اللاجئ الفلسطيني بين اللجوء الأول والثاني/ بقلم : فتحي أحمد

ال ايهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق في مؤتمر صحفي مؤخرا إن أمريكا وافقت على منح ما يقارب مئة ألف فلسطيني الجنسية الأمريكية، ولكن العقبة في عدم التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي حال دون ذلك. ففي مناطق اللجوء العربية والعالم يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حوالي خمسة ملايين لاجئ؛ هذا يدل على أن أمريكا منحت الفلسطينيين من الجمل ذنبه فقط، والباقي سوف يبقى يئن تحت وطأة البيوت المتلاصقة ورائحة المجاري وضنك العيش.

فلو قدر للاتفاق الذي تحدث عنه أولمرت أن ينجح وهجر مئة ألف لاجئ فلسطيني مرة ثانية إلى أمريكا فإن حالهم لن يتغير، بالعكس سيفرض عليهم مزيدا من المراقبة الأمنية وسيشعرون بالاضطهاد أكثر.

فمهما بلغت قوة الحؤول دون العودة إلى فلسطين فإن هذا النهج من الحل لا يرضي الفلسطينيين على جميع الصعد، وخصوصا أنهم يصرون على مبدأ العودة إلى ديارهم التي شردوا منها، ليس المكان ولا المال هو معضلة اللاجئ الفلسطيني فهنالك مساحات شاسعة في العالم العربي وأموال طائلة قادرة على حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

الدول العربية برمتها سواء من حضنت المهجرين من فلسطين عام 1948 والتي لم تحضنهم تسير باتجاه الضغط على أمريكا وإسرائيل لحل القضية والعودة إلى ديارهم؛ كان هذا التفكير والتخطيط منذ زمن بعيد، أما اليوم فبات العرب يفكرون بطريقة أخرى وهي للأسف تحمل في ثناياها الخيانة والتخاذل، ألا وهي قضية التعويض أي قبض الدولارات مقابل بيع المدن والقرى الفلسطينية في فلسطين التاريخية!!

ولكن قرار التوطين أو التهجير من مخيمات اللاجئين في الدول العربية بيد أمريكا، فهي تستطيع أن تملي ما تريد كرها على العرب..

لاحظنا تخاذل العرب في الذود عن فلسطين وأهلها، فحينما زج بالجيوش العربية في ساحات الوغى كان هنالك تآمر على فلسطين، ودليل ذلك جيوش أربع دول عربية سحقوا من جيش لم يبلغ الحلم بعد.. من هنا بدأ العرب يتنافخون شرفا وطالبوا بعودة اللاجئين إلى أرضهم، وصدق الناس الشهامة العربية والشجاعة، ولكن سرعان ما بدأت خيوط اللعبة تتكشف وأصبح المواطن العربي يدرك أن حكوماته هي من أسقطت فلسطين بيد اليهود، ولولا السطوة وممارسة أقصى درجات التعذيب على رقاب المواطنين العرب لتغيرت ملامح الحكم العربي تماما..

حق العودة وتحرير الأرض والعديد من القضايا وقعت في أيدي الغرب، وهم من يخططون ويرسمون كيفية حل القضية، والعرب سامدون . هنا نعود إلى المثل العربي "ما حك جلدك مثل ظفرك" إذا تغيرت النفوس، لأن "الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

» أحمد الفلسطيني
» تى ستتوقف الضاله عن النهش في لحم الوجدان الفلسطيني!! بقلم:د.شكري الهزَّيل
» سحر الدوحة يفكّ طلاسم الانقسام الفلسطيني !بقلم : محمد السودي
» الزهار خلال تفقده مخيمات صور: من حق اللاجئ الفلسطيني كضيف أن ُيعطى حقه لحين عودته
» الشباب الفلسطيني في لبنان كفاءاتٌ عاطلة عن العمل بقلم:ميرنا سخنيني