«مؤسسات غسان كنفاني» تفتتح معارضها اليوم في مخيمات لبنان

وجّه أطفال روضات «مؤسسة غسان كنفاني الثقافية» دعوة عامة لحضور معرضهم الذي يفتتح اليوم، مستخدمين في الدعوة لغتهم الخاصة: «كل الأهالي وكل الناس، تعالوا تفرّجوا على معرضنا... نحن يللي رسمنا ودهنّا اللوحات، ولوّناهم وزيّناهم... اللوحات رسمنا بقلبها عن البيوت والجيران وكشّاش الحمام». هم أطفال روضات المؤسسة في كل من مخيم برج البراجنة، مار الياس، عين الحلوة في صيدا، الرشيدية في صور، البداوي ونهر البارد في الشمال اللبناني.
وتفتتح هذه المعارض عند الحادية عشرة من صباح اليوم، وتستمر حتى العاشر من تموز المقبل، من العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، ومن الرابعة حتى السادسة مساءً، ما عدا آيام الآحاد. يُذكر أن معرض البداوي هو الوحيد الذي تم افتتاحه أمس.
على مر الزمن، أصبحت هذه المعارض حدثاً سنوياً يحييه أطفال الروضات في نهاية كل عام دراسي، فيعرضون أعمالهم التي بدأوا بتحضيرها منذ الفصل الأول لدخولهم إلى الروضة. يذكر أن صفوف الروضة هي: روضة أولى، ثانية، وتمهيدي.
في فرع مخيم برج البراجنة، تلفت مربية الفنون في المؤسسة كفاح شحادة إلى أن ريع مبيع اللوحات يعود لدعم المؤسسة من أجل تنظيم معرض السنة المقبلة. وتشرح شحادة عن أعمال الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و6 سنوات، فأطفال الروضة الأولى يطبقون ما يتعلمونه في حصة الرسم، ويعمل أطفال الروضة الثانية على عدة مشاريع، ومن بينها مشروع رسم الوجه، بينما يختار أطفال مرحلة التمهيدي عنوانا في كل عام ليجلل مشروعهم في المعرض. وقد اختار هؤلاء عنوان «المنزل» لهذا العام. فيرسم كل طفل المنزل كما هو يراه، أو يتخيّله، ذلك المنزل الذي يعتبره ملجأً في بلد الشتات، لأنه يصعب على أطفال المخيمات رسم المنزل الذي يحلمون به في وطنهم فلسطين.
خذ «البيوت» من عيون أطفالها
ترى مريم «المنزل» الذي رسمته بصفته «الأغاني والدبكة التي أرقص على إيقاعها. أريده أن يكون كبيرا ويتّسع لكل الأشخاص كي أستقبل أكبر عدد من الزوار فيه ونجلس جميعاً على سطح هذا المنزل، نشاهد الشارع والسيارات. أشعر في المنزل بسعادة وراحة، أكون فيه مثل الفراشة التي تحلّق في الهواء الطلق».
أما الياس فيرى «المنزل مثل العصفور لأن لونه جميل. وهو مكان للعب وتناول الطعام وتغيير ثيابنا لنذهب ونزور جدتنا. أحبّ منزلي أن يكون ملوّنا لأني أعشق الألوان. أعشق المدفئة في داخله والبطاطا الحلوة التي أتناولها فيه خلال فصل الشتاء. ألعب في المنزل مع أخواتي في المكعبات والبلاي ستايشن، وأنظر الى الشجرة التي تقع بجوار المنزل».
أما المنزل بنظر آية فهو «غيوم السماء التي تمطر وأنا أحب الشتاء والثياب السميكة. أحبّ أن أساعد والدتي وأغسل الصحون في المطبخ بعد تناول الوجبات داخل المنزل. أريد منزلي أن يكون مستطيلا وكبيرا، لأني أحبّذ الأشياء الكبيرة المليئة بالألوان. في المنزل، أنام بالقرب من جدتي التي تهتم بي ولا تتركني، إلا أني أشعر بالحزن أحيانا حين أتشاجر مع أخواتي ويعاقبهن والدي بسببي».
ويتصور خالد منزله كـ«حديقة جميلة تتضمن شجرا وأزهارا». يتمنى خالد أن يكون المنزل «كبيرا ومليئا بشجر الزيتون والفــواكه المشـكلة». يحــلم بأن يــزرع بالقرب من منزله «أشجاراً تثمر فاكهةً تغذّيتي وتساعدني على أن اكبر بسرعة».
«باستيل» وطباعة حريرية وسواهما
زيّنت لوحات الأطفال جدران القاعة التي تقع في الطابق الثالث من المؤسسة. هناك، حيث فُرشت الصور التي تتناول فصلي الصيف، والربيع، ببحرهما، والغابة، والمدرسة، تملأ الألوان اللوحات. تعلن فرحة هؤلاء الأطفال بأعمال نفذوها بمفردهم، وتحت إشراف معلمتهم. وللتأكيد على أن هؤلاء الأطفال يعمــلون وفقــا لبرنامج أعمال خاص، عرضوا على طاولة خاصة بهم داخل القاعة، ألبوم صــور يوثّق أعمالهم منذ بداية العام الدراســي وحتى إتمامها كاملا. يشرح الأطفال عن مراحل العمل التي مرّوا بها. يعرضون الألوان التي استعملوها داخل مجلّدات، ويدوّنون ملاحظاتهم على كل صــفحة من المجلّد. وبين أعمالهم، عُرضت على الطاولة روايات ألّفها الكاتب الشهيد غـسان كنفاني. وتشرح شحادة أن الأطفال يستعملون في لوحاتهم مواد الدهان، ألوان الحبر الملونة، «باستيل» الزيت و«باستيل» الطبشور، بالإضافة إلى مادة الشمع. إلى ذلك، فهم يستخدمون تقنيات الطباعة الحريرية، صناعة رسومات من أشياء غير صالحة للاستعمال، رسم الوجه، ورسم لوحات جماعية.