المرجع الشيعي فضل الله الى مثواه الاخير

شيع مئات الالاف المرجع الشيعي اية الله العظمى محمد حسين فضل الله الى مثواه الاخير في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الثلاثاء وسط حداد شعبي ورسمي لف معظم ارجاء لبنان.

وعبر بحر من الرجال والنساء والاطفال المتشحين بالسواد والذين وفدوا من مختلف انحاء البلاد شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت حاملين صور الراحل بلحيته البيضاء وعمامته السوداء وملوحين بالاعلام السوداء وشعارات الحداد وكثير منهم يجهشون بالبكاء.

وكان فضل الله الذي توفي يوم الاحد عن 74 عاما يحظى بشعبية واسعة بين المسلمين الشيعة امتدت الى دول اسيا الوسطى والخليج وكان من المؤيدين للثورة الاسلامية في ايران واعتبر المرشد الروحي لحزب الله اللبناني في السنوات الاولى بعد تأسيسه عام 1982.

وحمل رجال دين نعشه الذي وضعت عليه عمامته على اكتافهم من منزله في حارة حريك وطافوا به شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت حيث عاش معظم حياته وبنى مؤسساته الخيرية.

وعلقت صور عملاقة لفضل الله امتدت عدة امتار على بعض الابنية وعلا صوته في خطاباته المسجلة تذاع عبر مكبرات الصوت في الشوارع وداخل المساجد.

وتوقف موكب الجنازة في عدة اماكن من بينها موقع انفجار السيارة الملغومة الذي استهدفه في العام 1985 وادى الى مقتل 80 شخصا والقي باللوم على الولايات المتحدة في تدبيره. ودفن فضل الله في مسجد الامامين الحسنين حيث كان يصلي ويقدم دروسه.

وقالت رنا غملوش (15 عاما) التي كانت تسير في موكب احدى مدارس جمعية المبرات الخيرية التي اسسها فضل الله والتي تعنى باليتامى "انا فقدت ابي منذ اعوام ولكن اليوم احسست باليتم الحقيقي لانه كان ابا لنا."

وكان معروفا في الاوساط الدينية الشيعية بالاعتدال في وجهات نظره الاجتماعية خاصة بشأن النساء. وعرف بانفتاحه على العلم في فتاواه مع تمسكه باصول الدين فأفتى باعتماد علم الفلك في اثبات بداية ونهاية شهر رمضان وافتى بتحريم جرائم الشرف.

واصدر عدة فتاوى او اراء دينية بارزة من بينها تلك التي تحظر على الشيعة عادة ضرب الرؤوس بالات حادة اثناء مراسم عاشوراء احياء لذكرى مقتل الامام الحسين حفيد النبي محمد.

وقالت معادن حمزة التي كانت تشارك في الجنازة "كان نصيرا للمرأة والى جنبها وداعما لها ...هو علمنا عدم الخضوع للرجال وان نكون الى جانبهم."

ورفع الجموع قبضاتهم في الهواء وهتفوا "الموت لامريكا والموت لاسرائيل".

وشاركت وفود في التشييع من مختلف انحاء الشرق الاوسط بما في ذلك الكويت وقطر وايران والامارات العربية المتحدة والعراق والعديد من اللبنانيين المغتربين في الخارج. واعلن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الحداد ثلاثة ايام.

وقال عمر القيسي وهو مسلم سني من المغرب جاء الى لبنان للمشاركة في التشييع " كان طاقة توحيدية لا مثيل لها وكان مقتنعا بمسألة تقريب وجهات النظر بين عموم المسلمين سنة وشيعة."

وقال حسين طاهر وهو لبناني مقيم في نيجيريا "قبل ان يكون مرجعنا فهو استاذنا وملهمنا ترك فراغا هائلا لا احد يستطيع سده في الوقت المنظور."

وشارك مسؤولون لبنانيون في التشييع بالاضافة الى عدد من رجال الدين السنة والدروز. كما شارك في التشييع وفد ايراني كبير على رأسه امين مجلس صيانة الدستور اية الله احمد جنتي الذي قال للصحفيين "هذه مصيبة كبيرة ...كان عالما كبيرا خسرناه."

وكان فضل الله من المؤيدين للثورة الاسلامية في ايران رغم حالة الفتور التي انتابت علاقتهما بعد ذلك كما انه كان احد الداعمين الاوائل لحزب الدعوة العراقي الذي يترأسه الان رئيس وزراء العراق نوري المالكي.

وكان فضل الله من اشد المنتقدين للولايات المتحدة وكثيرا ما انتقد في خطب صلاة الجمعة سياساتها في الشرق الاوسط ولاسيما تحالفها مع اسرائيل. لكنه كان من اوائل الذين نددوا باحداث 11 سبتمبر ايلول عام 2001 في الولايات المتحدة التي قتل فيها نحو 3 الاف شخص.

وكان فضل الله نأى بنفسه عن قضية احتجاز رهائن غربيين من قبل مجموعات اسلامية مسلحة في لبنان خلال فترة الثمانينات قائلا انه ضد عمليات الخطف ودعا مرارا الى الافراج عنهم.

واسس فضل الله عدة مدارس دينية وجمعية المبرات الخيرية وهي مركز لتقديم الخدمات الاجتماعية والطبية لدور الايتام والفقراء. وهو كاتب غزير الانتاج الف اكثر من 40 كتابا عن الاسلام والسياسة والمرأة اضافة الى العديد من قصائد الشعر.

ولد فضل الله في مدينة النجف الشيعية العراقية عام 1935 حيث درس قبل ان ينتقل الى لبنان في عام 1966.

وفي خطابه الاخير في الثاني من يوليو تموز الذي القاه بالنيابة عنه الشيخ حسين الخشن ادان فضل الله المستوطنات الاسرائيلية في القدس الشرقية منتقدا "استمرار الولايات المتحدة الامريكية في تأمين الغطاء للعدو في حركته العدوانية والتهويدية."

» المرجع الشيعي اللبناني العلامة السيد محمد حسين فضل الله في ذمة الله
» تفاصيل الاتهامات الموجهة لرجل الدين الشيعي في لبنان بالتخابر مع الموساد الاسرائيلي وعمليات المراقبة
» تشييع جثمان ولي العهد السعودي الى مثواه الاخير وسط حضور عربي واسلامي
» تشييع جثمان القيادي خالد العزة الى مثواه الاخير في موكب جنائزي مهيب
» الزحف الشيعي في قطاع غزة