مطالب سياسية مصرية بالتحقيق في رش غازات سامة بأنفاق غزة

آثارت اتهامات وزارة داخلية حكومة حماس المقالة للسلطات المصرية برش الأنفاق المتواجدة على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة بغازات سامة مما اسفر عن استشهاد أربعة عمال ، حالة من الغضب بالأوساط السياسية المصرية رغم نفى مصادر أمنية هذه الاتهامات .

ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين إدانة عملية تدمير الأنفاق باستخدام الغازات السامة ، مشيراً إلى أن كتلته تحضر لإلقاء بيان يُدين هذا العمل في الجلسة البرلمانية المقبلة يوم الأحد .

ومن جانبه ، دعا حزب "الكرامة" السلطات المصرية إلى فتح تحقيق في هذه الاتهامات التي وصفها بـ"الجريمة" في حق الشعب الفلسطيني القابع تحت الحصار الإسرائيلي ، ومحاسبة المسئول عنها إذا ما ثبتت صحتها.

كما أكد الحزب "الناصري" على ضرورة تقديم الحكومة المصرية اعتذار علني عن هذا الإجراء الذي أسفر عن سقوط ضحايا في أوساط شعب ينذح تحت الاحتلال والحصار.

نفي مصري
وكانت مصادر أمنية مصرية نفت في وقت سابق الاتهامات برش الأنفاق الحدودية بغازات سامة ، قائلة "لم يتم تدمير أنفاق منذ عدة أيام على الحدود المصرية مع قطاع غزة" .

ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن المصادر قولها دون أن تسمها "السلطات المصرية تقوم بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة في عملية تدمير الأنفاق حرصاً على إخلاء الأنفاق من الأشخاص قبل تدميرها وتفادياً لسقوط ضحايا وهذا ما يُدحض مزاعم حركة حماس".

وتابع: "إن عملية تدمير الأنفاق تتم من خلال ردم الأنفاق بالرمال والحجارة حرصاً على حياة السكان بهذه المناطق" ، مشيراً إلى أن مصر لا تستخدم الغازات السامة في تدمير الأنفاق أو رشها.

وكانت مصادر فلسطينية أدعت أن سلطات الأمن على الجانب المصري، فجرت نفقا في منطقة قريبة من مخيم الشعوت غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 4 عمال كانوا بداخله، وإصابة 6 آخرين بجروح متفاوتة.

وأوضحت المصادر أنه تم نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، فيما أسفر التفجير عن هدم النفق بالكامل وإلحاق أضرار بعدة أنفاق مجاورة.

اتهام حماس

اتهم الناطق الإعلامي باسم حركة حماس سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي في وقت سابق "مصر بالمسئولية مسئولة عن مقتل أربعة عمال في الأنفاق الواقعة بين قطاع غزة ومصر؛ من جراء رش غازات سامة وكيماوية في أحدها".

وقال أبو زهري : "إننا نتابع ببالغ القلق التطورات على الحدود مع الجانب المصري، والتي أدت إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين بينهم جراح خطيرة من جراء رش الأمن المصري للغاز السام في أحد الأنفاق".

وأضاف" هذه الحادثة لم تكن الأولى ، فقد سبق أن سقط 145 شهيداً فلسطينياً في الأنفاق، فيما قتل 45 منهم من جراء رش القوات المصرية الغاز السام في الأنفاق".

كذلك طالب أبو زهري الجامعة العربية بتحمل مسؤولياتها تجاه الحصار، والعمل بشكل جاد لإنهائه.

ومن جانبه، قال أدهم أبو سلمية المنسق الإعلامي للخدمات الطبية العسكرية في قطاع غزة إن أكثر من 38 فلسطيني قتلوا في منطقة الأنفاق على الحدود مع مصر جراء رش السلطات المصرية للغاز السام في تلك الأنفاق.

وأضاف أبو سلمية:" إن مصر تقوم برش الغاز القاتل في الأنفاق التي يستخدمها المواطنين الفلسطيني لإدخال المواد الغذائية والأدوية إلي قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 1000 يوم، وهو ما يعد انتهاك واضح للقانون الدولي والذي يعتبر رش الغاز المميت في مناطق بها مدنيين "جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد".

وشدد أبو سلمية على أن القانون الدولي يرفض استخدام الغاز المميت في مثل هذه الحالات، وهو ما يعني أن قام بمثل هذا الأمر لا بد وأن يعاقب على هذه الجريمة.

وطالب أبو سلمية الحكومة المصرية بضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم، وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجها القطاع المحاصر، بدل محاربة من يحاولون إدخال الطعام والغداء للقطاع.

يذكر ان قوات الأمن المصرية شرعت منذ فترة ببناء جدار فولاذي على الحدود الفلسطينية المصرية بهدف منع تهريب البضائع عبر الانفاق الممتدة على طول الحدود المصرية الفلسطينية.