أشتون فى الجامعة العربية : قرارات إسرائيل الأخيرة تقوض محاولات التقارب

أكدت كاثرين أشتون ممثلة الاتحاد الأوروبى السامية للشئون السياسية الخارجية والأمن نائبة رئيس مفوضية الأوروبية على أن حل النزاع العربى الإسرائيلى سيمهد الطريق لعهد جديد للشرق الأوسط بما سيفتح الطريق أمام إمكانات عدة للتكامل الإقليمى والتعاون الدولى.
وحذرت من أن القرارات الإسرائيلية الأخيرة بشأن إقامة مستوطنات جديدة بالقدس الشرقية قد خاطرت وقوضت الاتفاق المؤقت للبت فى محادثات لتحقيق التقارب بين الطرفين.
جاء ذلك فى كلمة ألقتها أشتون أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى وفايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى ومشيرة خطاب وزيرة الدولة لشئون الأسرة.
وقالت أشتون إن الهدف الرئيسى من جولتها لمنطقة الشرق الأوسط التى بدأت بزيارة لمصر هو إظهار الاهتمام الذى يوليه الاتحاد الأوروبى لحل النزاع العربى الإسرائيلى ، وهو أمر هام بالنسبة للمصالح الأوروبية وضرورى لحل المشكلات فى المنطقة.
وأكدت على موقف الاتحاد الأوروبى الواضح بشأن المستوطنات باعتبارها غير قانونية وتشكل عقبة أمام السلام وتقوض من الحال القائم على إقامة دولتين وتجعله مستحيلا.
وأكدت كاثرين أشتون ممثلة الاتحاد الأوروبى السامية للشئون السياسية الخارجية والأمن على أن المنطقة فى حاجة إلى سلام قائم على القانون الدولى .. مضيفة "نحن نريد سلاما الآن لأن أى تأخير من شأنه أن يجعل السلام أكثر صعوبة".
وقالت آشتون "إن رسالتها اليوم تركز على "إن العمل سويا بشكل مشترك وبعزم جدى يمكننا من أن نوجد السلام الشامل الذى يتضمن سوريا ولبنان وتنفيذ مبادرة السلام العربية".
وأوضحت أننا على دراية بأن مفهوم السلام يتجاوز توقيع الاتفاقيات بشأن الحدود والتريتبات الأمنية وهو يشمل مفهوم الوفاق والمصالحة والتعاون عبر الحدود وتحقيق الأمن المشترك.
وأضافت أن على الجميع أن يقدموا إسهاماتهم وأن يضطلعوا بمسئوليتهم .. مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبى لديه التزام صارم لتحقيق الأمن لإسرائيل ويشجع وجود اتفاق يحقق العدل والحرية والكرامة للفلسطينيين.
وأكدت أن معالم التسوية المتفاوض بشأنها معروفة وتتمثل فى الحل القائم على إقامة دولتين يعيشان جنبا إلى جنب فى سلام وأمن.
وقالت كاثرين أشتون ممثلة الاتحاد الأوروبى السامية للشئون السياسية الخارجية والأمن "إن هدفنا هو وجود دولة فلسطينية فى الضفة الغربية متضمنة القدس الشرقية وقطاع غزة على أساس حدود 1967" .. مضيفة أنه إذا تحقق السلام الحقيقى علينا أن نجد سبيلا لحل وضع القدس كعاصمة مستقبلية لإسرائيل وفلسطين.
ودعت آشتون إلى ضرورة التوصل إلى حل لقضية اللاجئين .. موضحة أن إمكانية وجود محادثات مقاربة بين الجانبين قد تكون فرصة جديدة لإيجاد الحل ، ولكن "نحن نريد نتائج والتزاما حقيقيا وليس إعادة لذكر مواقف معروفة بالفعل ونريد عملية تؤدى إلى نتائج".
وأضافت آشتون أن هناك العديد من الصعوبات ومن أبرزها قرار الضم الإسرائيلى للمواقع الدينية والثقافية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة لتكون على لائحة المواقع الأثرية الإسرائيلية .. ووصفت القرار بأنه "غير إيجابى ويؤدى إلى نتائج عكسية تماما".
وأكدت أن حصار قطاع غزة أمر "غير مقبول" ويشكل معاناة إنسانية ويسىء بشدة إلى إمكانية التقدم للأمام .. مضيفة أنها ستتوجه إلى غزة فى إطار جولتها الحالية للتعبير عن تضمانها مع الشعب والوقوف على الدعم الذى يقدمه الاتحاد الأوروبى للقطاع على أرض الواقع.
وأثنت كاثرين أشتون ممثلة الاتحاد الأوروبى السامية للشئون السياسية الخارجية والأمن على الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبومازن" ورئيس الوزراء سلام فياض اللذان أكدا للاتحاد الأوروبى أنه يمكنهما بناء المؤسسات فى دولة فلسطين المستقبلية.
ودعت آشتون الفلسطينيين إلى إنهاء الانقسامات فيما بينهم لأنها "لا تخدم مصالحهم على الإطلاق" .. واصفة الانفصال السياسى والطبيعى بين غزة والضفة الغربية بأنه "خطير" ولهذا فإن الوفاق الفلسطينى أكثر أهمية الآن عن ذى قبل.
وقالت المسئولة الأوروبية إنه على منظمة التحرير الفلسطينية أن تضطلع بمسئوليتها فى هذا الصدد وأن تواجه تحدى التجديد والإصلاح".
وأضافت أن العالم العربى أيضا عليه مسئولية كبيرة فى هذا الصدد .. مشيدة بالجامعة العربية لاتخاذ قرار بشأن دعم المحادثات بين الجانبين بالرغم من الصعوبات الموجودة.
وأكدت آشتون أن الاتحاد الأوروبى يعد من الداعمين الرئيسيين لمبادرة السلام العربية .. مشيرة إلى أن أوروبا على استعداد أيضا بالقيام بمسئوليتها من خلال استمرار الاتحاد الأوروبى فى دعم البناء المؤسسى الفلسطينى "ولكن لا يجب أن يتحقق هذا الأمر على حساب عملية السلام".
وأوضحت أن البناء المؤسسى يجب أن يسهل من عملية السلام ولا يكون بديلا عنها .. مضيفة أن الاتحاد الأوروبى يعمل مع السلطة الفلسطينية من أجل بناء المؤسسات الضرورية عند إقامة الدولة الفلسطينية.
وأكدت كاثرين أشتون ممثلة الاتحاد الأوروبى السامية للشئون السياسية الخارجية والأمن على أن الاتحاد الأوروبى على استعداد لدعم الأطراف فى المفاوصات ، وتقديم حزمة من المساعدات لكن هذا الالتزام لن يكون مفتوحا لأن الاتحاد يتوقع أن يرى تقدما عاجلا من قبل كافة الأطراف صوب إقامة دولة فلسطينية طبقا لحدود 67.
وأشارت أيضا إلى استعداد الاتحاد الأوروبى لتقديم ضمانات آخرى سياسية ومالية وأمنية لتسهيل عملية السلام .. مذكرة أن الاتحاد يشارك فى البعثات الأمنية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وفى سيناء وجنوب لبنان.
وقالت المسئولة الأوروبية إن الاتحاد الأوروبى يعد المانح الرئيسى الأكبر لمنظمة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين كما لديه مجموعة عديدة من الأنشطة لحفظ مستقبل القدس كعاصمة مشتركة.
ولفتت إلى أنه إذا لم تتمكن الأطراف من الوصول لاتفاق بشأن تلك القضايا سيعمل الاتحاد الأوروبى على التوضيح بصورة أفضل كيفية تقديم مساعدة أكبر عن طريق تقديم ضمانات إضافية مثلا.
وأوضحت آشتون أن الاتحاد الأوروبى يرغب فى أن يحقق شراكة أعمق مع اللاعبين الرئيسيين بما فى ذلك الرباعية الدولية وجامعة الدول العربية .. مشيرة إلى أن المستوى الحالى من عدم الثقة والعداء بين الأطراف مرتفع جدا والحماس الذى أحاط باتفاقيات أوسلو قد اختفى بدرجة كبيرة ولم يتبق سوى "التشاؤم والشك".
وتابعت أن الاتحاد الأوروبى يريد التعاون مع كافة الدول فى المنطقة لترجمة السلام إلى تكامل إقليمى حقيقى يحقق النمو ومزيدا من التجارة والاستثمار والأمن ومعايير أفضل لحياة شعوب المنطقة.
ودعت كاثرين أشتون ممثلة الاتحاد الأوروبى السامية للشئون السياسية الخارجية والأمن المجتمع الدولى – متضمنا الشركاء العرب – إلى تقديم الضمانان للأطراف حتى يمكنهم اتخاذ الخطوات اللازمة صوب النجاح ، مشيدة بالجهود التى يبذلها عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية لحث الوحدة العربية فيما يختص بالقضايا الإقليمية.
وأشارت المسئولة الدولية إلى أنها ستتوجه فى ختام الجولة بالشرق الأوسط إلى موسكو لحضور اجتماع الرباعية الدولية وتلك ستكون المرة الأولى بالنسبة لها .. مشددة على الحاجة إلى إعطاء دفعة لتشكيل بنود مرجعية قوية للمفاوضات ولوضع معايير التقدم وتقييم مدى الامتثال لخارطة الطريق.
وأعربت عن يقينها من أن الوساطة الفعالة ضرورية .. مشيرة إلى أن جهود الولايات المتحدة سيعززها شركاء الرباعية الدولية ولجنة المتابعة التابعة للجامعة العربية.
وقالت "بوسعنا أن نحرز تقدما فى تلك العملية "فنحن بحاجة إلى زخم لو كنا نرغب فى تحقيق النجاح" .. داعية إلى ضرورة الانتقال من عملية إدارة الأزمات إلى عملية حل النزاع بما فى ذلك العالم أجمع.
وأعربت عن أملها أن يشهد هذا الأسبوع بداية محادثات الوفاق التى ستؤدى إلى مفاوضات وتسوية تمهد الطريق لتحقيق السلام للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى .. مؤكدة أهمية السلام باعتباره أمرا عاجلا وقابلا للتحقيق.
وأعربت اثرين أشتون ممثلة الاتحاد الأوروبى السامية للشئون السياسية الخارجية والأمن عن سعادتها لوجودها بالقاهرة "مدينة الانتصارات" فى مستهل جولتها بالشرق الأوسط .. واصفة مصر بأنها "شريك أساسى فى المنطقة".
وأكدت الأهمية التى يوليها الاتحاد الأوروبى لمنطقة البحر المتوسط والعالم العربى .. معربة عن سعادتها فى إلقاء خطابها من القاهرة ومن مقر الجامعة العربية.
وقالت إن أوروبا والعالم العربى يقتسمان تاريخا مشتركا ومصيرا مشتركا .. مشيرة إلى الارتباط بين الجانبين .. وخير دليل على ذلك هو سياسة الجوار الأوروبية التى تضم العديد من البرامج والهياكل التى تعمل على تشكيل مستقبل أفضل لشعوبنا يرتكز حول التنمية المستدامة والتعليم والاندماج فى النظام الاقتصادى العالمى الجديد.
وأشارت إلى الاتحاد من أجل المتوسط الذى تتقاسم مصر رئاسته مع فرنسا .. مذكرة أن التعاون المتنامى مع الجامعة العربية فى صورة برامج تهدف إلى التقريب بين الجانبين.
وأضافت أشتون أن الجانبين يريدان تحقيق تغيير فعلى على أرض الواقع وإشراك الشعوب فى مشروعات ملموسة فى مجالات رئيسية مثل إزالة تلوث البحر المتوسط وخطة الطاقة الشمسية المتوسطية.