رغم مسارعة واشنطن لإبداء قلقها من عواقب الصواريخ مصادر دبلوماسية تستبعد أي ضوء أخضر لعملية عسكرية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

سارعت واشنطن إلى ملاقاة الموقف الإسرائيلي القلق نتيجة المعلومات التي أعلن عنها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بخصوص تزويد سوريا حزب الله لصواريخ من طراز سكاد، مما أدّى من جديد إلى رفع منسوب التوتر في المواقف بين أطراف الصراع في المنطقة.
وبعيد ساعات من اختتام قمة الأمن النووي في واشنطن دخل البيت الأبيض والخارجية الأميركية على خط التحذير من عواقب هذه المعلومات في حال ثبتت صحتها، وهذا ما دفع بالمتحدث بإسم الخارجية الأميركية فيليب جي كراولي إلى أن يفرد وقتاً لا بأس به من مؤتمره الصحفي اليومي للحديث عن هذا الموضوع، فأعلن صراحة أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق حيال ذلك، معتبراً أنه إذا كان قد تم اتخاذ مثل هذا الإجراء ومع الإستمرار في في تحليل هذه المسألة فأنه سيمثل فشلا من جانب الأطراف في المنطقة على احترام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
وبوضوح ، فإنه يضع لبنان أمام إحتمال خطر كبير.
ولفت المتحدث الأميركي إلى أنه يكفي أن نهتم في الأسابيع الأخيرة ، وخلال إحدى الإجتماعات المنتظمة مع السفير السوري هنا في واشنطن ، لقد جرت اثارة هذه المسألة معه ومع الحكومة السورية ، وإذ أكدّ أن بلاده ستواصل دراسة هذه المسألة ولكنه أكد بوضوح أنها تثير قلقا كبيراً بالنسبة لنا.
وفي السياق ذاته عبّر البيت الأبيض على لسان المتحدث بإسمه روبرت غيبس عن قلق الولايات المتحدة إزاء إستمرار تسليح حزب الله، وفي حين تعهد العمل على ضمان أمن إسرائيل، كرّر القول إن إدارته تشعر بقلق متزايد إزاء الأسلحة المتطورة التي على ما يبدو جرى نقلها.
وأبدى البيت الأبيض إعتقاده بأنه ينبغي اتخاذ خطوات للحد من أي خطر قد يحدث.
وعلى الرغم من هذا القلق الذي عبّرت عنه الإدارة الأميركية بشكل رسمي حيال هذه المسألة، إلا أن اللافت أن المتحدث بإسم الخارجية الأميركية رفض في الوقت ذاته التأكيد عمّا إذا كان جرى تزويد حزب الله بصواريخ سكاد، لكنه أعلن ان ما يقلق واشنطن هو تدفق الاسلحة الى لبنان، معتبراً أنه لا يتحدث عن أنظمة كبير مثل صواريخ سكود ، لكنه أضاف أن القلق موجود حيال ذلك ، وأنه تمّت إثارة الموضوع مع مختلف الأطراف ، بما في ذلك سوريا.
إستبعاد أي عمل عسكري
وإزاء هذه المواقف العلنية للإدارة الأميركية أكدّت مصادر دبلوماسية هنا في واشنطن أن هذا التصعيد الكلامي لا يعني مطلقاً أن هناك ضوءاً أخضر من قبل الإدارة الأميركية لإسرائيل من أجل شنّ عملية عسكرية على لبنان، عل الرغم من كل الإستعدادات اللوجستية والعسكرية التي يجريها الجيش الإسرائيلي.
وتشرح هذه المصادر كيف أن إدارة الرئيس أوباما تتجنب منذ وصولها إلى البيت الأبيض مقاربة العنف أو إستخدام السلاح من أجل الوصول إلى تحقيق شيء ما في السياسة، وتعتبر أن إدارة الديمقراطيين تعي تماماً أن أي خطوة غير مدروسة على صعيد أي عملية عسكرية إنما ترتد بشكل سلبي عليها وعلى إسرائيل مع العلم مسبقاًُ أن مسألة الحسم العسكري مع لبنان لا يمكن جعلها واقعاً على الأرض.
وتقول المصادر الرسمية إن الإدارة الحالية التي ورثت ثقل حربين كبيرين في العراق وأفغانستان لن تتورط من جديد قي تغطية أو دعم أي حرب متوقعة في لبنان، لا سيما وأن النتائج العسكرية لأي عملية متوقعة لن تكون محسومة مما يجعل من المستحيل إستثمار هذه النتائج في السياسة.
نفي سوريا
وقد نفت السفارة السورية في واشنطن في وقت لاحق اليوم ( أمس) المزاعم الإسرائيلية بأنها ربما تكون قد نقلت صواريخ طويلة المدى من طراز سكود الى حزب الله وقالت السفارة في بيان لها، ان هذه المزاعم تعتبر محاولة من اسرائيل «لصرف الاهتمام العالمي» عما تقوم به من بناء استيطاني واحتلالها لاراض عربية وترسانتها النووية المفترضة و«مواصلتها التسلح» باسلحة أميركية.