مع انتهاء قرار التجميد: المستوطنون يسابقون الزمن لفرض وقائع جديدة على الأرض

مع انتهاء قرار التجميد: المستوطنون يسابقون الزمن لفرض وقائع جديدة على الأرض
بعد انتهاء قرار تجميد الاستيطان الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية قبل عشرة أشهر، الليلة الماضية، أقدم المستوطنون بصورة حثيثة على البناء في المستوطنات في خطوة منهم لفرض وقائع على الأرض.
ولم يقتصر استئناف البناء على المستوطنين فقط، بل لاقى مساندة عدد كبير من أعضاء الكنيست الإسرائيلية ووزراء في حكومة نتنياهو، رغم مناشدة نتنياهو لوزرائه بعدم إشهار دعواتهم لمواصلة البناء في مستوطنات الضفة الغربية في الفترة الحالية.
فقد أوعز وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى المسؤولين في وزارته، بشق طريق جديدة بين مستوطنة 'كريات أربع' ومدينة الخليل بكلفة قد تصل إلى 20 مليون شيقل.
وقال وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي دانئيل هركويتش في احتفال نظم في مستوطنة 'يكير' المقامة على أراضي محافظة سلفيت أمس، 'نحن نودع اليوم تجميد الاستيطان، وحان الوقت للعمل والبدء بالبناء بشكل مكثف'.
كما بدأ مستوطنون صباح اليوم، بالعمل على توسيع مستوطنة 'يتسهار' جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، حيث تعمل منذ ساعات الصباح، 6 جرافات ضخمة على تسوية المناطق الجبلية تمهيدا للبناء عليها.
وكان مستوطنون أقاموا مساء أمس بؤرة استيطانية جديدة غرب نابلس قرب بؤرة 'شفوت رحيل'.
أما في محافظة الخليل، فقد أقدم مستوطنون من مستوطنة 'أفرات' المقامة على أراضي بلدة بيت أمر في المحافظة على تجريف أراضي آل أبو عياش في البلدة بحماية قوات الجيش.
وأوضحت أسماء أبو عياش التي تملك جزءا من الأرض التي يتم فيها التجريف، أن أهالي البلدة فوجئوا في ساعات الفجر الأولى بعشرات المستوطنين وهم يجرفون أراضيهم القريبة من مستوطنة 'أفرات' لتوسيعها.
وفي محافظة سلفيت، تقوم منذ صباح اليوم جرافات الاحتلال بالعمل لبناء حي استيطاني في مستوطنة 'اريئيل'، في الوقت الذي يحاول فيه قادة العالم إيجاد حل لمشكلة تجديد تجميد الاستيطان من اجل مواصلة العملية السلمية.
وبينت مصادر في 'أرئيل'، أن المستوطنين أصدروا تعليماتهم إلى المقاولين بالبدء بأعمال البناء، وسيتم بناء 50 وحدة استيطانية في 'اريئيل' لإسكان عشرات المستوطنين.
أما في محافظة بيت لحم، فقد أجبر عدد من المستوطنين صباح اليوم، أحد المزارعين من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، على مغادرة أرضه الزراعية، حيث فوجئ المزارع إسلام علي عطية جابر (25 عاما)، أثناء تواجده في أرضه في منطقة 'كيلو 17' والمسماة بـ'الثغرة'، حيث كان يستصلحها من خلال جرافة، فوجئ بقدوم عدد من المستوطنين وإجباره تحت التهديد بالسلاح على مغادرتها.
وقد توجه جابر إلى الشرطة في مجمع مستوطنة 'عتصيون' التي حضرت إلى الأرض وأجبرته والمستوطنين على مغادرة الأرض، رغم تأكيده أنه صاحبها ويريد استصلاحها.
وكان الرئيس محمود عباس قد تساءل خلال لقائه أمس عددا من الشخصيات اليهودية الفرنسية في العاصمة باريس، إنه إذا كانت إسرائيل قد أوقفت الاستيطان في ظل عدم وجود مفاوضات، فلماذا لا تستمر بالتجميد في ظل وجود مفاوضات؟.
وشدد سيادته على ضرورة اختيار إسرائيل بين السلام أو الاستيطان.

ــ