الجيش يفاجئ إسرائيل ويخوض معركة بطولية جنوبا: ثلاثة شهداء يدفعون ضريبة الدم.. و"حزب الله" سيقطع اليد التي تمتد لأبطال الوطن!

مجدداً، أثبت الجيش الوطني اللبناني حزمه وثباته..
معركة بطولية بكلّ ما للكلمة من معنى خاضها الجيش اللبناني في أرض الجنوب، أرض العزة والكرامة، في الذكرى الرابعة لانتصار تموز وعلى مسافة ثلاثة أيام فقط من عيده..
معركة بطولية خاضها الجيش وأثبت فيها أنّ شعارات "الشرف والتضحية والوفاء" التي ترفعها المؤسسة العسكرية ليست مجرّد "شعارات فضفاضة" كمعظم الشعارات في هذا البلد بل هي شعارات طبّقت على أرض الواقع، في الميدان..
رغم إمكانياته المتواضعة والتي لا يمكن أن تقارَن بإمكانيات "عدوّه"، وقف الجيش اللبناني ثابتاً شامخاً ولم يتوان عن الدفاع عن الأرض والوطن بكلّ ما أوتي من قوة، موجّهاً بذلك رسائل بالغة الأهمية للجيش الاسرائيلي الذي أخطأ الحسابات مرة أخرى..
الجيش اللبناني، الذي ضاق ذرعاً مع شعبه ومقاومته من الممارسات العدوانية الاسرائيلية ومن الانتهاكات اليومية للسيادة اللبنانية التي تحصل "على عينك يا تاجر" دون أن يحرّك المجتمع الدولي ساكناً، تصدّى للخرق الاسرائيلي الجديد فكانت "المعركة"..
هو تصدّى للخرق الاسرائيلي متحدياً الارادة العدوانية ومؤكداً لكل من تسول له نفسه الاعتداء على الوطن أنّ الأرض ليست سائبة وأنّ هناك من يدافع عنها "مهما كانت التضحيات"..
تماماً كما أثبتت المقاومة للجيش الاسرائيلي قبل أربع سنوات أنّ الاعتداء على لبنان ليس "نزهة" بل أنه سيكون "باهظ الثمن"، كانت رسالة "الجيش" لـ"عدوّه"، هو الذي كرّس بـ"الدم" معادلة الشعب والجيش والمقاومة، المعادلة التي رفضها بعض "السياديين"، أولئك الذين غابوا عن السمع بالأمس..
أما "المقاومة" فلم تغب عن السمع.. هي كانت مستنفرة وعلى أتمّ جهوزية، لكنها، ورغم ذلك، لم تتحرك.. أبلغت قيادة الجيش أنها بإمرته وأنها مستعدة للدخول على الخط، لكنها لم تفعل كي لا تُتّهم بـ"اختلاق الذريعة"، هي التي تؤمن أنّ مشهد جنود الجيش اللبناني يقطّعون أشلاء يجب ان يكون أكثر من "ذريعة" لتلقين "العدو" درساً لن ينساه.. هي ضبطت نفسها هذه المرة، لكنها في المستقبل، لن تبقى ساكتة فـ"اليد الاسرائيلية التي ستمتد إلى الجيش اللبناني ستقطعها المقاومة"، والكلام - المعادلة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله..
في حصيلة اليوم الجنوبي "البطولي"، فقد الجيش الوطني اللبناني شهيدين سقطا في أرض العزّة والكرامة، سقطا وهما يدافعان عن الأرض ضدّ انتهاكات السيادة. ولأنّ الصحافة هي أيضاً عنوان للشرف والبطولة، كانت لها حصتها فسقط الزميل عساف أبو رحال شهيداً تزفّه الصحافة اللبنانية بأكملها اليوم..
القصة ليست قصة شجرة..
إنجاز بطولي للجيش اللبناني..
قد يشعر القارئ أنّ في الأمر مبالغة أو تفخيماً، لكنّ الأمر غير صحيح..
فالجيش، صاحب الامكانات المادية المتواضعة، لم يسكت على خرق سيادة الوطن.. هو تصدى بكلّ ما أوتي من قوة للاستفزازات الاسرائيلية التي لم تأخذ "إجازة" ولو ليوم واحد منذ الرابع عشر من آب 2006.. هو أدرك أنّ شعارات "الشرف والتضحية والوفاء" تقتضي منه "الاستبسال" في صدّ الاعتداء الاسرائيلي..
القصة ليست قصة شجرة بطبيعة الحال ولا يمكنها أن تختصر بها.. صحيح أنّ الجيش تصدى للقوة الإسرائيلية المتقدمة التي افترضت ان مهمة إزالة شجرة تضرب جذورها في التراب الجنوبي، قرب العديسة، هي مجرد نزهة في يوم مشمس، لكنه وجّه رسائل كثيرة في "رمزية" الحدث مؤكداً أن الدفاع عن الأرض والوطن لا يعرف "مستحيلاً"..
وإذا كان الجيش فقد جنديين في "المعركة"، فإنه أردى أيضاً أحد كبار ضباط العدو قتيلاً إضافة الى جريحين، الأمر الذي رفع المعنويات كثيراً خصوصاً مع مشهد الاسرائيليين يطلبون عبر مكبّرات الصوت وقف القتال لسحب جثة جنديهم القتيل، مشهد ذكّر بالمعارك البطولية التي خاضها المقاومون في حرب تموز 2006 والتي تكرّست بانتصار لبنان شعباً وجيشاً ومقاومة..
وحدها، القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "صمتت" وكأنها لا تفهم ما الذي يحصل.. القوات الآتية لـ"حمايتنا" كما يقولون لم تقو على العدوان فكادت "تهرب" لدى وقوعه.. هي اكتفت بـ"التلويح بالأعلام والأيدي" للجنود الاسرائيليين بغية "ضبط النفس" لا أكثر ولم تتدخل في المعركة لا من قريب ولا من بعيد حتى صحّ وصفها بـ"الشاهد الأخرس" كما كتبت صحيفة "السفير" بالخط العريض.

المقاومة لن تسكت بعد اليوم..
اليد الاسرائيلية التي ستمتدّ إلى الجيش اللبناني ستقطعها المقاومة..
معادلة جديدة أطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ختام اليوم الجنوبي الطويل، معلناً بذلك أنّ سياسة "ضبط النفس" التي انتهجها الحزب خلال هذا اليوم لن تدوم، ذلك أنّ ضبط النفس "حرام" مع مشهد الجنود اللبنانيين البواسل يقطّعون أشلاء في أرض العزّة والكرامة وهم يدافعون عن الأرض والشرف..
قالها السيد نصرالله بكلّ صراحة ووضوح: في أي مكان سيعتدى فيه على الجيش من قبل العدو الصهيوني ويكون فيه تواجد للمقاومة أو يد المقاومة تصل إليه فإن المقاومة لن تقف ساكتة ولا صامتة ولا منضبطة، اليد الإسرائيلية التي ستمتد إلى الجيش اللبناني ستقطعها المقاومة.
المعادلة الجديدة أطلقها "السيّد" بعد "تبريره" سياسة "ضبط النفس" التي انتهجها الحزب: كانت الحكمة والمصلحة والوفاء أن تضع المقاومة نفسها في تصرّف الجيش الذي كان يتولى المواجهة المباشرة. اتصل الحزب بقائد الجيش اللبناني وأبلغه بأننا جاهزون ومستنفرون ونحن موجودون وعلى السمع وأننا معكم وقربكم وسند لكم وظهير لكم وكل ما تطلبه قيادة الجيش مركزياً أو القوة الميدانية في الجنوب فشبابنا ومقاومونا وإمكاناتنا في التصرف.
ولمن سيتحدث عن قرار "الحرب والسلم" فإنّ الاجابة جاهزة: هذا ليس قرار الحرب والسلم، عندما تُقطّع أجساد جنود الجيش اللبناني أشلاء في العديسة، هذا ليس قرار الحرب والسلم، هذا دفاع، هذا قرار بالدفاع الشريف، هذا قرار يأخذه كل شريف في هذا البلد وينتقده كل متخاذل في هذا البلد، فليعمل كل العالم حساباته هكذا، الجيش يحمي المقاومة وللمقاومة شرف أن يحميها الجيش والمقاومة تحمي الجيش والشعب يحمي المقاومة والجيش معاً، هذه هي المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان وتحفظ كرامة لبنان.

كلمة أخيرة...
في كلمة "السيد" في الذكرى الرابعة لانتصار تموز، كلام مؤجل إلى الاثنين المقبل..
كلام هو بالأحرى، اتهام واضح وصريح لاسرائيل بالتورط في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري..
اتهام يقول "السيّد" أنه سيدعمه بـ"دليل حسي" على ان اسرائيل ومن خلال عملائها كانت تستغل الخصومة السياسية بين حزب الله والحريري منذ 1993 لإيجاد قناعة لديه واصدقائه ان حزب الله يريد اغتياله، آملاً في فتح أفق مهم في التحقيق.
"السيد"، الذي سيضطر الى كشف سر مهم جداً حول عملية أمنية للمقاومة في لبنان لإثبات المعطيات التي سيعرضها، سيطلّ يوم الاثنين وفي جعبته الكثير.
فهل تطرح "فرضية" تورط إسرائيل على بساط البحث أم أنّ محاولة إعادة الحقيقة إلى مسارها ستطوى مجدداً؟

» الرئيس: سنقطع اليد التي ستخرب ونتمنى من الله أن يرينا يوما في المجرمين
» أسماء رفات شهداء مقابر الأرقام التي ستسلمهم "إسرائيل" للسلطة الفلسطينية
» مخيم برج الشمالي الشاهد الشهيد قدّم ضريبة الدم حتى آخر غارة في حرب 2006
» نصب شهداء الجيش في البارد: إزاحة الستار عن الأحزان
» الجيش وقوى الأمن اللبناني تتخذان أقصى تدبير غدا لمواجهة أي تحرك جنوبا