حرب دبلوماسيّة إسرائيليّة ضدّ مواقع حزب اللّه

تجنّدت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومراسلوها أمس، لمواكبة عرض الجيش الإسرائيلي «مواد استخباريّة» وحديثه عن «مواقع ومخازن» قال إنها تابعة لحزب الله في بلدة الخيام الجنوبية، وأشارت الى أنها تأتي في سياق حملة دبلوماسية واسعة النطاق، ولا تعني بالضرورة أن الحرب ستنشب هذا الصيف

رأت صحيفة هآرتس أن خطوة الجيش الإسرائيلي في الإعلان عن معلومات استخبارية حول بلدة الخيام الجنوبية، «خطوة استثنائية». وأشارت إلى أن «الكشف» لم يكن مخصّصاً للإعلام الإسرائيلي وحسب، إذ إن «رئيس القسم الاستراتيجي في شعبة التخطيط، العميد يوسي هايمان، كان قد كشف عنها خلال محاضرة ألقاها الشهر الماضي في الأمم المتحدة». وبحسب معلّق الصحيفة للشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، فإن «الأمر عبارة عن معركة على المشروعية السياسية، ذلك أن إسرائيل تستعد للقتال في الشمال والمواجهة العنيفة مع حزب الله، وبالتالي فإن نشر معلومات مفصّلة عن نياتها يهدف إلى تحذير الحزب من رد عنيف إذا قرر المبادرة إلى حرب مع إسرائيل».
وقالت الصحيفة إن ما يحدث مرتبط أيضاً بالتصور الذي عبر عنه قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، غادي ايزنكوت، «الذي عرض تصوره لأسلوب عمل الجيش في مواجهة التهديد: تحذير السكان المدنيين مسبقاً وفقاً للقانون الدولي، وإعطاء فترة زمنية للمدنيين لإخلاء منطقة القتال، وبعد ذلك قصف الأهداف على نحو واسع ومكثف في مناطق انتشار حزب الله، مع توجيه النيران الدقيقة إلى مصادر إطلاق الصواريخ».
ورغم الحديث عن سيناريوهات الحرب المقبلة مع حزب الله، تستدرك الصحيفة لتؤكد مجدداً استبعادها للمواجهة مع لبنان، مشيرة إلى أن «الهدف من هذه التصريحات ليس القول إن الحرب ستندلع هذا الصيف، ذلك أن تقدير الاستخبارات العسكرية مناقض تماماً، فليس لدى حزب الله وسوريا مصلحة في هذه المرحلة بوقوع أي تصادم مع اسرائيل، إلا أن قيادة المنطقة الشمالية تستعد لهذا السيناريو، كما لو أن الأمر سيحصل في أي لحظة، وينبغي عليها الأخذ بعين الاعتبار أنه قد لا يكون لديها إنذار استخباري مبكر.
وربطت صحيفة اسرائيل اليوم، بين «الكشف عن تسلح حزب الله ومواقعه في الخيام، وبين أهداف تخدم ميزانية الجيش والنزاع القائم بين المؤسسة العسكرية ووزارة المال».
وسألت الصحيفة عن الأهداف الكامنة وراء «الكشف الاستخباري»، وكتب مراسلها للشؤون الاقتصادية، حزاي شترنليكت: «هل من المحتمل أنه في اليومين اللذين اندلعت فيهما الحرب الجديدة على الميزانية، زاد الحديث والتذكير بترسانة (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله؟».
أما صحيفة جيروزاليم بوست، فنقلت أن «الجيش الإسرائيلي احتسب المخاطر، لكنّه قرّر أن الارباح أكثر من الخسائر في حال نشر المعلومات الاستخبارية عن مواقع حزب الله»، مشيرة الى وجود أسباب وراء ذلك: «الجهد الإسرائيلي المستمرّ لتعزيز الردع حيال حزب الله وحيال استمرار تعاظم قدرته العسكرية؛ الإشارة الى أن اسرائيل تعرف ما يقوم به حزب الله في جنوب لبنان وأين يتمركز؛ إضافة إلى التأثير السياسي، ذلك ان الجيش الإسرائيلي قد اطلق حملةً دبلوماسيةً في الفترة الماضية، تهدف إلى تعريف المجتمع الدولي على القدرة العسكريّة لحزب الله قبل اندلاع الحرب المقبلة».
وكشفت الصحيفة أنه «إضافة إلى محاضرة اللواء هايمن في الأمم المتحدة، كان مسؤول الاستخبارات العسكرية في قيادة المنطقة الشمالية، العقيد رام، قد عرض قبل أسابيع الأدلة ذاتها على قائد قوات اليونيفيل في جنوب لنبان، اللواء ألبرتو أسارتا»، ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي قوله: «يجب على العالم أن يدرك أنّ حزب الله يتموضع عسكرياً داخل المراكز السكنية المدنية، وأنّ لهذه الاستراتيجية تداعيات». وبحسب الصحيفة فإن «الجيش الاسرائيلي قد أوضح في السابق أنه سيردّ بطريقة غير متكافئة على أيّ هجوم جديد من قبل حزب الله، وأنّه سيجري استهداف القرى التي يبلغ عددها 160 في جنوب لبنان والتي أنشأ فيها الحزب مواقع له».
إلى ذلك، كتب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس، يوسي ميلمان، أن السؤال الأكثر إثارة للاهتمام والحيرة لدى الاستخبارات الإسرائيلية، هو تقدير توجهات الرئيس السوري بشار الأسد، وإمكان توقيعه اتفاق تسوية مع اسرائيل.
وكشفت الصحيفة وجود اختلاف بين اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في هذا الشأن «بين متفائل ومتشائم»، مشيرة الى ان «رئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية (أمان)، العميد يوسي بايدتس، يقف على رأس معسكر المتفائلين، الذي يقدّر بأن الأسد سيوافق على توقيع اتفاق سلام (مع إسرائيل) إذا استرجع هضبة الجولان، مع كل ما يترتب عليه ذلك من فتح للحدود وعلاقات تجارية ودبلوماسية».
وفي إطار عرض المواقف المتشائمة، قالت الصحيفة إن «رئيس جهاز الموساد، مائير داغان، يعتقد أن الأسد لن يوافق أبداً على تسوية سلمية مع إسرائيل، إذ يرى أن شرعية حكمه مرتبطة وقائمة على العداوة معها». أما رئيس الاستخبارات العسكرية، عاموس يدلين، فيرى «أن الأسد حائر حيال تحديد الموقف، رغم أنه اصبح في السنين الأخيرة أكثر ميلاً إلى الابتعاد عن مسار السلام».

» صفعة دبلوماسيّة ليبيّة للبنان
» تحرّكات دبلوماسيّة سريّة على الحدود: استطلاعات متنوّعة الأهداف
» قراءة إسرائيليّة في «حرب الخطابين»
» آذان إسرائيليّة على الحدود الجنوبيّة
» دروس إسرائيليّة في اختراق الهواتف