان يتطلب مواقف عربية وفلسطينية ولبنانية للضغط على حكومة نجيب ميقاتي لإعادة بناء البيوت التي هدمها الجيش اللبناني، "والسماح للفلسطينيين بتدبير أمورهم وتحسين حياتهم"، منوها في الوقت نفسه إلى "تمسك اللاجئ الفلسطيني بحق العودة إلى قريته ودياره التي هجّر منها، ولرفضه القاطع أي بديل آخر عن وطنه".