"الاندبندنت": حزب الله يقيم منتزها لفضح إسرائيل

اذا كان لديك الرغبة في التعرف على تاريخ صراع الاحتلال الاسرائيلي مع حزب الله اللبناني ، فما عليك سوى الذهاب الى الجنوب اللبناني لزيارة "منتزه" اقامه الحزب مؤخرا يستعرض تاريخ المقاومة اللبنانية مع هذا الكيان الذي يسعى للسيطرة على الاراض العربية كافة .

وعرض مراسل صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في عددها الصادر الاحد صورة لما يمكن ان تراه لهذا المنتزه القريب من خط المواجهة بين المقاومة اللبنانية ودولة الاحتلال الاسرائيلي، وتحديدا في المنطقة التي كانت اسرائيل تحتلها وتطلق عليها اسم "الحزام الامني".

ويدخل منتزه "حزب الله" الزائر الى اجواء المعركة وكأنه كان شاهد عيان ، حيث تبدأ الجولة بفيديو مدته سبع دقائق يصاحبه موسيقى عسكرية مدوية عن تاريخ الحزب وعناصره الذين قدموا حياتهم لحماية الاراضي اللبنانية .

وتصل بك الجولة بعد ذلك الى المتحف الذي يعرض دبابات اسرائيلية محترقة وصواريخ معطلة وخنادق، وكلها تعود للمواجهات المسلحة التي جرت بين الحزب والقوات الاسرائيلية على مدى السنوات الماضية.

وفي القاعة الخارجية توجد صور على الحائط تقدم تشريحا مفصلا للآلة العسكرية الاسرائيلية ، الى جانب صور الأقمار الاصطناعية للاهداف المحتملة في حزب الله داخل دولة الاحتلال .

وفي ساحة خارجية تجد دبابات ومدافع اسرائيلية مدمرة ، بينها مدفع دبابة "ميركافا" كتب في حجر موجود بالوسط باللغة العبرية وبحرف كبيرة "الهاوية" و "مستنقع" .

وتجد ايضا داخل هذا المنتزه نماذج لصواريخ حزب الله المخبأة داخل الغابات والاحراش لتتعرف على اسلوب الحزب في القتال الذي يعرف باسم "حرب العصابات" ، الى جانب مجسمات لمقاتلي الحزب .

ومن المعروف ان حزب الله يستخدم في عملياته العسكرية اسلوب حرب العصابات والعمليات الاستشهادية، والتي في الأغلب تستعمل الكمائن والعبوات الناسفة والمدافع بالإضافة إلى صواريخ الكاتيوشا التي اشتهر الحزب باستعمالها ضد المستوطنات الإسرائيلية.

ومع استمرار جولة الزائر يصل الى نفق يوجد بها غرفة للعمليات معلق عليها صورة الامين العام للحزب حسن نصر الله ، فضلا عن مطبخ وقاعة للصلاة ، ومكان للعيش يتسع لنحو 30 رجلا .

وفرض حزب الله نفسه بقوة على الساحة السياسية اللبنانية على مدى أكثر من عشرين عاماً، وقد اكتسب شرعيته المحلية والاقليمية عن طريق المقاومة العسكرية للوجود الإسرائيلي خاصة بعد اجتياح بيروت عام 1982

وكانت اولى العمليات الناجحة التي قام بها الحزب وكسبته شهرة مبكرة في العالم العربي، قيامه بنسف مقر القوات الأمريكية والفرنسية في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1983، وقد أسفرت تلك العملية عن مقتل 300 جندي أمريكي وفرنسي.

ومن اشهر العمليات ايضا عملية تعرف باسم "انصارية"عام 1997 عندما استدرجت طائرة هليكوبتر على متنها ستة عشر مقاتلا من القوات الإسرائيلية الخاصة وأبادتهم جميعا.

وكانت المواجهة الاخيرة بين الجانبين عام 2006 فيما يعرف باسم "حرب تموز" والذي اكد تقرير لجنة شكلتها دولة الاحتلال يعرف باسم "فينوجراد" ان هذه الحرب فشل كبير وخطير لإسرائيل‏,‏ وتمثل فشلا علي المستويين السياسي والعسكري نظرا لأنها كانت بلا استراتيجية محددة ولم تحقق الأهداف المتوقعة منها‏ .

وكانت الاحصائيات الإسرائيلية كشفت أن حصيلة 32 يوما من القتال مع حزب الله جاءت كالتالى ، مقتل 119 عسكريا و39 مدنيا إسرائيلياً، 5000 جريح، سقوط 3970 صاروخ كاتيوشا من صواريخ المقاومة على مدن شمال ووسط فلسطين المحتلة عام 1948 ، خسائر اقتصادية تصل إلى 25 مليار شيكل.

أما خسائر حزب الله ، بحسب التقرير الذي يستند في معلوماته إلى مصدرين هما الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية المناهضة لحزب الله ، فبلغت 50 مقاتلا ( حسب مصادر الأمم المتحدة ) و49 مقاتلا ( حسب مصادر الحكومة اللبنانية ) .