"الاستيطان" يهدد بنسف المفاوضات وجهود أمريكية لإنقاذها

كثفت الولايات المتحدة من جهودها في مسعى للتوصل إلى اتفاق يتيح استمرار مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي استؤنفت قبل 3 اسابيع، وذلك قبل يوم واحد من انتهاء العمل بقرار دولة الاحتلال والذي صدر قبل 10 اشهر بوقف جزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية.

إلا أن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن الفترة تنتهي فعليا في الثلاثين من الشهر الجاري، إذ تم التوقيع على قرارات التجميد بعد 3 أيام من اتخاذ قرار بشأنها في الحكومة الإسرائيلية.

وأوضحت مصادر إسرائيلية أن البناء في المستوطنات سيستأنف مع انتهاء مفعول أمر التجميد غدا، مشيرة إلى أن الاتجاه هو القيام ببناء بحجم ضيق مثلما كان في فترة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت.

ياتي هذا في الوقت الذي حذر فيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، من حرب جديدة في المنطقة إذا لم تحل قضية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وذلك بعد ساعات قليلة على دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إسرائيل إلى تمديد فترة تجميد بناء المستوطنات.

وفي إطار الجهود الأمريكية، اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في نيويورك الليلة الماضية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال عباس بعد الاجتماع إنه لم يتم بعد التوصل إلى أي شيء جديد مشيراً إلى أنه سيعود ويجتمع مع الوزيرة الأمريكية اليوم السبت. وأكد أنه لن يوافق على أي صيغة تتضمن تجميداً جزئياً لعملية البناء في المستوطنات.

وعاد الرئيس الفلسطيني إلى لغة التهديد، محذراً من أن مفاوضات السلام ستتوقف إذا استؤنف الاستيطان. وقال، خلال لقاء في نيويورك مع ممثلي الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، "أنا أقول كلمة واحدة، اذا لم يوقف الاستيطان فستوقف المفاوضات".

وأضاف: "لا نستطيع أن نقبل المفاوضات في ظل الاستيطان. لقد بلغ السيل الزبى. هناك فرصة للسلام لكن إسرائيل تريد مواصلة الاستيطان. هذا غير ممكن".

وتساءل عباس "ما المطلوب منا؟ هذا الوضع غير محتمل، والخطوة المقبلة هي أن تقوم القيادة الفلسطينية بدراسة القرار الواجب اتخاذه، وسأجتمع مع لجنة المتابعة العربية في نيويورك وأشرح لهم الموقف. ويوم التاسع من اكتوبر/تشرين الأول المقبل، هناك قمة سرت الثانية حيث سأوضح للقادة العرب الموقف لأن القضية الفلسطينية قضية العرب جميعا".

بدوره، نفى نبيل أبو ردينة الناطق بلسان رئاسة السلطة الفلسطينية الأنباء التي تحدثت عن حدوث مرونة في الموقف الفلسطيني من عملية البناء في المستوطنات، مؤكداً أن الجانب الفلسطيني يصر على ضرورة تجميد البناء في المستوطنات بشكل كلي ويعتبر جميع المستوطنات بأنها غير شرعية

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، انه لا طائل تحت المفاوضات في حال استئناف اعمال البناء في المستوطنات . وأضاف ان تمديد اسرائيل مفعول قرارها بتجميد اعمال البناء في المستوطنات يدل على جديتها في التوصل الى اتفاق سلام.

في غضون ذلك، ألمحت إسرائيل، أمس، إلى احتمال التوصل إلى تسوية حول مسألة الاستيطان قبل انتهاء العمل بقرار التجميد الجزئي للبناء يوم غد، لكنها شددت، بالرغم من ذلك، على أن أنشطتها الاستيطانية ستتواصل، وإن بوتيرة أقل، فيما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن أن المستوطنين يستعدون لبناء نحو 2200 وحدة سكنية ابتداءً من مطلع الأسبوع المقبل.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى في مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، استعداد إسرائيل للتوصل إلى "حل وسط في قضية استمرار تجميد البناء في المستوطنات، شرط ألا يكون هذا التجميد شاملاً".. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المسؤول زعمه إن نتنياهو "يبذل جهوداً مكثفة للتوصل إلى حل وسط كهذا حتى انتهاء مفعول قرار التجميد" غداً.

الى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، امس، أن رئيس نتنياهو، عقد اجتماعا للتداول في موضوع البناء في المستوطنات شدد خلاله على استئناف المفاوضات.

وقال: "إن قرار حكومته بتجميد الاستيطان لمدة 10 اشهر، تنتهي في 26 سبتمبر الجاري، كانت بادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين الذين وافقوا على الشروع في مفاوضات مباشرة فقط قبل شهر من نهاية مدة التجميد".

وأضاف نتنياهو أنه "إذا اراد الفلسطينيون سلاما فإنهم سيبقون معنا في المحادثات للتوصل إلى اتفاق إطار خلال عام".

وأعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق حول إطار معاهدة السلام في غضون عام، إذا قرر الفلسطينيون المضي قدماً في المفاوضات.

إلا أن نتنياهو عاد ونسف الحديث عن حل وسط، وأعلن إصراره على استئناف البناء في المستوطنات، وطالب زعماء غربيين بإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم الانسحاب من المفاوضات.

في المقابل، اتهم "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة" الرئيس الأمريكي "بالرضوخ لتهديدات الفلسطينيين بالانسحاب من طاولة المفاوضات اذا لم تتم الاستجابة الى شروطهم المسبقة" المتعلقة بتمديد قرار تجميد بناء المستوطنات.

ومع نهاية مدة تجميد الاستيطان غداً، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن المستوطنين "يعتزمون تجديد البناء في الضفة الغربية الاثنين فورا". وقالت إن التقديرات تشير إلى أن "هناك تراخيص لبناء 2000–2200 وحدة سكنية"، مضيفة أن "مقاولي البناء سيباشرون الاثنين".

وبحسب المستوطنين، فإنه قبل أن يقرر رئيس الحكومة الإسرائيلية ماذا سيفعل، ستكون مئات الوحدات السكنية المرتبطة بكل شبكات البنى التحتية قد بُنيت.

» اليمين الإسرائيلي يهدد بحل الكنيست إذا تم تجميد الاستيطان
» رسالة أمريكية تتعهد فيها بالاعلان عمن سيقف خلف فشل المفاوضات
» نتنياهو يهدد بوقف المفاوضات عاما اخر اذا اصر الفلسطينيون على مواقفهم
» المستوطنون يدعون نتنياهو إلى استئناف الاستيطان وليبرمان يهدد بالانسحاب من الحكومة
» الاستيطان حجة الفلسطينيين للتهرب من المفاوضات