أبو ردينة نرفض محاولات أطراف خارجية زعزعة الاستقرار المخيمات في لبنان

يبدو ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يكن "يبالغ" في إبداء تخوفه من "أن يتكرّر في عين الحلوة ما حدث في نهر البارد"، ذلك أن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة يرى "أن الاحداث الامنية التي تشهدها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بين الحين والآخر لا تفسير لها سوى أنها محاولات لتوتير الاجواء في لبنان"، ويخلص الى "أن هناك أطرافا خارجية تحاول استغلال هذه الاحداث لتصدير مشاكلها الى الساحة اللبنانية، وبالتالي استغلال الوجود الفلسطيني لزعزعة الاستقرار اللبناني، وهذا ما نرفضه بشدة".
وفي موازاة ذلك، يرى متابعون عن كثب للوضع الفلسطيني في لبنان أن "أبو مازن" لم يكن ليعرب عن قلقه من باريس، من دون أن يستند الى معطيات تجعله يدق ناقوس الخطر، ويوجه رسائل استباقية الى من يراه "ضالعاً" في "مخطط مشبوه" لزعزعة الاستقرار الفلسطيني اللبناني، من بوابة "أكبر مخيم للاجئين في لبنان"، سيما وأنه اعتبر إنّ الصدامات التي شهدها مخيم عين الحلوة الأسبوع الماضي "نذير شؤم وخطر على العلاقات الفلسطينية - اللبنانية"، معرباً عن خشيته أيضاً في أنّ "يكون هناك من يريد لهذه الأحداث المؤلمة أن تتكرر".
ولا شك أن إعلان "أبو مازن" مواقفه هذه من باريس قد اكتسب دلالات خاصة، أكدت أن "القلق" من الانقسام الفلسطيني الحاد في الداخل، ومن تطورات الوضع الفلسطيني العام في لبنان والمنطقة، أرخى بـ"ظلاله الثقيلة" على محادثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي استنكر بدوره اغتيال القيادي في "حماس" محمود المبحوح في دبي.
وفي حين ترى مصادر فتحاوية أن "أبو مازن" وضع اصبعه على الجرح، وكان موقفه بمثابة "جرس الانذار" لكافة الفصائل الفلسطينية لأخذ الحيطة والحذر والتنبه لما يحضر لمخيمات اللاجئين، يبدو أن لدى حركة "حماس" رؤية مغايرة ومختلفة، إذ يرفض القيادي في الحركة رأفت مرة بشدة تصريح الرئيس الفلسطيني لأنه "ليس مقبولاً، ولا مبررا له"، ويعتبر "أنه إذا كان لدى أبو مازن مخاوف من الوضع في عين الحلوة، فالاجدى به، وبدل أن يلجأ الى التصاريح الاعلامية أن يسعى الى ضبط الجماعات العسكرية المحسوبة عليه، وإعطائها تعليمات واضحة بعدم اللجوء الى العنف واستخدام السلاح بأي شكل من الاشكال، سيما وأن هذه الجماعات المسلحة ساهمت في خلق العديد من الإشكالات الامنية في المخيم".
إذاً، ترمي "حماس" الكرة في الملعب "الفتحاوي" المحسوب على الرئيس أبو مازن، وتحمّله مسؤولية ما يحدث في عين الحلوة، رغم أن مرة لا يبرّئ الاطراف الفلسطينية الاخرى، ولكن عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" اللواء خالد عارف يواجه هذه المواقف، بتأكيد المسؤولية المشتركة لكافة الفصائل الفلسطينية لـ"الدفع باتجاه توحيد الصفوف، ووأد هذه الفتنة، وعدم الافساح في المجال أمام أي جهة لتفجير الوضع في المخيم عبر تثبيت لجان أمنية تشرف على حفظ الاستقرار في المخيم، وإبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع القيادات اللبنانية، جهات سياسية وأمنية، من منطلق الحرص على السلم الاهلي الذي ننعم به مع أهلنا اللبنانيين في جوار المخيم".
ويكمل القيادي في "حماس" ما كان بدأه القيادي في "فتح"، ويقول "لقد طوينا صفحة نهر البارد، واليوم نحن حريصون على منع تحويل أي مخيم الى ساحة للتوتر الامني، كي نحفظ الامن الفلسطيني اللبناني المشترك، ونحن كحركة حماس لدينا خطوط استراتيجية واضحة، عنوانها الحفاظ على المجتمع الفلسطيني في لبنان، وعدم السماح باستخدام أي مخيم بؤرة للتوتر الامني"، لكنه يشير إلى أن "هذا يتطلب ممارسة على الارض، وليس مجرد شعارات".
والى الشق المتعلق بإبداء الرئيس الفلسطيني تخوفه من أحداث عين الحلوة، فقد كان لافتاً تأييد "أبو مازن" باسم السلطة الفلسطينية للحكومة اللبنانية بـ"أن تتصرف كما تشاء في موضوع السلاح خارج المخيمات، ونحن معها، وأما بشأن السلاح داخل المخيمات، فنحن معها عندما تقول بأنها تريد البحث في الموضوع".
في هذه النقطة، يلتقي مرة، القيادي في "حماس" مع "أبو مازن"، ويقول "إن موضوع السلاح الفلسطيني في عهدة الحكومة اللبنانية"، في حين يشدد اللواء عارف على "أن موقف الرئيس الفلسطيني يستند الى ما أجمع عليه اللبنانيون في طاولة الحوار، ولكن هذا الاجماع ما زال ينقصه الآلية لتنفيذه، وهذا ما يتطلب تنسيقاً مع الجهات المعنية بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها".