مؤتمر للصحة النفسية بعنوان: "أطفال غزة 20 شهرا بعد الحرب الإسرائيلية على غزة"

نظم برنامج غزة للصحة النفسية مؤتمر بعنوان:" أطفال غزة 20 شهرا بعد الحرب الإسرائيلية على غزة ..الآثار النفسية والاجتماعية"، وذلك اليوم الثلاثاء في قاعة فندق الكومودور على شاطئ بحر غزة، بحضور الدكتور أحمد أبو طواحينة مدير عام برنامج غزة للصحة النفسية، وفهمي أبو شعبان ممثل مؤسسة التعاون، والدكتور فضل أبو هين مدير مركز التدريب وإدارة الأزمات، ولفيف من المهتمين بشؤون الأطفال.

الأطفال

من جهته أكد الدكتور أحمد أبو طواحينة على ضرورة الاهتمام بالدراسات التي توضح الجانب الايجابي وعوامل القوة لدى الأطفال وضرورة تسليط الضوء عليها من قبل ذوي الاختصاص، وقال: "الثقافة التي يعيشها أطفالنا عديدة وتتأثر بالكثير من المتغيرات المتواصلة على الدوام"، موضحاً أن الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني كان لها أثر واضح على الأطفال وهذا ما لمسوه من المخيمات التي عقدها برنامج غزة للصحة النفسية.

ودعا أبو طواحينة إلى زيادة في الاهتمام من قبل المؤسسات التي تهتم بالأطفال من أجل تحصيل دراسي أفضل وتجاوز وتحسين الأوضاع النفسية للأطفال، وقال: "لابد من استخدام الأطفال كمعيار ومرجعية نقتدي بها بعيداً عن الظواهر التي تحدث بين الحين والآخر، كما يجب الاهتمام بالأسرة على اعتبارها النواة الأساسية في المجتمع والمسئولة عن عملية التنشئة".

وأوضح أن الأطفال يمثلون السواد الأعظم من المجتمع الفلسطيني، حيث أشارت الإحصائيات إلى أن مجتمع الأطفال يمثل نصف المجتمع الفلسطيني لذا لابد من الاهتمام بالطفل وقضيته.

وأشار إلى الخدمات التي قدمها برنامج غزة للصحة النفسية والتي تتمثل بالبرامج العلاجية للأطفال، حيث أن معظم الأطفال كانوا يعانون من الصدمات النفسية التراكمية والتي كان من نتائجها فقدانهم للأمن والأمان وهذا ما أثر سلباً عليهم، وأعرب عن أمله بأن يكون هناك مستقبل مشرق من خلال الاهتمام بالطفل والطفولة.

دعم الأطفال

من جانبه قال فهمي أبو شعبان من مؤسسة التعاون: " جاء هذا المؤتمر ضمن مشروع دعم الأطفال من أجل تواصل تقديم خدماتها لاحتياجات المجتمع الفلسطيني، حيث بلغت نسبة هذا الدعم إلى 92ألف و250دولار"، مضيفاً: "تم عقد ستة مخيمات صيفية تسعى لزيادة الوعي الجماهيري والاهتمام بالصحة النفسية للأطفال والتخفيف من الضغوطات النفسية لديهم".

وأوضح أن مؤسسة التعاون هي مؤسسة خيرية غير ربحية تهدف إلى مساعدة ودعم الشعب الفلسطيني عبر التعاون مع مؤسسات وجمعيات مختلفة تهتم بعملية التنمية وتعزيز الثقافة المحلية، من خلال البرامج التي تهدف للتنمية.

الآثار النفسية

وتضمن المؤتمر عقد جلستين فكانت الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان:"الواقع النفسي الاجتماعي للطفل والعائلة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة"، والتي ترأسها الدكتور ياسر أبوجامع مدير دائرة التدريب والبحث العلمي- برنامج غزة للصحة النفسية،

وقدم خلال الجلسة الأولى للمؤتمر الدكتور سهيل دياب أكاديمي في جامعة القدس المفتوحة، ورقة عمل بعنوان:" الآثار النفسية بعيدة المدى على الجانب التعليمي للأطفال ودور المدارس والمؤسسات التربوية في تعزيز التكيف النفسي"، وأشار من خلالها إلى أن هناك آثاراً اقتصادية وسياسية وإنسانية ونفسية خلفتها هذه الحرب.

وذكر أن هذه الآثار ستبقى حاضرة لفترة طويلة من الزمن سواء على الأرض أو على البنية التحتية أو الإنسان الفلسطيني، وكان للأطفال نصيب أكبر من هذه الحرب، وقال : "فعلى الصعيد الاقتصادي: فالطفل الذي فقد أسرته ومعيلها سيخرج لاحقاً إلى سوق العمل ليبحث عن مصدر دخل له ولأسرته تاركاً وراءه تعليمه".

وأضاف: " وعلى الصعيد الاجتماعي: فإن سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى والإعاقات التي تسببت من ذلك سيؤدي بدوره إلى اختلال في النسيج الاجتماعي للأسرة الفلسطينية"، متبعا: "أما على الصعيد النفسي فلقد تركت هذه الحرب آثاراً بالغة الخطورة على الصحة النفسية للأطفال من حيث الصدمات والاضطرابات والقلق والخوف والاكتئاب وغيرها، وما ترتب عن ذلك من آثار سلبية على مسيرتهم التعليمية".

ودعا إلى توفير أجواء الأمن للأطفال، وإعادة ترسيخ الشعور بالأمن والحماية بداخلهم من خلال تأمينهم بمكان بعيد قدر الإمكان عن الخطر، وتهدئتهم وطمأنتهم باستمرار، وأكد على أهمية التحدث مع الأطفال عن الأوضاع التي تخيفهم، وتوجيه انتباه الأطفال الخائفين إلى أطفال آخرين يتعاملون مع أحداث الصدمات بدون خوف وذلك من خلال سرد القصص عنهم في أوضاع متشابهة.

وأوصى بتشجيع الأطفال على مواصلة أنشطتهم الاعتيادية اليومية وخلق بدائل لها إن لم يتمكنوا من ممارستها، ومساعدة الأطفال على فهم انطباعهم وردود أفعالهم تجاه المواقف والخبرات الصادمة، مشيرا إلى إتاحة المجال للأطفال وتفعيلهم في الأنشطة التي توجه طاقاتهم بشكل مستمر كالرياضة والتعلم باللعب ولعب الأدوار وعمل ورشات الرسم وتوجيه الدراما الإبداعية في توجيههم.

ولفت إلى أهمية إشراك الأطفال في أنشطة بدنية وألعاب وأغاني وتأليف قصص، تكليفهم بأعمال ومهام صغيرة لتقوية إحساسهم بقدراتهم وثقتهم بأنفسهم.

وذكر أهمية تقديم الإرشاد النفسي للأطفال والمدرسي والأهالي حول مفهوم الصدمات وأعرضها ومساعدة الأطفال على تجاوزها، و تقديم مجموعة من آليات الدعم النفسي وتكثيف الأنشطة المرافقة، ومساعدة الأسرة لأطفالها بشكل مستمر.

كما قدم في الجلسة الاولى للمؤتمر الباحث الدكتور عبد العزيز ثابت طبيب نفسي في برنامج غزة للصحة النفسية، ورقة عمل بعنوان:" الصدمة والتكيف النفسي للأطفال ودور المدارس والمؤسسات التربوية في تعزيز التكيف".

وقدمت الاخصائية النفسية زاهية القر ا ورقة عمل بعنوان:" متابعة لحالات تم التعامل معها بعد الحرب، وذكرت من خلالها أن العديد من الدراسات بأن التكيف الجماعي لجماعة من الناس في مواجهة الضغوط والصدمات يكون له نتائج ايجابية ففي دراسة لموريس وآخرين( 1976:674 Morris Et..Al.) وجدوا ان تعرض مجموعات من الناس للضغوطات والصدمات يزيد الدعم الاجتماعي بينهم وأنهم في حالة الخطر والخوف يطورون بينهم درجة عالية من الترابط .

رسومات الأطفال

وقدم الدكتور جميل الطهراوي أكاديمي من الجامعة الإسلامية، والدكتورة سناء أبو دقة ورقة عمل بعنوان:" رسومات الأطفال الفلسطينيين بعد حرب غزة ..نظرة سيكولوجيا"، أوصى من خلالاها الباحثان يوصى الباحثان بالاهتمام بالدراسات الخاصة برسومات الأطفال لتوثيق ممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطينيى وخاصة الاطفال, واعتبار تلك الدراسات شهادات صادقة وبريئة لما عاناه أطفالها من تلك الحرب. وكما يوصي الباحثان المؤسسات العاملة مع الأطفال بزيادة الأنشطة الخاصة بأهمية استخدام الفن واللعب للتخفيف عن أطفال غزة.

ويطالب الباحثان وزارة التعليم بالاهتمام بالتربية الفنية والرياضية, وبزيادة الحصص الدراسية فيها, وتزويد المدارس بالإمكانات والأدوات اللازمة لممارسة أنشطتها.

ويقدر الباحثان الظروف الصعبة التي عايشتها الأسر الفلسطينية في غزة أثناء إجراء الدراسة؛ وهذا لا يتعارض مع ضرورة توصية الآباء بالعمل قدر الإمكان على زيادة الاهتمام بالترويح عن أبنائهم واصطحابهم إلى المتنزهات أو شاطئ البحر, والتخفيف من مشاهدتهم لنشرات الأخبار والبرامج التي تتحدث عن الحرب والتي قد يضطر الأطفال مشاهدتها بكثرة تبعاً لرغبة الكبار.

مساندة الأطفال

وحملت الجلسة الثانية للمؤتمر عنوان:" برامج التدخل لمساندة الأطفال الفلسطينيين بعد الحرب"، والتي ترأسها الدكتور تيسير أبو دياب"، وقدم خلال الجلسة الثانية الدكتور فضل أبو هين مدير مركز التدريب وإدارة الأزمات، ورقة عمل بعنوان:" أنشطة التدخل النفسي لمؤسسات المجتمع المدني بعد الحرب على غزة"، وذكر من خلال ورقته أنه بعد الحرب تم زيارة للعائلات وللمنازل التي تهدمت بيوتها وتقديم خدمات الإرشاد النفسي والتخفيف والفضفضة النفسية للأهالي، وبين أنه تم العمل في رفع وعي الأهالي في كيفية التعامل مع الأبناء في ظل الظروف الخطرة التي تغيرت كليا من أمام الطفل.

ولفت أنه تم العمل مع مجموعات الأطفال المتأثرين من خلال برنامج التدخل النفسي المبني على المجتمع المحلي (( CBI وتقديم الأنشطة النفسية اللازمة لهم،وتقديم خدمات المساندة النفسية والإرشاد للحالات التي تعاني من مشاكل نفسية.

وقدم جاسم حميد من برنامج الدعم النفسي الاجتماعي من مؤسسة ميرسي كور ورقة عمل بعنوان:"أدوات تقييم مبنية على المشاركة لبرامج الدعم النفسي والاجتماعي في قطاع غزة"، بينما قدم منسق التدريب في برنامج الصحة النفسية المجتمعية –الانروا ورقة عمل بعنوان:"دور وكالة الغوث في تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة"، وأوضح من خلالها أن الأونروا باعتبارها من أكبرا المؤسسات التي تقدم خدمات للاجئين الفلسطينيين في مجال التعليم والصحة والإغاثة، فإنها قامت بجهود كبيرة لتخفيف المعاناة عن الأطفال، ولوقايتهم من أية آثار سلبية قد تهدد سلامتهم النفسية، وذكر أنها قامت بتزويد برنامج الصحة النفسية المجتمعية بما يزيد عن 120 من مرشدي الصحة النفسية لزيادة عدد المرشدين في البرنامج، وبين أن مهمتهم تكمن في القيام بتقديم خدمات الإرشاد النفسي للطلاب في المدارس التابعة للأونروا، وكذلك في مراكز الرعاية الصحية الأولية في المخيمات، وفى مراكز الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الأونروا في مختلف مناطق قطاع غزة حيث تم تزويد كل مركز بمرشد صحة نفسية.

» برنامج غزة للصحة النفسية يعقد دورة تدريبية بعنوان ‏ الصحة النفسية لطفل الروضة ونظرة المستقبل
» برنامج غزة للصحة النفسية يعقد لقاءً جماهيرياً بعنوان "العنف ضد المرأة
» الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية في بيت لحم
» وفد برلماني بريطاني يزور برنامج غزة للصحة النفسية
» غزة للصحة النفسية يدين استهداف مخيمات صيفية في غزة التاريخ : 24/5/2010 الوقت : 18:37