قمة دعم صمود القدس تؤكد ضرورة نبذ الخلافات ودعم حقوق الشعب الفلسطيني

عبر المتحدثون في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ22 في سرت 'قمة دعم صمود القدس' عن غضبهم على الإجراءات القمعية بحق الشعب الفلسطيني، داعين لنبذ الخلافات والتوحد في مواجهة التحديات القائمة.

وأكد قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافى رئيس القمة الثانية والعشرين ان العرب في حاجة إلى التلاحم والتضافر أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تحديات مستجدة باتت جد خطيرة تهدد واقع الامة ومستقبلها.

وأشار الزعيم الليبي إلى أن المواطن العربي ينتظر من قادة الامة الأفعال وليس الأقوال وان الشارع العربى شبع من الكلام مؤكدا أن الحكام في وضع لا يحسدون عليه ويواجهون تحديات غير مسبوقة لذلك علينا محاولة أن نعمل ما تقرره الجماهير التي هي ماضية في طريق تحدى النظام الرسمي.

ودعا القذافي إلى 'عدم الالتزام بقاعدة الإجماع' في العمل العربي المشترك.

وقال 'لم نعد بعد الآن ملزمين بالإجماع واذا ما قررت أي مجموعة من الدول العربية شيئا تستطيع ان تمضي به لكي ترضي الجماهير اما إذا أرادت مجموعة أخرى أن تراوح مكانها فتستطيع أن تراوح' مضيفا 'نحن نتقدم من يريد ان يراوح مكانه هو حر'.

وقال القذافي ان المواطن العربي تخطانا والنظام الرسمي اصبح يواجه تحديات شعبية متزايدة ولن تتراجع هذه التحديات حتى تصل الى هدفها النهائي.

واستهل الزعيم الليبي كلمته المقتضبة في الجلسة الافتتاحية بسرد تاريخ مدينة سرت بداية من الصراع الإغريقي والفينيقي بها وحتى مشاركتها في معارك التحرير من الاستعمار الايطالي مرورا بمساهمتها في الفتوحات الإسلامية للشمال الإفريقي موضحا أن سرت هي مسقط رأسه.

من جانبه، أكد الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير دولة قطر أن العمل العربي المشترك يواجه حاليا أزمة حقيقية، موضحا ان القادة العرب أمام خيارين الآن إما أن نترك العمل العربي المشترك لمصائره ومصادفاتها تذهب به إلى حيث تشاء، أو نقف وننبه إلى أن هناك ضرورة للمراجعة وإعادة النظر.

ودعا الشيخ حمد إلى تشكيل لجنة اتصال عليا، تعمل تحت إشراف رئيس القمة ويكون عليها التقدم إليه بمقترحاتها لحل ازمة العمل العربي المشترك، بحيث يستطيع ان يتشاور مع إخوانه العرب لبلورتها ولتكون موضع نقاش خاص على مستواكم الرفيع وعلى مستوى كل التجمعات السياسية والشعبية لكي تضع الأمة رايها وتتخذ قرارها وتواجه امور مستقبلها.

وقال أن واجب الأمانة يفرض علي ان أقول من فوق هذا المنبر ان العمل العربي المشترك يواجه أزمة حقيقية وتأكدنا من خلال مسؤولية رئاسة القمة العربية في الدورة الماضية يقينا ما كنا نستشعره ونراه، وتوافرت أمامنا الشواهد والأدلة على أزمة عربية مستعصية لم يعد ممكنا تجاهلها او الالتفاف حولها.

وأضاف نحن لا نستطيع ان نخدع أنفسنا أو شعوبنا، أو نقف عاجزين أمام مسؤولية التاريخ، ولا نقبل أو نرضى أن نتقدم إليكم أو إلى الأمة من خلفكم بتقرير عن انجازات الدورة الرئاسية، لان هذه الانجازات لم تتحقق وأية نتائج توصلنا إليها لم تكن مرضية.

وأشار إلى انه في الحقيقة لا هذه الدورة ولا غيرها سابقة عليها او لاحقة لها يمكن أن تكون ناجحة أو مجدية في ظل هذه الأوضاع، ونحن لا نريد إلقاء المسؤوليات على الآخرين لانها أثقل من مسؤولية اي طرف، ولا نريد إلقاءها على الظروف لان واجب الناس دائما ان يرتفعوا فوق الظروف، وهذا لم يتيسر لنا حتى الآن.

من جانبه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى القادة العرب بدراسة الخيارات المتاحة إذا ما فشلت عملية السلام، مشيرا إلى ضرورة مناقشة جميع الاحتمالات بما في ذلك فشل عملية السلام.

وأضاف أن هناك إصرارا عالميا متصاعدا على رفض الاستيطان الإسرائيلي، وثمة رفضا عالميا للأخطاء التي ترتكبها إسرائيل وعلى العرب استغلال ذلك.

وكرر موسى دعوته إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، داعيا إلى إطلاق حوار عربي إيراني لتحديد طبيعة العلاقات المستقبلية مع طهران.

وأوضح أن أي عملية سلام لا يمكن أن تكون مفتوحة بل يجب وضع أطر زمنية لها، مؤكدا أن لجنة المبادرة العربية في سبيلها لبلورة خطط بديلة لمواجهة الموقف.

وهنأ موسى الشعب العراقي بنتائج انتخاباته كما أشاد بالتقدم الذي شهده السودان في موضوع دارفور وان الضوء أصبح واضح هناك .

ودعا إلى إنشاء' رابطة الجوار العربي' بما تضم دول الجامعة العربية، بالإضافة إلى دول الجوار العربي ' تركيا وإيران وأثيوبيا واريتريا وتشاد'.

وقال 'أنه لا مكان لإسرائيل في محافلنا لأنها دولة فوق القانون ، ولا تقبل بدولة فلسطينية ذات سيادة ، ولاتحترم الهوية العربية في القدس '، مشددا على أنه لامكان لإسرائيل في هذه الرابطة الإقليمية المقترحة.

واقترح موسى على القادة العرب في حال موافقتهم على فكرة الرابطة أن يتم البدء بتركيا لتشكل نواه لهذه الرابطة ، مشيدا بالتطور في السياسة الخارجية التركية.

ودعا إلى إطلاق حوار عربي مع إيران يبدأ بتكليف الأمين العام للجامعة بإدارة المرحلة الأولى التي يتم فيها وضع جدول الأعمال لهذا الحوار، وعلى أساس نتائج هذا الحوار يتحدد الموقف من إنضمام إيران لهذه الرابطة.

وأوضح إنه يعلم بأن البعض قلق من إيران، معتبرا أن ذلك يؤكد الحاجة للحوارمضيفا' أن إيران تجمعنا بها الجغرافيا والتاريخ ولنا معها مصالح مشتركة'، لافت إلى ان الدول الغربية لم يمنعها صراعها مع إيران من الحوار معها.

وشرح موسى في كلمته مفهومه لدول الجوار العربي التي يفترض أن تضمها الرابطة المقترحة، موضحا إن هناك دولتين شقيقتين تركيا وإيران، وفي المجال الإفريقي أثيوبيا واريتريا، التي يربط الدول العربية بها مصالح وعلاقات غاية في الحساسية مع بعض الدول مثل مشكلة جيوتي مع أريتريا '، مؤكدا الحرص على الحفاظ على سلامة أراضي جيبوتي، وكذلك العلاقة مع الصومال والحرص على وحدته كذلك .

وأوضح موسى انه في حال موافقة القادة العرب على الفكرة فأن يجب عقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية لتنفيذه، معتبرا أنه سيكون قرارا تاريخيا يغير من طبيعة الحركة الإقليمية ويسمح بترشيدها.

واختتم موسى كلمته بأنه يعتقد أن الفترة التي قضاها أمين عام للجامعة العربية كافية عمل خلالها على الحفاظ على المصالح العربية ..

قال الدكتور عبد السلام التركي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه مطلوب العمل حاليا لإعادة القضية الفلسطينية مرة أخرى على الأمم المتحدة، بعيدا عن وسطاء ينحازون لطرف على حساب طرف آخر.

وأضاف: وأقترح اعتماد قرار من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة ينشأ دولة فلسطينية على أساس حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، ويعتمد دخول فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة.

وأوضح أن هذا الأمر يحتاج قرارا عربيا على أعلى المستويات يتبعه دعما إسلاميا ومن جانب عدم الانحياز...يخلق قوة دفع دولية تعزز من فرص تحقيق هذا الهدف.

وأضاف: لا تزال القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في سوريا ولبنان تمثل أركان صراع امتد لما يزيد عن ستين عاما فشلت في حله وتسويته جهود دولية وإقليمية عديدة بسبب غطرسة الطرف المعتدي وعدم التزامه بقرارات الشرعية الدولية.

وتطرق إلى الحصار المفروض على مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة، وحرمان المواطنين من أبسط حقوقهم الإنسانية والمعيشية، واستمرار سلطات الاحتلال بالتعدي المستمر على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والضفة الغربية.

وعبر التركي عن ألمه لاستمرار حالة الانقسام الفلسطيني معربا عن أمله بأن تفلح القمة الحالية في إنهاء الخلاف الفلسطيني، مشيرا إلى أنه بسبب هذا الخلاف تبعثرت الجهود وتبدلت الأولويات من عمل على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية إلى محاولات تذهب سدى مرة تلو الأخرى لحل الخلاف بين الأشقاء وتوحيد كلمتهم.

شارك في القمة الرئيس محمود عباس، والملك عبد الله الثاني ملك الأردن والرؤساء الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والموريتانى محمد ولد عبد العزيز والسوداني عمر البشير والصومالي شيخ شريف شيخ أحمد واليمنى على عبد الله صالح والجيبوتي إسماعيل عمر جيلا والتونسي زين العابدين بن على والسوري بشار الأسد وجزر القمر عبد الله سامبي، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالإضافة إلى الزعيم الليبي معمر القذافى.

كما شارك ممثلو الرؤساء والملوك والأمراء يتقدمهم ، ود. أحمد نظيف رئيس الوزراء ممثلا عن الرئيس حسنى مبارك و الأمير رشيد بن الحسن ممثلا عن ملك المغرب والشيخ عبد الله بن حمد ممثلا لملك البحرين وفهد بن محمود آل سعيد ممثلا لسلطان عمان وهوشيار زيباري ممثلا عن العراق والأمير سعود الفيصل ممثلا عن السعودية ود. خالد زيادة سفير لبنان في مصر ومندوبها بالجامعة العربية.

شارك أيضا في الجلسة الافتتاحية للقمة: رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا وسلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء ايطاليا وبان كى مون أمين عام الأمم المتحدة وأكمل الدين إحسان اوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي والكسندر سلطانوف مبعوث الرئيس الروسي وجون بينج مفوض الاتحاد الإفريقي، وميجيل موراتينوس وزير خارجية إسبانيا، وغيرهم.