الأسد ونجاد يختاران «التقارب» لا «التباعد»: إلغـاء تأشـيرات الدخول ... والغـدر الإسرائيلي ممكن

عززت دمشق وطهران، أمس، تقاربهما بالتوقيع على اتفاقية إلغاء تأشيرات الدخول بينهما، ومشاركة الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد في إحياء ذكرى المولد النبوي في جامع في دمشق، وذلك بعد ساعات على الدعوة الأميركية لسوريا لـ«الابتعاد» عن ايران.
وعلق الأسد ساخرا على كلام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي أعلنت فيها أن واشنطن طالبت دمشق بالابتعاد عن طهران، موضحا أن البلدين وقعا «اتفاقية للابتعاد» في إشارة إلى القرار المعاكس بإلغاء السمات، مضيفا «ما على العالم أن يتطلع إليه هو تقارب الدول مع بعضها البعض لا تباعدها». كما علق نجاد متهكما على تصريحات كلينتون بالقول «فليشعروا بالغضب وليموتوا بغيظهم»، مشددا على انه لا يوجد مسافة تفصل بين سوريا وإيران، وأن الافضل للمنطقة هو رحيل الاميركيين عنها.
ورحب الرئيس السوري بنجاد، الذي زار دمشق في موعد رمزي، هو عيد المولد النبوي الشريف، حيث صلى والأسد في جامع الرئيس الراحل حافظ الأسد في دمشق في دلالة رمزية على تقارب المذاهب الإسلامية ووحدتها. ولاحقا اجتمع نجاد مع وفد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين من لبنان وسوريا، كما التقى بوفد من «حزب الله» على رأسه الأمين العام السيد حسن نصر الله، كما التقى قيادات من حركات المقاومة الفلسطينية.
وعقد الأسد ونجاد لقاء فور وصول الرئيس الإيراني إلى دمشق، استمر قرابة ساعة ونصف ساعة، تلاه مؤتمر صحافي، بدا مختصرا بالمقارنة بالمؤتمرات التي كانت تجمع القيادتين، وذلك نظرا لارتباط الزعيمين بموعد صلاة ذكرى المولد كما جدول أعمال نجاد الحافل في دمشق. وبحث الجانبان في لقائهما «العلاقات المميزة بين البلدين الصديقين وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية». ووقع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره الإيراني منوشهر متكي اتفاقية إلغاء سمات الدخول.
مؤتمر صحافي
واستهل الأسد، المؤتمر الصحافي المشترك مع نجاد، بالترحيب باتفاقية إلغاء السمات، معتبرا أنها «ستؤدي إلى التواصل وتكريس المصالح المشتركة بين الشعبين وستدفع العلاقات الثنائية على كل المستويات من دون استثناء».
واعتبر الأسد أن لا خيار أمام حكومات المنطقة وشعوبها إلا أن تكون مع بعضها البعض من خلال توسيع شبكة التواصل بينها، مشددا على أن «هذا هو الطريق الوحيد إذا أردنا الوصول إلى القرار المستقل الذي يحولنا من مستوردين للمستقبل، إلى صناع له».
وردا على تصريحات كلينتون، قال الأسد «نتمنى من الآخرين ألا يعطونا دروسا ونصائح عن تاريخنا ومنطقتنا، فنحن أدرى بمصالحنا ونحن نحدد أين ستذهب الأمور»، معربا عن استغرابه «كيف يتحدثون عن الاستقرار والسلام في المنطقة ويدعون للابتعاد بين أي دولتين». وأضاف متهكما «لذلك التقينا لنوقع اتفاقية ابتعاد بين سوريا وإيران» في إشارة إلى اتفاقية إلغاء سمات الدخول بين البلدين. وتابع ضاحكا «لكن بما أننا فهمنا الأمور خطأ، ربما بسبب الترجمة أو محدودية الفهم، وقعنا اتفاقية إلغاء التأشيرات، ولا نعرف إن كان هذا يتوافق مع ذاك».
كما علق نجاد متهكما على تصريحات كلينتون، بالقول إن كلامها مثل «كلام أم العروس» كونه ليس في محله، مضيفا «ليس هناك من مسافة تفصل بين سوريا وإيران، ولم يطلب احد من كلينتون أن تبدي وجهة نظرها». وتابع «كل الحكومة الأميركية لا تؤثر على علاقات المنطقة وشعوبها. لقد انتهى العهد الذي تدار به الأمور من وراء البحار، إنهم يريدون الهيمنة ويشعرون أن سوريا وإيران تحولان دون ذلك»، مقترحا عليهم «أن يغادروا ويريحونا».
وحول التهديدات الإسرائيلية الأخيرة لسوريا والمنطقة، قال الأسد «علينا أن نكون مستعدين في كل وقت ولحظة لأي عدوان قد يحصل في أي وقت وتحت أي مبرر أو سبب»، موضحا أن التهديدات «لم تأت كحالة منعزلة ولكنها تأتي في سياق التاريخ الإسرائيلي المبني على الغدر والعدوان والاحتلال والهيمنة، ومن الخطأ أن نقيم هذه الحالة من خلال التصريحات».
وأضاف أن تلك التصريحات «لا تعني أن إسرائيل ستقوم بعدوان، ولا يعني عدم التصريح أنها لن تقوم بعدوان. نحن نفترض أننا أمام كيان ربما يقوم بعمل عدواني في أي وقت طالما تاريخه عدواني». وتابع «نقوم بتجهيز أنفسنا لعدوان إسرائيلي، سواء أكان صغيرا أم كبيرا».
ورأى الأسد أن التصريحات الإسرائيلية تحمل في طياتها رسالتين «رسالة لسوريا وللتيار المقاوم في المنطقة لكي تدفعه باتجاه الخضوع والخنوع»، والرسالة الثانية «للداخل الإسرائيلي من أجل رفع معنويات هذا الداخل بعد سلسلة من الاحباطات جراء الهزائم التي منيت بها».
وأشار الرئيس السوري إلى انه استمع للموقف الإيراني في ما يخص الملف النووي، معربا عن اعتقاده وبناء على ما سمعه من المسؤولين الغربيين خلال الشهور الماضية بأن «ما يحصل هو عملية استعمار جديد للمنطقة من خلال منع دولة عضو في الأمم المتحدة موقعة على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وتسعى لامتلاك الطاقة السلمية وبناء على هذه الاتفاقية تمنع من حق التخصيب رغم المرونة الإيرانية»، لافتا إلى أن «الموضوع مخطط مسبقا بأن تمنع الدول الإسلامية من امتلاك هذه التكنولوجيا أو غيرها، أي أن حق المعرفة ممنوع والقضية في هذا الإطار»، محذرا من أن «ما سيطبق على إيران سيطبق على كل دول المنطقة لاحقا».
ومن جانبه، حذر نجاد «الكيان الصهيوني من تكرار أخطاء الماضي مرة أخرى بالعدوان على دول المنطقة فهذا يعني موته المحتوم». وقال «هذه المرة كل شعوب المنطقة، وفي مقدمتها سوريا وإيران ولبنان والعراق وجميع الشعوب سيقفون بوجه هؤلاء وسيقتلعون الصهاينة من جذورهم، وعلى العالم أن يعرف أن الشعب الإيراني يقف إلى جانب الشعب والحكومة في سوريا والمقاومة الفلسطينية».
وحول العلاقات الثنائية بين دمشق وطهران، قال نجاد «على الجميع أن يعلم أن العلاقات الثنائية علاقات أخوية عميقة متطورة متسعة ومستديمة ولا يوجد أي عامل يمكن أن يمسها»، مشددا على أن دائرة التعاون بين البلدين تتسع يوما بعد يوم في مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والسياسية وآفاقها واضحة وبناءة وباهرة.
وعن أدائه الصلاة في أحد مساجد دمشق، رأى نجاد أن «شعوب المنطقة واحدة وموحدة». وقال «رسولنا كان يدعو إلى الوحدة بين الأمة الإسلامية، واليوم أعداؤنا متحدون. من الطبيعي علينا أن نأخذ الدروس من سيرة رسولنا الكريم الذي كان يدعو إلى الوحدة الإسلامية»، مؤكدا أن «لا فرق بالنسبة لنا بالنسبة للمسجد، خاصة أن الشعب السوري والحكومة السورية وإيران، جسد واحد».
من جهته، قال الأسد «اليوم نحن في محطة المولد النبوي نقيم الوضع السياسي، ونرى أن المحطات السابقة التي مرت خلال عقود وسنوات ماضية وبالرغم من الاحباطات والعثرات الكبيرة التي أصابت المنطقة وشعوبها وحكوماتها فإن المحصلة كانت لمصلحة القوى المقاومة في المنطقة، والتي قاومت ودافعت عن حقوقها». وأشار إلى أن مشاركة نجاد في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في دمشق «تعبر عن وحدتنا كمسلمين، وخاصة في ظل ظروف نسمع فيها عن مصطلحات تفريقية وتدميرية ليست جزءا من الدين ولا من الثقافة».
وأكد نجاد لدى لقائه ممثلي قادة 10 فصائل فلسطينية، بينهم رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل، أن «المقاومة هي الخيار الناجح لتحرير الأرض». وكرر «وقوف إيران بكل قوة إلى جانب الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه».
وإضافة إلى مشعل والطاهر، شارك في اللقاء الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة احمد جبريل والمسؤول الثاني في الجهاد الإسلامي زياد نخالة، وفهد سليمان من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين.
وخلال لقائه مع رجال الدين المسلمين والمسيحيين، قال نجاد ان «اسرائيل اليوم ككرة ثلج في نهار قائظ».

» الصديق: انا في هولندا وكنت مرافقا لباسل الأسد وماهر الأسد هو المستر X
» أشتون فى الجامعة العربية : قرارات إسرائيل الأخيرة تقوض محاولات التقارب
» مدن فلسطين تتذكّر النكبة في كنف المصالحة مصـر تطلب إلغـاء المسـيرة إلى حـدود غـزة
» مدفيديف ونجاد: سيتم قريبا تشغيل محطة بوشهر الكهروذرية بايران
» ثورة في ايران ضد خامنئي ونجاد - والاستيلاء علي قاعدة للحرس الثوري غرب طهران