الملتقى الثقافي: جسر العودة من الشتات إلى الوطن التاريخ : 5/6/2010 الوقت : 14:50

الملتقى الثقافي: جسر العودة من الشتات إلى الوطن التاريخ : 5/6/2010 الوقت : 14:50
--------------------------------------------------------------------------------


رام الله 5-06-2010 وفا- علي عبيدات

من عين الحلوة، وصبرا وشاتيلا، والبداوي، ونهر البارد، مرورا باليرموك ودرعا، ووصولا إلى الوحدات والبقعة، عبر عشرات اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات اللجوء والشتات إلى تراب الوطن، للمشاركة في فعاليات الملتقى الثقافي الفلسطيني الثالث.

متسلحون بحكايات الوطن الضائع والهوية المسلوبة، عاد ثلاثة وخمسون شابا وشابة للمشاركة في فعاليات الملتقى الذي تنظمه اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، التي تستمر لمدة عشرة أيام، يجوبون خلالها محافظات الوطن، ويناقشون قضايا الشباب.

وتتمحور فكرة الملتقى الذي يعقد في دورته الثالثة، على تعزيز التواصل والترابط بين الشباب الفلسطيني في الوطن والشتات، لتحديد أولوياتهم في ظل الهجمة الإسرائيلية على الهوية والتراث، ويتعرفون فيها على الوطن من شماله إلى جنوبه.

وحققت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ما وعدت به خلال الملتقى الثاني في عمان، وجمعت الشباب الفلسطيني من الوطن والشتات على أرض الوطن، ليتقاسموا الهموم، ويتبادلوا الأمنيات، دون حواجز وقيود.

ويقول إسماعيل التلاوي، الأمين العام للجنة: إن 'الملتقي الثقافي التربوي الفلسطيني الثالث، حلم تحقق على أرض الوطن بالتقاء نحو 90 مشاركا في الملتقى، من مخيمات الشتات، وهي سوريا ولبنان والأردن والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 والقدس، إضافة لمشاركة من دول الخليج ومن دول أوروبا'.

وأضاف: 'كنا قد حلمنا على مدى سنوات ثلاث ماضية، بعقد الملتقى على أرض الوطن، وكنا نعقده في عمان، لأننا كنا نريد أن نكون على مقربة من الوطن، وبخاصة أن الملتقى يضم الفلسطينيين من كل مكان، من الجليل ومن الضفة وغزة والقدس ومخيمات الشتات والمهاجر'.

وأشار إلى أن الهدف الأساسي من الملتقى، تجميع أبناء الشعب الفلسطيني في مكان واحد، نتيجة للتشتت الفكري الفلسطيني الذي نشأ بعد النكبة، وبخاصة أن شعبنا أجبر على النزوح، فتأثر بثقافات مختلفة.

رسالة الملتقى كما قال التلاوي 'أن للشعب الفلسطيني ثقافة واحدة، رغم التشتت والحواجز والحدود، من خلال البرامج والأنشطة التي يقوم بها الملتقى، والجولات التي يقوم بها المشاركون إلى المحافظات، للتعرف عليها وعلى عاداتها وتقاليدها'.

واختلطت مشاعر المشاركين في الملتقى من مخيمات الشتات بين الفرحة للقاء الوطن، الذين لم يصدقوا أن أقدامهم تطأه، وبين الحزن لمعرفتهم المسبقة بأنهم سيغادرونه قريبا، وسيعودون من جديد إلى الغربة بعيدا عنه.

وهو ما أكدته الشابة نانسي حجة (20 عاما)، من مخيم عين الحلوة بلبنان، التي أكدت في بداية حديثها على انتمائها لقريتها علمه قضاء صفد، مشيرةً إلى أن سنين الغربة الطوال، لم ولن تنسيها بلدتها، التي رسمت صورتها من خلال حكايات جدتها.

وقالت: 'لا يوجد كلام يوصف شعوري، ولا استطيع وصف سعادتي لوجودي في وطني، الذي كنت اسمع عنه من حكايات أجدادي، ومن نشرات الأخبار'، لافتةً إلى أن سعادتها لن تكتمل إلا بالعودة الكاملة والدائمة إلى الوطن.

زميلتها حورية الفار، من مخيم عين الحلوة، وافقت ما قالته حجة، قائلةً: 'أخشى أني أعيش في حلم، حلمنا دائما نحو الوطن، نتطلع بعيوننا بثقافتنا بكتاباتنا بتراثنا إليه، نحو القدس، وتراب القدس، للآن مش مصدقة إني بفلسطين'.

وثمنت جهود اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وأمينها العام إسماعيل التلاوي، على ما وصفته بالإنجاز الكبير الذي حققوه، بعقد الملتقى على أرض الوطن، ومنح الفرصة للاجئين بممارسة العودة، ولو لأيام معدودة.

وذهبت الشابة نسرين خميس (24 عاما)، من قرية القديرية قضاء صفد، وتعيش في مخيم اليرموك، في وصف مشاعرها وزملائها عندما وطأت أقدامهم أرض الوطن، فقالت: 'لا استطيع وصف شعوري، شيء لا يصدق، رغم أننا أمضينا ساعات طويلة بلا نوم قبل دخولنا، إلا أننا نسينا كل التعب فور وصولنا الوطن، وقضينا يوما آخر'.

وأضافت أنها ستعود إلى اليرموك حاملة الذكريات الجميلة التي عاشتها على أرض الوطن، عن الصمود والمقاومة والعادات والتقاليد، بعد أن التقينا أبناء وطننا، تعلمنا منهم، وتعلموا معنا، وتبادلنا الأحلام والأماني.

حقق الملتقى الثقافي الفلسطيني الثالث أحلام اللاجئين بالعودة، وطبق لهم القرارات الدولية من جانب واحد، وأعادهم إلى وطنهم بالرغم من كل القيود والحواجز، ليمارسوا حق العودة، لأيام سيعودون بعدها إلى اللجوء من جديد.

ــ