المحرر السياسي: 38 عاماً على تأسيس 'وفا' التاريخ : 5/6/2010 الوقت : 14:22

المحرر السياسي: 38 عاماً على تأسيس 'وفا' التاريخ : 5/6/2010 الوقت : 14:22
--------------------------------------------------------------------------------

رام الله 5-6-2010 وفا- كتب المحرر السياسي لـ'وفا':

في مثل هذا اليوم من عام 1972، صدر قرار منظمة التحرير الفلسطينية بإنشاء وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' كوكالة رسمية ناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، مكلفة بحمل رسالتها الإعلامية إلى شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية وإلى شعوب العالم كافة.

منذ ذلك التاريخ، وبعدد محدود للغاية من الكادر المهني للصحافة، وبأدوات بدائية بسيطة، بدأت 'وفا' مسيرتها المهنية المشرقة فرافقت مفاصل الكفاح الفلسطيني المعاصر، وعبرت عن طموحات شعبنا الوطنية، ونقلت أحداث المقاومة الفلسطينية ساعة بساعة ويوما بيوم، وعاشت آثار الصراع ودفعت أثمانه من دم قادتها وصحفييها، ومن ارتحال دائم حيثما ارتحلت قواعد العمل الفلسطيني: بيروت ثم تونس ثم غزة ثم رام الله.

وأثناء سعيها الدءوب لنقل قصة الحلم الوطني الفلسطيني في العالم، كان لـ'وفا' قصتها الخاصة بها، قصة السعي إلى المزاوجة بين العمل الكفاحي من جهة والعمل الصحفي المهني من جهة أخرى، قصة الإصرار على أداء الرسالة في أصعب الظروف وأحلك الأوقات، قصة العزيمة الصلبة على التحول التدريجي إلى وكالة أنباء عصرية حديثة تتوافق في أدائها ومفاهيمها وأدواتها مع المعايير الأكثر تقدما في العمل الصحفي.

سجلت 'وفا' نجاحات مشهودة، مثلما سجل عليها تقصير هنا وإخفاق هناك، غير أن مسيرتها كانت دوما ثابتة إلى الأمام، ببطء أحيانا وبسرعة أحيانا أخرى، ولعل ارتحالها الدائم كان من أهم عوامل إبطاء مسيرتها المهنية، إذ بعد كل ارتحال كان على 'وفا' أن تبدأ من الصفر تقريبا.

'وفا' الآن تسترد أنفاسها وتستعد لانطلاقة جديدة مسلحة بقانون عصري يفتح سبل الاندماج في عالم الصحافة الحديث ومدعومة بحرص الرئيس أبو مازن على رعايتها وتأهيلها للمرحلة المقبلة، ومزودة بخبرة كادرها وانفتاحه واستعداده للتحولات المطلوبة.

إن الوكالة التي استمدت قيمتها من دورها الوطني المميز، آن لها أن تكتسب قيمة إضافية من خلال أدائها المهني الذي بدأت معالمه بالاتضاح، ولسوف تشهد الأشهر المقبلة نشوء صورة جديدة بوسائط وأدوات جديدة لهذه الوكالة العريقة.

الرحمة على من دفع حياته ثمنا لانتمائه الوطني والمهني، والعزاء فيما تركه هؤلاء الشهداء من قيم زرعوها في الأجيال التي حملت المسؤولية من بعدهم.